وفد تركي يزور دمشق لتأهيل الكهرباء السورية

29 ديسمبر 2024
شبكة الكهرباء السورية تهالكت بسبب الحرب، 26 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواصل تركيا جهودها لدعم إعادة تأهيل البنية التحتية في سوريا، حيث أرسلت وفدًا من وزارة الطاقة لبحث تحسين قطاع الكهرباء وتقليل ساعات التقنين.
- يعاني قطاع الكهرباء في سوريا من خسائر تقدر بـ 40 مليار دولار، مع تراجع الإنتاج بنسبة 29% في 2023 مقارنة بعام 2022، وتسعى تركيا لتقديم التكنولوجيا المتطورة لتحسين الوضع.
- أكد وزير الطاقة التركي على نية تركيا تزويد سوريا بالكهرباء وتعزيز بنيتها التحتية، مع إمكانية التعاون في مشروعات النفط والغاز الطبيعي.

تستمر تركيا في مدّ يد المساعدة لتأهيل البنى التحتية والخدمات التي هدمتها آلة حرب نظام المخلوع بشار الأسد، المدعومة روسياً وإيرانياً، على مدى 13 سنة. ونقلت مصادر إعلامية تركية اليوم وصول وفد من وزارة الطاقة التركية إلى العاصمة دمشق لبحث آلية صيانة وتشغيل قطاع الكهرباء في سورية ومحاولة تقليل ساعات التقنين التي تصل إلى أكثر من 15 ساعة في معظم المدن السورية، بما فيها دمشق.

ويتوالى وصول وفود القطاعات الحكومية ورجال الأعمال من تركيا إلى سورية بعد سقوط النظام وهروب الأسد في الثامن من ديسمبر الجاري، وذلك تلبية لطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أوصى حكومته بتحسين الأوضاع الاقتصادية في سورية. وقال أردوغان، خلال كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، إن مساعدة الشعب السوري "تأتي تأكيداً على موقف تركيا الثابت من دعم الشعوب المضطهدة، والعمل على تعزيز الاستقرار الاقتصادي داخلياً".

40 مليار دولار خسائر الكهرباء في سورية

ويعاني قطاع الكهرباء في سورية هدماً وتعطيلاً للمحولات وخطوط النقل، ما أوصل الخسائر، بحسب وزير الكهرباء في حكومة الأسد، غسان الزامل، إلى نحو 40 مليار دولار. وأضاف، خلال تصريحات لوكالة أنباء "شينخوا" قبل سقوط النظام، أن التدمير الكبير الذي حصل في المنظومة الكهربائية في سورية بسبب الحرب بلغت قيمة الأضرار المباشرة بسببه نحو 40 مليار دولار في المنظومة الكهربائية، بينما تجاوزت الأضرار غير المباشرة 80 مليار دولار. وأوضح أن الخسائر المباشرة تشمل الخسائر التي لحقت بالبنية التحتية للمنظومة الكهربائية في محطات التوليد ومحطات التحويل، وخطوط نقل الكهرباء، وهو ما كان يمثل أكثر من 50% من المنظومة الكهربائية قبل تدميرها.

ويقول العامل في قطاع الكهرباء عبد الجليل السعيد إن تجربة مد تركيا مناطق سورية بالكهرباء حاصلة منذ عام 2020 في محافظة إدلب، مرجحاً وقوف الوفد التركي على أصل الأعطال، ثم تقديمه التكنولوجيا التركية المتطورة ومستلزمات التحويل والنقل، لأن مد تركيا الكهرباء إلى جنوب سورية أمر مكلف ويستغرق وقتاً. وكشف السعيد لـ"العربي الجديد" أن دولاً عدة مجاورة، من بينها الأردن، عرضت مد سورية بالكهرباء، وبصفة خاصة العاصمة جنوبي البلاد.

وحول إنتاج سورية الحالي والاستهلاك، يقول السعيد إن العام الماضي والجاري كانا الأقل إنتاجاً، بعد أن شهدا تراجعاً كبيراً، كان الأول من نوعه على مدار العقود الثلاثة الماضية، أي منذ عام 1993 تقريباً، إذ انخفض إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد في عام 2023 إلى (12.900 مليار كيلو واط ساعي)، وذلك بنسبة 29% مقارنة بإنتاج عام 2022 والبالغ حينها (18.216 مليار كيلو واط ساعي)، وتراجع بنسبة 74% مقارنة بإنتاج عام 2011، وبات يلامس إنتاج عام 1993.

وكانت مصادر تركية قد نقلت عن وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار قوله يوم الجمعة إن بلاده تسعى لتزويد سورية بالكهرباء وتعزيز بنيتها التحتية للطاقة، مضيفاً أن أنقرة قد تتعاون أيضاً مع القيادة السورية الجديدة في مشروعات النفط والغاز الطبيعي. ونقلت صحيفة حرييت عن الوزير التركي قول: "يتعين علينا توفير الكهرباء بسرعة كبيرة لأجزاء من سورية لا تتوفر فيها الكهرباء، من خلال الاستيراد في المرحلة الأولية. وفي الأمد المتوسط، نعتزم أيضاً زيادة الطاقة الكهربائية والقدرة الإنتاجية هناك". وأضاف أن "هناك حاجة إلى كل شيء في سورية. سنعمل على خطة البنية التحتية الرئيسية مع القادة هناك"، مشيراً إلى أن تركيا قد ترسل أيضاً الكهرباء إلى لبنان عبر سورية. وحول استثمار النفط والغاز بسورية، أشار الوزير التركي إلى أن بلاده تعمل على استغلال موارد النفط والغاز الطبيعي في سورية لإعادة إعمار البلاد، حيث انخفض إنتاج كليهما كثيراً خلال الحرب.

المساهمون