نقلت وسائل إعلام تركية، اليوم الثلاثاء، عن وزارة الصناعة والتقانة التركية قولها إن 3 وزراء إماراتيين ومسؤولين رفيعي المستوى يبدأون اليوم زيارة لتركيا من أجل تطبيع العلاقات الثنائية والبدء بخطوات تنفيذ إمكانيات الاستثمارات الإماراتية في البلاد.
وقالت صحيفة "حرييت" إن الوفد الإماراتي يضم وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة سلطان أحمد الجابر، ووزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي، ووزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة سارة بنت يوسف الأميري التي هي في الوقت نفسه رئيسة وكالة الفضاء الإماراتية.
وبحسب الصحيفة، تضم الزيارة مديرين عامين ومسؤولين في عالم الأعمال، من أجل البت في خطوات تنفيذ الاستثمارات بين البلدين، وتشمل القطاعين العام والخاص، وسيلتقون في ورشة عمل تتعلق بالاستثمار، ومن المنتظر أن تشهد اللقاءات اتفاقية للتعاون في مجال الفضاء.
ومن المنتظر أن تستمر الزيارة يومين التي جاءت بدعوة من وزير الصناعة والتقانة التركية مصطفى وارانك، حيث ستُعقَد اللقاءات وورش العمل في إسطنبول، وسيجري تناول إمكانيات الاستثمار بين البلدين، بحضور الوزراء الإماراتيين.
وينتظر أيضاً أن تكون هناك لقاءات بين الوزراء ونظرائهم، وأن تكون المجالات التي ستشملها المحادثات بين الجانبين، قطاعات الصناعة والطاقة المتجددة، والبتروكيمياويات والغذاء والتجارة الإلكترونية والدفاع والسيارات والطيران، وتشارك فيها شركات القطاع العام والمشتركة والقطاع الخاص، لتناول إمكانيات وفرص التعاون فيما بينها.
وتحدث الإعلام التركي عن أن اتفاقية التعاون في مجال الفضاء تشمل الاستخدام السلمي للفضاء وعلوم الفضاء، وسبل التعاون في التقنيات والتطبيقات المشتركة، كذلك فإنها تشمل عمليات البحث المشترك وتبادل الخبرات البشرية وتدريب الكوادر، والطيران في الفضاء والإطلاق وصناعة الصواريخ، وأنظمة الأقمار الصناعية، فضلاً عن التعاون في مجال العمران وتخطيط المدن وإدارة الكوارث والكشف عن الثروات الباطنية.
وتأتي هذه الزيارة استجابة لتطبيع العلاقات سياسياً بين تركيا والإمارات التي بدأت أواخر العام المنصرم بزيارة رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد عندما كان ولياً للعهد، ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما رد الأخير الزيارة في شباط/فبراير الماضي.
وخلال زيارة أردوغان، التقى وزير الصناعة والتقانة التركي وارانك، نظيره الإماراتي الجابر، حيث جرى التوافق في ذلك اللقاء على زيارة تركيا من أجل التحقق من إمكانات الاستثمار في تركيا على أرض الواقع من خلال زيارة وفد رفيع لتركيا.
وعانت تركيا والإمارات من مشاكل سياسية وصلت إلى حد المواجهة في عدد من الدول في ظل تصعيد إعلامي، بسبب خلافات في وجهات النظر المتعلق حيال عدد من القضايا، ومنها التطورات في مصر وليبيا وسورية وقطر، واستمرت القطيعة قرابة 10 سنوات لتتوج بعودة تدريجية لتطبيع العلاقات.
وتقود تركيا حراكاً مكثفاً على صعيد السياسة الخارجية في تطبيع العلاقات مع دول المنطقة، وتوجت بتطبيع العلاقات مع الإمارات والسعودية وإسرائيل، وتقارب مع مصر، والاقتصاد هو المحدد لذلك، نظراً لمعاناة الدول من تبعات التطورات العالمية والأزمات المتلاحقة، كذلك ستشهد تركيا العام المقبل انتخابات رئاسية وبرلمانية، ويُعتبَر الاقتصاد أكبر تحدٍّ أمام الرئيس أردوغان الذي يسعى لقطف نتائج التطبيع داخلياً وكسب أصوات الناخبين.