اتسع، اليوم الثلاثاء، نطاق الفضيحة التي تهز فولكسفاغن، وذلك بعد أن أقرت بالغش في اختبارات انبعاثات السيارات التي تعمل بالديزل في الولايات المتحدة، فقد قالت كوريا الجنوبية إنها ستجري تحقيقاً، في حين دعا وزير فرنسي إلى تحقيق على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وتراجعت أسهم شركة صناعة السيارات الألمانية إلى مستوى منخفض جديد في ثلاث سنوات خلال المعاملات المبكرة بعد أن هوت 19%، أمس الإثنين، إثر إقرارها باستخدام برنامج ضلل المراقبين الأميركيين المسؤولين عن قياس الانبعاثات السامة.
وقد تواجه أكبر شركة سيارات أوروبية غرامات تصل إلى 18 مليار دولار في الولايات المتحدة، فضلاً عن دعاوى قضائية جماعية من المشترين والأضرار التي ستلحق بسمعتها، إذ يقول المسؤولون الأميركيون إنها ضللتهم لأكثر من عام.
وتتهم السلطات فولكسفاغن، والتي ظلت تبث لعدة سنوات إعلانات تلفزيونية في الولايات المتحدة تباهي فيها بسيارات الديزل النظيف التي تنتجها، بالغش في نتائج الاختبارات منذ عام 2014، إذ يظهر الآن أن انبعاثات سياراتها فاقت الحدود المسموح بها في ولاية كاليفورنيا وعلى مستوى البلاد ككل.
وكانت فولكسفاغن تعزو الانبعاثات الزائدة إلى أسباب فنية متعددة وظروف غير متوقعة عند الاستخدام الفعلي.
وعمدت فولكسفاغن إلى تغيير ذلك التوضيح في أوائل سبتمبر/أيلول عندما هددت وكالة حماية البيئة ومجلس موارد الهواء بكاليفورنيا بحجب شهادة الاعتماد عن طرز الديزل لعام 2016.
وتعقد لجنة للمجلس الاستشاري لفولكسفاغن اجتماعاً، غداً الأربعاء، وذلك لمناقشة الأزمة، ويجتمع المجلس بكامل هيئته يوم الجمعة لتمديد عقد الرئيس التنفيذي مارتن فينتركورن حتى نهاية 2018.
وقال عضو المجلس الاستشاري، أولاف لايس، في تصريحات لإذاعة دويتشلاندفونك الألمانية اليوم الثلاثاء: "أنا على ثقة بأنه ستكون هناك عواقب فردية في نهاية المطاف وما من شك في ذلك".
ويقول بعض المحللين إنه: "قد يتعيّن رحيل فينتركورن الذي تخطى في الآونة الأخيرة تحدياً واجهته قيادته بمغادرة رئيس مجلس الإدارة فردناند بيش بعد فترة طويلة في المنصب".
ويشرف فينتركورن على أنشطة البحث والتطوير، وأدار العلامة التجارية الرئيسية فولكسفاغن بين 2007 و2015 وهو ما يغطي الفترة التي جرى خلالها اكتشاف مخالفة بعض السيارات لقواعد الهواء النظيف الأميركية.
وتراجعت أسهم فولكسفاغن 6.3% إلى 123.85 يورو بعد أن انخفضت إلى 123.4 يورو، ونزل مؤشر قطاع السيارات الأوروبي 4% مع توقع المحللين أن تواجه شركات السيارات جميعها اختبارات أشد صرامة من الجهات التنظيمية.
وقال نائب المدير في وزارة البيئة الكورية الجنوبية، بارك بان كيو، لوكالة "رويترز" إن: "التحقيق الكوري قد يشمل أربعة آلاف إلى خمسة آلاف سيارة من أنواع جيتا وغولف وأودي ايه 3 إنتاج 2014 و2015.. الوزارة ستدرس استدعاء تلك السيارات بعد إجراء التحقيق".
وقال المكتب الاتحادي للطرق في سويسرا إنه: "يجري تحقيقاً بشأن إذا ما كان نفس نوع سيارات الديزل التي باعتها فولكسفاغن في الولايات المتحدة قد بيع أيضاً في سويسرا"، مضيفاً أن النتائج ستصدر خلال أيام.
اقرأ أيضاً: شركات السيارات تواصل رهانها على الصين رغم تباطؤ الاقتصاد