- تسلا تغير مسارها بإلغاء مشروع سيارة بـ25 ألف دولار، مخططة لاستخدام خطوط الإنتاج الحالية لإنتاج نماذج بأسعار معقولة، مما أدى لارتفاع أسهمها وترحيب المستثمرين.
- المحللون يتوقعون إطلاق تسلا لنماذج منخفضة التكلفة من الطرازين 3 وY، مع التحديات في تخفيض التكاليف وضغوط السوق، معكسة رغبة الشركة في الاستجابة للمنافسة والحفاظ على الابتكار.
ترتكز خطة جديدة يعمل عليها الملياردير إيلون ماسك على تصنيع سيارات تسلا Tesla على منصات نماذج سابقة بدلاً من منصات جديدة لخفض التكلفة والمنافسة بأسعار السيارات الكهربائية، فهل ينجح؟ تتبع خطة ماسك قواعد اللعب الخاصة بمنافسي الشركة التقليديين في ديترويت. ويشير التحوّل نحو التحسين التدريجي الذي يعكس استراتيجية لدى شركتي فورد وجنرال موتورز إلى أن مستقبل صناعة السيارات الذي وعد ماسك بريادته ربما لا يزال يشبه إلى حد كبير أنماط التصنيع التي كانت سائدة في الماضي.
جاءت استراتيجية ماسك الجديدة في أعقاب تقرير حصري نشرته رويترز وأفاد بأن تسلا قد أوقفت خططاً لإطلاق نموذج جديد طال انتظاره ومن المتوقع أن يكلف 25 ألف دولار في أواخر عام 2025. وكان المستثمرون يتوقعون أن تؤدي السيارة ذات الأسعار المعقولة والتي تسمى "موديل 2" Model 2، إلى دفع نمو الشركة إلى مستوى أعلى. وبدلاً من ذلك، قالت تسلا هذا الأسبوع، إنها ستستخدم منصة وخطوط إنتاج حالية لإنتاج ما سمته نماذج "بأسعار معقولة" بحلول أوائل العام المقبل، مع أنها لم تقدم تفاصيل أو أسعارا.
وأدى هذا الإعلان إلى ارتفاع الأسهم بأكثر من 10%، وحظي بإشادة واسعة النطاق من المستثمرين، فيما يتوقع بعض المحللين أن تقدم تسلا إصدارات أساسية من الطرازين "3" و"واي" Y، والتي تبدأ حالياً بسعر 39 ألفاً و43 ألف دولار. وفي هذا الصدد، قال سانديب راو، الباحث البارز في شركة "ليفيريدج شيرز" Leverage Shares، وهي شركة لإدارة الاستثمار تبلغ أصولها حوالي 500 مليون دولار، بما في ذلك في تسلا وغيرها من شركات تصنيع السيارات الكهربائية: "إنها استراتيجية تقليدية لصناعة السيارات. إذ يمكنك الذهاب وشراء سيارة فولكسفاغن غولف هايلاين، وهي نسخة أساسية أو يمكنك شراء سيارة "جي تي" GT، وهي نسخة أغلى ثمناً وأكثر تكلفة بنسبة 25% أيضاً".
وفي السياق، قال كينغ ليب، كبير الاستراتيجيين في شركة "بيكر أفنيو ويلث مانجمنت" BakerAvenue Wealth Management التي لها مركز صغير في تسلا إن "من المحتمل أن تكون هذه واحدة من أكثر السيارات شعبية، إذا تم إطلاقها". وقالت تسلا إن التغيير سيسمح للشركة بإطلاق مركبات منخفضة التكلفة بسرعة، لكنه سيؤدي إلى خفض التكلفة بشكل أقل مما كان متوقعاً وإلى نمو متواضع.
بدوره، قال المحلل في "برنشتاين" توني ساكوناغي: "نرى أن من المرجح أن تحاول تسلا إطلاق إصدارات من الطرازين 3 وY كنماذج منخفضة التكلفة، لكننا غير واضحين بشأن مقدار التكلفة التي يمكن أن تتحملها تسلا بشكل واقعي". وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قالت تسلا إنها تقترب من "الحد الطبيعي لتكلفة انخفاض تشكيلة سياراتنا الحالية". واعتبر العديد من المستثمرين والمحللين هدف ماسك لسيارة جديدة خلال عام متفائلاً في أحسن الأحوال، نظراً لأن ماسك فشل غالباً في بلوغ توقعاته الخاصة بالتوقيت. فقد أبصرت شاحنة سايبرتراك Cybertruck الجديدة النور بعد أربع سنوات من كشف ماسك عنها عام 2019، ولا تزال تسلا تواجه مشكلة في زيادة الإنتاج.
حول هذه النقطة، قال مدير الأبحاث السابق في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جيمس ووماك إنه يمكن لماسك أن يميل فوق الهاوية باعتباره صاحب رؤية تكنولوجية، لكنه أثار هو وآخرون مخاوف بشأن مخاطر التنفيذ في الوقت المحدد. أما ك. فينكاتيش براساد، المهندس السابق في شركة فورد، والذي يشغل الآن منصب كبير مسؤولي الابتكار في مركز أبحاث السيارات، إنه في حين أن تحوّل تسلا "يضعف أو يُبطئ الابتكار في مجال التصنيع"، فإن هذا التغيير سيمكنها من الاستجابة بشكل أسرع للتهديد الذي تشكله شركات صناعة السيارات الصينية.
(رويترز)