أكد عدد من المختصين في علوم الهندسة الوراثية الحيوانية أن دعوة الفلاحين في مصر إلى زيادة إنتاجية اللبن (الحليب) من الجاموس، عبر تقنية الهندسة الوراثية، "غير معهودة من قبل"، مشيرين إلى أن "ما تم في دول أخرى كان عبر التهجين".
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد قال، في تصريحات أخيرا، إن "الجاموس بتاعنا ده دولة خدته عملت ليه تعديل وراثي كان بيطلع 5 و6 كجم لبن، رجعته بيجيب 25 كجم لبن". (وكيلو اللبن في مصر يعادل اللتر تقريبا).
صعوبات علمية
وقال الدكتور أحمد محمد، الباحث في أحد فروع علوم الهندسة الوراثية، إن المتعارف عليه علميًا أنه يمكن تعديل جين واحد أو اثنين على أقصى تقدير، وهو ما تمت الاستفادة منه في إنتاج بعض العلاجات، وهو ما حدث فعليًا عن طريق الهندسة الوراثية، في إنتاج لبن يحتوي على "الأنسولين" لعلاج مرضى السكر، لكن إلى الآن لم يحدث أي تعديل وراثي على مستوى العالم لزيادة إنتاج اللبن.
وتابع أن "رفع إنتاجية اللبن من الجاموس المصري على نفس النهج الإيطالي لن يتم إلا من خلال مشروع قومي، إذ إنه يتطلب الكثير من الإنفاق، مع توحيد جهود الأبحاث، وخاصة في ظل تدني ميزانية البحث العلمي في مصر"، متوقعًا أنه "في حال نجاح مثل هذا المشروع ستكون نتائجه أفضل من الجاموس الإيطالي".
وأفاد بأن سلالة الجاموس المصري من أنقى السلالات العالمية، والمقاومة للعديد من الظروف البيئية، لافتاً إلى أن "أحد أسباب تراجع إنتاجية اللبن يرجع لخلط السلالات من قبل الفلاحين، ما بين الصعيدي والبحيري، إذ إن البحيرى هي السلالة الأصلية".
التجربة الإيطالية
ومن جانبه، أعاد مسؤول أكاديمي بأحد المراكز البحثية المصرية التأكيد على صعوبة إجراء تعديل وراثي لزيادة إنتاج اللبن، لافتًا إلى أن زيادة إنتاج اللبن لا تتم إلا عن طريق التهجين، وإنتاج سلالات جديدة، عبر مرحلة الفرز والانتقاء، بالإضافة إلى أنه "ممكن عن طريق بعض الهرمونات زيادة الإنتاج بمعدل 20 في المائة، وهذه الطريقة محرمة دوليًا".
وأوضح المتحدث ذاته، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، طالبا عدم ذكر اسمه، أن المعاهد البحثية في مصر لديها سلالات مصرية منتقاة وصل إنتاجها إلى 16 كجم في اليوم، وذلك في ظروف بيئية وتغذوية معينة.
وذكر المسؤول الأكاديمي أن "الجاموس المصري من أفضل السلالات العالمية، إذ إنه يتميز بعمر إنتاجي للبن يتخطى العشرين عامًا، بجانب تحمله لكافة الظروف البيئية".
وطبقًا لبيانات معهد بحوث التناسليات الحيوانية، فقد وصل عدد رؤوس الماشية في مصر إلى 7.5 ملايين رأس، منها 3 ملايين من الأبقار و2 مليون من الجاموس و2.5 مليون من الأغنام، فيما يبلغ حجم إنتاج الألبان في مصر حوالي 7 ملايين طن سنويًا.