تخلت شركة "بي.إم دبليو" BMW الألمانية عن إنتاج سيارة "i3" التي كان من الممكن أن تولد مستقبلا كهربائيا مشرقا، مع أنها في تجربة تسويقها تخلفت عن غيرها من الطرازات وخيّبت الأمال أحيانا رغم كونها في بعض الخصائص سابقة لعصرها بكثير، وفقا لموقع "آرزتكنيكا" arstechnica.
فقد وصلت هذه السيارة إلى نهاية الخط، حيث أكدت الشركة أن هذا هو الشهر الأخير الذي ستصنع فيه سيارتها الكهربائية التي غالبا ما يُساء فهمها بالنسبة للعملاء الأميركيين، فبدت وكأنها قد أهدرت السنوات الثماني الماضية في هذا المضمار.
الشركة ستُخرج من الإنتاج i3 ذات الهيكل الضيّق المستقيم الملفوف على إطارات نحيفة، بتصميمها متعدّد الطبقات الذي كان محبوبا للبعض ومكروها لآخرين، بحسب كل عميل. إنما بغض النظر عن شعور الزبائن تجاهها، فهي سيارة مصنوعة برؤية مستقبلية واضحة تابعتها الشركة بإصرار هادف.
لقد طرحت "بي.إم" السيارة i3 كأساس لخط جديد تماما، وكان بإمكانها تكرار التصميم بجدية، حيث كانت تناقش مدى سهولة إسقاط هيكل بلاستيكي جديد مقوى بألياف الكربون على الهيكل المصنوع من الألمنيوم المصمم ببراعة، بما يستحدث مجموعة واسعة من مركبات التنقل الكهربائي.
لكن بعد ذلك تراجعت الشركة وتخلت عن منصة i3 باعتبارها طريقا مسدودا. وهذا يعني أنه مع حلول أغسطس/آب المقبل، لن يكون لدى "بي.إم" سيارة كهربائية واحدة للبيع في السوق الأميركية حتى وصول سيارة i4 في صيف 2022، وهي سيارة سيدان قد تكون جيدة أو حتى رائعة، لكن دخولها المتأخر إلى حقل مزدحم بالسيارات الكهربائية يؤكد مقدار الوقت الذي أهدرته الصانعة الألمانية.
في العام 2015، كانت معظم المركبات الكهربائية في ذلك الوقت قصيرة المدى، ما جعل i3 تبرز حينها بنطاقها الأوسع، كما عرضت "بي.إم" ما سمّته "برنامج التنقل المرن" Flexible Mobility Program، وهذه الميزات، إضافة إلى خصم كبير وجاذبية قيادة سيارة من المستقبل، جعلت الكثيرين يعمدون إلى خوض هذه التجربة.
حاولت الشركة، كغيرها من صانعي السيارات، مجاراة منافستها الأميركية الرائدة، "تسلا" Tesla، لكن ثمة مشكلة تكمن في تكاليف البطاريات.
وبالنسبة لسيارة "بي.إم"، تبلغ تكاليف بطاريات الـ"ليثيوم أيون" نحو 1300 دولار لكل كيلوواط/ساعة، علما أن معظم الناس يقودون نحو 30 ميلا في اليوم أو أقل.
ولذلك، حينها كان من المنطقي توسيع النطاق ليس عن طريق إضافة بطاريات، بل عبر إضافة محرّك احتراق داخلي، فقررت "بي.إم" أن تعمل السيارة على نحو أفضل كسلسلة هجينة مع محرك يشحن البطارية فقط، ولا يقود العجلات أبدا.
إلا أن النتيجة كانت أقل من الكمال المطلوب لأن المحرك لا يعمل إلا عندما تنخفض حالة شحن البطارية إلى أقل من 6%، ولا بأس بذلك على أرض مستوية، لكن الفعالية تتلاشى عند القيادة صعودا، وهو ما أبعد المستهلكين عنها لاحقا.