زيارة كشمير تعني لدى الكثيرين من محبي الطبيعة زيارة "قطعة من الجنة" كما يطلق عليها، أو المكان الأجمل على الأرض وفقا لمن زاروها واستمتعوا بجمال الطبيعة فيها.
أسباب كثيرة تدعو لزيارتها، أو على الأقل التعرف عليها، فهي أولاً موطن للكثير من الجبال والغابات الكثيفة والمروج الخضراء والمراعي والجداول المائية، من وادي "أرو" إلى حقول "الزعفران"، مروراَ بسلسلة جبال زابروان.
ثانياً، بساطة أهلها ولطفهم وكرمهم، إضافة إلى حبهم مساعدة الزوار أو الغرباء، ولا عجب في ذلك، لأن كشمير كانت طريقاً استراتيجياً هاماً للتجار في العصور القديمة.
أما ثالث الأسباب، فهو مطبخها المميز، وتنوع الخضار التي قد لا نجدها في أي مكان آخر، إضافة إلى انفرادها بتقديم الأطعمة المكونة من اللحوم والبهارات التي تتم زراعتها وتصنيعها في البلاد.
الطبيعة الخلاقة
زيارة كشمير تعني، ببساطة، التوجه الى بحيرة "دال"، فهي مصدر فخر السياحة في كشمير، حيث تحيط بها جبال "بير بانجال" وحدائق موغال الشهيرة من جميع الاتجاهات.
طبيعتها جعلتها واحدة من أفضل المواقع لتصوير الأفلام، لأنها توفر بعض المناظر الرائعة للتلال المتدحرجة والجبال البعيدة المغطاة بالثلوج.
وبمجرد الوصول إلى البحيرة، يسعى الزوار الى خوض الكثير من النشاطات، مثل تجربة التجول في المراكب الخشبية، والتنقل في الأسواق العائمة وسط البحيرة مباشرةً.
تنتشر الكثير من المحال التجارية والأسواق العائمة في قلب البحيرة، وهي مختصة ببيع جميع أنواع السلع التقليدية، مثل المصنوعات الخشبية والأقراط المصنوعة يدويًا والسجاد والحرف اليدوية الكشميرية والزعفران وحتى العباءات.
تحتوي البحيرة على ثلاث جزر تفصلها جسور، تعد بحد ذاتها عامل جذب رئيسي، ويمكن للزوار التنقل في البحيرة للتعرف على معابد ومعالم تاريخية هامة، أبرزها معبد شانكاراشاريا القديم وضريح حضرة بال.
إلى جانب كونها منطقة جذب سياحي شهيرة لمحبي الطبيعة، تدعو البحيرة عشاق الصيد لخوض تجربة جديدة.
العودة بالتاريخ
يمكن استكشاف الأحداث الماضية وأسلوب الحياة لشعب كشمير القديم في المتاحف، التي تحمل مجد الثقافة والتراث الثري للدولة. تشمل هذه المتاحف الكثير من اللوحات والأواني النحاسية والحرف اليدوية والفخار والحجارة والأسلحة والمواد المعدنية التي تشير إلى التاريخ الغني لكشمير. كانت بعض متاحف كشمير عبارة عن قصور قديمة استضافت الكثير من الملوك والثقافات.
ومن أكثر المتاحف شهرة قصر "ستوك" لأنه يضم الكثير من الكتب القديمة، والآلات الموسيقية التي يعود تاريخها إلى القرون الأولى.
إضافة إلى وجهها الثقافي، تمتاز كشمير بطابعها الرياضي، وهي بالتأكيد واحدة من أفضل الوجهات لأولئك الذين يحبون خوض المغامرات الجنونية، ويسعون إلى خوض تجربة اندفاع الأدرينالين بشكل كبير.
تقدم ولاية جامو وكشمير رياضات مدهشة، بما في ذلك التزلج والغولف وركوب المراكب الشراعية في الأنهار. تشكل كشمير مكاناً هاماً للعديد من محبي الرياضة.
سريناغار التقليدية
يقال إن "السير لمسافات طويلة" يعطي فرصة أكبر لاكتشاف أوجه مختلفة في الحياة، فما بالكم السير في الأحياء القديمة لمدينة سريناغار التاريخية. تضم المدينة بيوتاً ومباني يزيد عمرها عن 4 قرون، إضافة إلى الكثير من الحدائق والمروج الملونة.
ببساطة، يصفها محبو الفن المعماري بأنها أيقونة هندسية لن تتكرر، فالمدينة تأثرت بثلاثة أنماط مختلفة من الحضارات والثقافات الدينية. يسعى دائماً الزوار إلى التوجه لزيارة المسجد الجامع، الذي يضم 370 عموداً مصنوعاً من شجرة القيقب، والتقاط الصور.
إضافة إلى ذلك، فإن التجول في ممرات "سريناغار القديمة"، التي تضم أسواقًا قديمة للتوابل والفواكه المجففة والحرير، قد يشكل تجربة أخرى لا تنسى.
وادي أرو الانسيابي
يعد وادي أرو المكان الأكثر شهرة في المنطقة، ويقع بين مدينتي جامو وكشمير على بعد حوالي 12 كيلومتراً من منطقة "باهالجام" الشهيرة.
يجذب الوادي السياح إليه بسبب المروج الخضراء والبحيرات النقية والجبال، كما أنه معسكر أساسي للتخييم، خاصة على ضفاف نهر كولاهوي الجليدي وبحيرة تارسار.
تتميز الزيارة إلى الوادي بتنوع الأنشطة الرياضية التي يمكن القيام بها، فخلال فصل الشتاء، عندما يكون الوادي مغطى بالثلوج، يصبح وجهة شهيرة للتزلج، أما في فصلي الربيع والصيف، فيمكن القيام برحلات صيد، وممارسة رياضة الهايكنغ في الأنهار المائية التي تخترق الوادي.
إضافة إلى ذلك، يمكن تعلم الفنون القتالية، لأن المكان يعد الأمثل لإقامة المعسكرات التدريبية للرياضات القتالية.
وليس بعيداً عن الوادي، يمكن للسياح زيارة منطقة "يوسمارغ"، حيث يعتقد أن السيد المسيح زار المنطقة خلال رحلته إلى كشمير، حيث تتميز المنطقة بقدسيتها، إضافة الى كونها مكاناً مثالياً للنزهات والتصوير الفوتوغرافي.
الوجه الأخر
يعتمد معظم أهالي كشمير على الصناعات المحلية والزراعة بشكل رئيسي، إضافة إلى الأموال التي يرسلها المغتربين من الخارج.
وتكاليف زيارة هذه المدينة ليست مرتفعة أبداً، ويمكن بمبلغ زهيد أن ينعم الزائر برحلة جميلة.
وبحسب موقع (numbeo) للأرقام، فإن تكاليف الإقامة لا تتعدى 10 دولارات في الفنادق، أما بالنسبة إلى تكاليف الطعام، فهي وبأفضل الأحوال لن تكون أكثر من دولارين فقط.
تبقى تكاليف الوصول إلى الأقليم مكلفة جداً، لأنها تتطلب الهبوط في إحدى الدول القريبة، والانتقال عبر وسائل النقل العامة بعد أخذ التصاريح اللازمة.