السياحة الريفية
السفر في الخريف، أو حتى الانتقال من منطقة إلى أخرى داخل الدولة، بدأ يأخذ منحى مختلفاً، إذ باتت خيارات الزوار السائحين مختلفة عن المعايير التقليدية للسفر بغرض الترفيه.
إذ لم تعد شرائح من السياح ترغب في زيارة العواصم والمدن الكبيرة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل لافت خلال السنوات الماضية، وتحديداً بعد أزمة فيروس كورونا، إضافةً إلى الهرب من الاكتظاظ السكاني.
والإقبال على زيارة هذه الأماكن يجعل من الصعب على الراغبين قضاء إجازة هادئة تحقق هدفهم بقضاء إجازة هادئة، وهو ما يجدون فرصة له في ضواحي المدن والقرى التي تُعد ملجأ للراحة وبأسعار تنافسية.
وتتميز هذه المناطق أيضاً بإطلالتها الخلابة واستخدام السكان الموارد الطبيعية لتحضير الطعام، ناهيك عن أنها مناطق تساعد السياح في التعرف على الثقافات المختلفة، وتسمح بتجربة استثنائية خاصة إن كانت الوجهة مختلفة نوعاً ما عما هو مألوف، مثل زيارة القرى الجبلية في منغوليا، أو حتى الاستمتاع بالقرى المحيطة بالريف الأوروبي.
التراث في منغوليا
عندما يفكر معظم الناس في منغوليا، فإن المهرجانات الموسيقية والفنية التي تركز على الحفاظ على البيئة في قلب واحدة من أكبر صحارى العالم هي آخر ما يتبادر إلى ذهنهم، لكن هذه المهرجانات تستقطب الزوار للتعرف على مناطق جذب مختلفة في ضواحي العاصمة والمدن الكبرى.
وتحتفل القرى على غرار كوشوت أو أولغي، بالعديد من المهرجانات على غرار مهرجان "نادام" السنوي الذي يعد سبباً رائعاً لزيارة هذا البلد. وفي حين أن أصول المهرجان تعود إلى أيام جنكيز خان، عندما استخدم سباقات الخيل والمصارعة والرماية للحفاظ على لياقة محاربيه بين المعارك، إلا أن "نادام" أصبح عطلة وطنية رسمية قبل 100 عام.
كما يمكن للزوار الاستمتاع برياضة الرماية التي تشهد انتعاشاً واضحاً بفضل رجال مثل ألتانخوياج نيرجي، أحد أكثر الرماة إنجازاً في هذه الرياضة وأكاديمية الرماية التابعة له.
الريف التركي
يتميز الريف التركي بجمال مناطقه وانخفاض أسعار الإقامة فيه مقارنة بمناطق سياحية أخرى، على غرار أنطاليا أو إسطنبول، ولذا بات مقصداً للعديد من الزوار والسياح.
وتُعد قرية "يانكلر" في مدينة "فتحية يانيكلار" نموذجاً رائعاً للسياحة الريفية، إذ تبعد المنطقة نحو 15 كيلومتراً عن مركز مدينة فتحية و45 كيلومتراً عن مطار دالامان. وموقعها الفريد يجعلها جنة الحدائق المخفية في تركيا.
كما أنها تطل على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وتضم مناطق طبيعية وغطاء نباتيا كثيفا من حقول الحمضيات والجداول والجبال الخضراء، علماً أنها من القرى التي تقدم سياحة بيئية متوازنة.
وتتميز حياتها الليلية بالهدوء والسكينة على عكس بعض القرى الأخرى، مما يجعلها وجهة مفضلة للكثير من السياح.
وتُعد نموذجاً فريداً آخر قرية "بواتيبي" التي تبعد عن 50 كيلومتراً عن مركز مدينة "قاراس" وتحيط بها الجبال وترتفع عن سطح البحر ألفين و300 متر.
وتأسست هذه القرية عام 1800، وأغلب سكانها من المزارعين، كما أن منتجاتها الرئيسية هي جبن الغروير اللذيذ، وهي تحتوي على متحف يعرض كافة أنواع منتجات الجبن المصنوعة يدوياً.
السحر الكندي
إن ركوب الدراجات وركوب القوارب والمشي ليست سوى بعض السبل التي يمكنكم عبرها استكشاف أوتاوا والقرى المحيطة بها والتي تتميز بسحرها، نظراً لكونها تضم العديد من مناطق الجذب والكثير من النشاطات التي يمكن القيام بها، ومن ضمنها التجديف أو القيام برحلة بحرية أو التزلج على قناة ريدو، واحدة من مواقع التراث العالمي لليونسكو التي تستحق الزيارة.
وفي كل زاوية على ضفاف الأنهار في أوتاوا وأونتاريو وكيبيك، يجد السائحون ما يغريهم في الأحياء النابضة بالحياة من الأطعمة المحلية الطازجة وتجارب التسوّق الفريدة. وبإمكانهم أن يعيشوا التجربة الكندية الأصيلة وبتكاليف منخفضة.
الثقافة الأوروبية
قد يتفاجأ العديد من الزوار بمناطق التراث والطبيعة الموجودة في قلب ريف أوروبا. فغالباً ما يستشهد الزوار الذين ينجذبون إلى منطقة "سينك تير" الإيطالية بالتجربة الريفية التي تجعل إجازاتهم مميزة، فيعودون إلى بلدانهم وهم مفتونون بمشاعر الود والطعام الجيد في المطاعم الصغيرة المحلية، إضافة إلى المهرجانات المتكررة في مسقط رأسهم والمواكب الدينية التي عادة ما تكون غائبة عن إجازات المدينة الكبيرة أو الشاطئ.
وإضافة إلى الريف الإيطالي، توجد في الركن الشمالي الشرقي لإسبانيا أرض ريفية في الغالب بها كهوف مطلية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وسكان محليون ودودون وتشكيلة مميزة من الأطعمة الطازجة.
إنها أرض غنية بالتقاليد الريفية وتتميز بالهندسة المعمارية المثيرة للاهتمام من العصور الوسطى والتي تمتد على طول الطرق القديمة.
ويتميز بالهدوء والسكينة الريف الأوروبي عموماً، سواء في فرنسا أو البرتغال وألمانيا وغيرها، بحيث يمكن السياح الاستمتاع بتجربة مليئة بالثقافة والتراث.