واصلت الأسهم الأميركية في بداية تعاملات اليوم الإثنين انتعاشتها التي بدأت مع العام الجديد، مستفيدة من عودة شهية المستثمرين للاستثمار في شركات التكنولوجيا، التي تراجعت بشدة العام الماضي، إلا أن المكاسب تقلصت بصورة واضحة قبل نهاية اليوم، في انتظار وضوح الرؤية في ما يخص توجهات السياسة النقدية لبنك الاحتياط الفيدرالي.
وتخلى مؤشر داو جونز الصناعي عن مكاسبه التي تجاوزت 300 نقطة في الساعات الأولى من تعاملات أول أيام الأسبوع الثاني من العام، لينهي اليوم بخسارة تجاوزت مائة نقطة، وبنسبة تراجع 0.34%، بضغط من تراجع أسهم شركات الأدوية.
وتمسك مؤشر ناسداك بمكاسب تقل عن ثلثي النقطة المئوية، رغم ارتفاعات بداية الجلسة القوية، بدعم من ارتفاع سهم شركة تسلا، مُصنع السيارات الكهربائية، 6%، بينما أنهى مؤشر أس آند بي 500 تعاملات اليوم تقريباً عند النقطة نفسها التي بدأ عندها.
وكان أهم ما ميز تعاملات اليوم انتشار روح التفاؤل في ما يخص توجهات الأسهم، مقارنة بما كانت عليه الأحوال قبل نهاية العام الماضي.
واستمدت الأسهم الأميركية جزءاً كبيراً من الدفع المعنوي بسبب انتعاشة في سوق الأصول المشفرة، بدأت أول العام، واستمرت حتى اليوم، في أطول موجة ارتفاع متتالية لها منذ شهر فبراير/شباط الماضي.
وارتفع سهم شركتي ريوت RIOT وكوين بيس COINBASE، المنكشفتين على الأصول المشفرة، بأكثر من 15% خلال تعاملات اليوم.
وامتدت مكاسب العام الجديد عبر الأطلنطي إلى البورصات الأوروبية، التي واصلت ارتفاعها هي الأخرى، مدعومة بأخبار إعادة الفتح في الصين، وتراجع احتمالات دخول الاقتصادات الكبرى في ركود.
وأنهت الأسهم الأوروبية تعاملات اليوم على ارتفاع، وسجل مؤشر ستوكس 600 ارتفاعاً بنسبة 0.9%، بينما سجلت العملة الأوروبية أعلى مستوى لها أمام الدولار في أكثر من سبعة أشهر، بالقرب من 1.0750.
وأظهرت بيانات أن معنويات المستثمرين في منطقة اليورو ارتفعت للشهر الثالث على التوالي في يناير/كانون الثاني إلى أعلى مستوى لها منذ يونيو/حزيران 2022، إلا أنها ما زالت حتى الآن في المنطقة السلبية.
وعلى نحو متصل، ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1%، اليوم الاثنين، عقب فتح الصين حدودها، ما دعم توقعات الطلب على الوقود، وغطى على أثر المخاوف من حدوث ركود عالمي.
وقالت رويترز إن الانتعاش جاء في إطار تعزيز أوسع نطاقا للإقبال على المخاطرة، مدعوما بإجراءات إعادة الفتح في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وبآمال بإبطاء وتيرة رفع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة، بالتزامن مع صعود الأسهم وهبوط الدولار.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.08 دولار أو 1.4% إلى 79.65 دولارا للبرميل، بينما زاد سعر خام غرب تكساس الأميركي 86 سنتا أو 1.2% إلى 74.63 دولارا للبرميل عند التسوية.