موجة الغلاء تفاقم الأزمة المعيشية في السودان

24 ديسمبر 2024
سوق ملابس شعبي في القضارف، السودان، 15 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد الأسواق السودانية موجة غلاء حادة مع تضخم يتجاوز 198%، مما يزيد من معاناة المواطنين، حيث ارتفعت أسعار الأدوية بنسبة 250% وندرت اللحوم في أم درمان.
- تفاوت الأسعار في ولايات دارفور، حيث انخفضت في شرق دارفور بسبب تحسن النقل والحصاد، بينما ارتفعت في شمال دارفور نتيجة توقف الشاحنات، واستقرت في جنوب دارفور بعد فتح الطرق.
- تحسن الأوضاع الاقتصادية في بعض المناطق بفضل المساعدات وفتح الطرق، مما أدى إلى انخفاض أسعار السكر والوقود في شرق دارفور واستقرار الأسعار في نيالا.

تجتاح موجة الغلاء الأسواق السودانية، مفاقمةً الأزمة المعيشية التي يكابدها المواطنون، لا سيما مع تجاوز معدل التضخم 198% الشهر الماضي، حسبما أظهرت أحدث إحصاءات صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء، وإن كان انخفض قليلاً عن أكتوبر/ تشرين الأول حين بلغ 211.48% مقابل 215.52% في سبتمبر/ أيلول و218.18% في أغسطس/آب.

في ولاية الخرطوم، مدينة أم درمان تحديداً، يقول مواطنون إنه قبل شهرين شهدت المدينة استقراراً في أسعار السلع الاستهلاكية، بخاصة على مستوى الإيجارات، ما عدا الأدوية التي شمل الغلاء أسعارها خلال ثلاثة أشهر بارتفاع نسبته 250%، وأرجعوا ذلك إلى ارتباط العديد من الأصناف الدوائية بحركة الاستيراد والنقد الأجنبي. وفي هذا الصدد، يرى التاجر أحمد آدم في تصريح لـ"العربي الجديد" أن السلع الاستهلاكية، مثل الخضر والفاكهة، استقرت أسعارها بسبب وفرتها من إنتاج المزارع القريبة في شمال أم درمان، مثل الطماطم والبطاطس، وهي أكثر أصناف المحاصيل الزراعية في متناول اليد بالنسبة للمواطنين، في حين أن بعض أنواع اللحوم تشهد ندرة بسبب توقف عجلة الإنتاج، كما هي الحال بالنسبة للحوم البيضاء، أي السمك والدجاج.

وأشار إلى أن عجلة إنتاج أكبر أسواق إنتاج السمك في منطقة الموردة توقفت نتيجة الحرب والأوضاع الأمنية، مضيفاً أن هذا الأمر تسبب بمضاعفة حجم الاستهلاك والإقبال على اللحوم الحمراء التي زاد أصاب الغلاء سعرها بنسبة زيادة بلغت 60% خلال الشهرين الماضيين. كذلك، فإن ارتفاع حجم الاستهلاك والإقبال المتزايد على السلع الاستهلاكية في أم درمان يعود إلى مضاعفة حجم السكان ما بعد سقوط ولاية الجزيرة في أيدي قوات الدعم السريع فى ديسمبر/ كانون الأول 2023، ما أسفر عن تزايد حركة النزوح نحو المدينة التي باتت تشهد استقراراً أمنياً بمرور الوقت.

وفي جنوب الخرطوم، شكت غرفة طوارئ المدينة من ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية في السوق المركزي جنوبي العاصمة الخرطوم. وكشفت الغرفة في بيان، عن ارتفاع جوال الفول المصري إلى 550 ألف جنيه، والعدس إلى 330 ألفاً، والبصل إلى 250 ألفاً، بينما تراجع السكر إلى 220 ألفاً بدلاً من 250 ألفاً.

أما في ولايات دارفور، فقد شهدت أسواق ولاية شرق دارفور، محلية الضعين، انخفاضاً ملحوظاً في أسعار السلع الأساسية بعد فترة من الارتفاع الكبير الذي شهدته خلال الشهرين الماضيين. وفيها، قال تجار لـ"العربي الجديد" إن أسعار الذرة  انخفض انخفضت ستة آلاف جنيه للملوة الواحدة (وحدة ميزان محلية)، بينما تراجع سعر ملوة الذرة إلى ستة آلاف جنيه بدلاً من 11 ألفاً.

وفي هذا الشأن، يقول المواطن بابكر إسحاق لـ"العربي الجديد" إن أسعار الوقود تراجعت، حيث انخفض سعر غالون البنزين إلى 28 ألف جنيه بعدما كان 40 ألفاً، بينما بلغ سعر غالون الغازولين 25 ألفاً، مضيفاً أن أسعار السكر تراجعت، إذ انخفض سعر جوال السكر زنة 50 كيلوغراماً إلى 160 ألف جنيه بعدما كان 200 ألف. ولفت إلى أن هذا الانخفاض يعود إلى دخول شاحنات محملة بالسكر من مدينة الدبة في شمال البلاد، ما ساهم في زيادة المعروض، معتبراً أن انخفاض أسعار السلع يعود إلى فتح الطريق بعد موسم الأمطار، بما سهل حركة نقل السلع والبضائع، إضافة إلى دخول موسم الحصاد وظهور الإنتاج المحلي الجديد في الأسواق. كذلك ساهمت المساعدات الإنسانية في تحسين الوضع الاقتصادي في المنطقة.

وفي ولاية شمال دارفور، مدينة الفاشر، سُجّلت زيادة ملحوظة في أسعار السلع الاستهلاكية والوقود، بسبب توقف حركة الشاحنات التجارية. وعن هذه النقطة، يقول التاجر كمال موسى إن هناك نقصاً في إمدادات الأسواق، بسبب توقف الشاحنات، ما أدى إلى زيادة الطلب على السلع الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل كبير. كما أكد أن الغلاء انعكس زيادة في سعر جوال السكر زنة 50 كيلوغراماً من 200 ألف جنيه إلى 250 ألفاً. وأوضح أن سعر غالون البنزين ارتفع من 35 ألف جنيه إلى 75 ألفاً، في ظل انعدام شبه كامل للغازولين في الأسواق.

وفي ولاية جنوب دارفور أيضاً، تراجعت أسعار السلع الاستهلاكية والمنتجات المحلية. وأرجع تجار الانخفاض إلى دخول السلع بعد فتح الطرق التي أغلقتها الأمطار والسيول في فصل الخريف، إضافة إلى حصاد المحاصيل الزراعية في المنطقة. وفي هذا الصدد، قال التاجر الزين عيسى إن سعر جوال الدخن انخفض من 16 ألف جنيه إلى 5 آلاف، كما انخفض سعر جوال الذرة إلى أربعة آلاف جنيه بدلاً من 15 ألفاً خلال فترة الخريف، مع استقرار أسعار اللحوم وكيلو اللحم البقري عند ستة آلاف جنيه، بينما بلغ سعر كيلو لحم الضأن ثمانية ألف جنيه.

وأشار إلى أن سعر جوال الدقيق زنة 25 كيلوغراماً انخفض من 170 ألف جنيه إلى 70 ألفاً، مع وفرة  دقيق القمح في المنطقة عبر خمس شركات. وأكد ارتفاع جركانة الزيت من 40 ألف جنيه إلى 50 ألفاً، بينما انخفض سعر قنطار الفول السوداني من 20 ألف جنيه إلى 15 ألفاً. كذلك تراجع سعر جوال السكر زنة 50 كيلوغراماً من 180 ألف جنيه إلى 155 ألفاً، مع انخفاض في أسعار الصابون والبصل وزيادة في وارد المحصولات المحلية مثل الطماطم والخضروات الأُخرى.

وقال مواطنون في مدينة نيالا إن أسعار اللحوم استقرت حيث بلغ سعر كيلوغرام اللحم البقري 4500 جنيه، والضأن عند سبعة آلاف جنيه، كما انخفض سعر جوال السكر، زنة 50 كيلوغراماً، إلى 160 ألف جنيه كما أن سعر جوال دقيق القمح، زنة 25 كيلوغراماً، وانخفض من 180 ألف جنيه إلى 74 ألفاً.

المساهمون