من أهم الأشياء التي يجب استكشافها في كل وجهة الطعام لأن نكهته تختلف كل بضع مئات من الأميال، وبين القرى والمدن، فما بالكم بدول وثقافات أُخرى تقدم وصفات قد لا تخطر للسائحين على بال.
في السنوات الماضية، باتت العديد من الدول تعتمد على فكرة مهرجانات الطعام كأداة ترويج سياحي، خاصة أن أرقام الرابطة العالمية للغذاء والسفر في الولايات المتحدة خلصت إلى أن سياحة الطعام تعزز الإنفاق في القطاع السياحي، وتزيد المداخيل بنسب بين 15% و25%، علما أن الزائرين ينفقون نحو 25% من ميزانية رحلاتهم على الأطعمة والمشروبات.
ويمكن أن تصل النسبة إلى 35% في الوجهات باهظة الثمن، وتنخفض إلى 15% في الوجهات ذات الأسعار المعقولة. ومن هنا، فإن كنتم من محبي الطعام والسفر، إليكم وجهات جديدة قد تجعل رحلتكم القادمة مختلفة تماما.
النكهة الهولندية
لطالما عُرفت هولندا، وتحديدا العاصمة أمستردام، بكونها واحدة من أكثر المناطق رخاء وسلاما، حيث يعيش أهلها بهدوء، ورغم ذلك، فقد وجد العديد من القيمين على قطاع السياحة، أن جذب الزوار إليها يتطلب منهم التحرك في اتجاهات عديدة، وكان خيار سياحة الطعام واحدا من أهم الخيارات التي نجحت في السنوات الماضية بجذب كبار الطهاة والزوار.
وبدأ مهرجان امستلبارك الذي يمتد 3 أيام في جذب الزوار، لتذوق الطعام التقليدي، حيث يتبارى أبرز الطهاة ورواد المطاعم في هولندا بالحديقة لعرض أفضل أطباقهم.
يقدم هذا المهرجان ألذ القطع التي يمكن أن تقدمها الدولة، وهناك الكثير من الفعاليات، خاصة للصغار، إذ تقام ورش أعمال لتزيين الكعك، متبوعة بمسابقة طعام. وإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من وسائل الترفيه والموسيقى الحية، خاصة موسيقى الجاز، ويقام المهرجان بين 2 و5 يونيو/حزيران.
ليالي الأنس
من بين جميع مهرجانات الطعام في أوروبا، قد تكون مهرجانات النمسا، وخاصة مهرجان فيينا للطعام الذي يبدأ من إبريل/نيسان حتى أكتوبر/تشرين الأول، حيث يمكن لعشاق الطعام في جميع أنحاء النمسا وخارجها الاستمتاع بالمأكولات الرائعة.
ويفتخر المهرجان بمزيج انتقائي من بائعي الأطعمة العالمية في الشوارع، من شرائح لحم الماوري في نيوزيلندا إلى بانيبوري من الهند. ويوجد في الواقع الكثير من الأطعمة المعروضة، كما يختص المهرجان أيضا بكونه يقدم أطباقا وورش أعمال، خاصة بالحلويات لجذب محبي الشوكولا.
ويعتبر هذا المهرجان فرصة للسفر حول العالم في مكان واحد، ولذا، وبحسب المواقع الإلكترونية التي تروّج لزيارة فيينا، ومنها موقع Visting Vienna، فإنه بعد انتهاء القيود على فيروس كورونا، جذب المهرجان ما لا يقل عن 300 ألف زائر من داخل أوروبا، فيما تجاوز عدد الزوار من الخارج الـ100 ألف.
نابولي
رغم أن السلطات في نابلولي الإيطالية تسعى إلى ترويج السياحة بطرق مختلفة، سواء من خلال التأشيرات الذهبية أو شراء المنازل، إلا أن مهرجان الطعام السنوي في يونيو/حزيران الذي تحتفل به نابولي، يتربع على عرش جذب الزوار.
كما يُعد مهرجان البيتزا في مسقط رأسها نابولي، الأشهر عالمياً. وعلى مدار 9 أيام، يمكن للزائر تجربة البيتزا من الكثير من مطاعم المحلية الشهيرة، وتعلم تقنيات إعدادها. لكن الأمر لا يقتصر فقط على تناول البيتزا. إذ يكرّم المهرجان تاريخ الطعام من خلال الندوات والمعارض.
كما يمكن للزوار المشاركة في ورش عمل وعروض توضيحية تفاعلية. وهو يتميز أيضا بإقامة مسابقة World Pizza Maker، حيث يتوافد الأشخاص من جميع أنحاء العالم للمشاركة.
الخريطة العربية
لم تبتعد الدول العربية بدورها عن هذه الثقافة، خاصة أن صناعة الطعام ليست مرتبطة فقط بالإيرادات المالية للقطاع السياحي، بل باتت تشكل أيضا مدخلا ثابتا لإيرادات الدول في قطاعات عديدة، وتساعد في الترويج لثقافتها وتراثها.
في دول الخليج، وتحديدا من فبراير/شباط حتى إبريل/نيسان، تحتفل كل من الدوحة والرياض ودبي وغيرها، بمهرجانات الطعام التي تعرض خلالها تراث البلد، وتعرف المقيمين والسياح على التراث الوطني.
وتجذب مهرجانات الطعام العربية، وتحديدا الخليجية، المئات من الطهاة العالميين الذين يبتكرون برامج تمزج بين سحر الشرق والغرب.
وعادة ما تركز احتفالات الطعام العربية على عرض مثير لتطور الطعام منذ القرون الوسطى، وتقديم شرح علمي للعناصر الغذائية التي يستخدمها العرب في الطهي.
ولذا فإن كنتم في هذه الدول خلال هذه الفترة، عليكم بالانخراط في الدورات التدريبية وتذوق أفضل وأشهى الأطعمة الشعبية.