منذ ثلاث سنوات، تجري مفاوضات إقامة منطقة تجارة حرة بين أميركا والاتحاد الأوروبي. بعض الأوروبيين يعتقدون أنها تفتح الباب أمام المزيد من التبادل التجاري، أما بالنسبة إلى البعض الآخر، الذين يعارضون الاتفاقية فيرون أنها ستعرض الديمقراطية الأوربية للخطر.
وحسب تحقيق لوكالة" يورونيوز" أجرته في إسبانيا، التي تشهد مدينة برشلونة، تظاهرات متواصلة مناهضة لاتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي، فإن المواطنين يعتقدون أن المفاوضات جرت بسرية تامة منذ العام 2013 ، دون علمهم، وهذا ما يضع شكوكاً حولها. وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يأمل في توقيع الاتفاقية قبل نهاية ولايته، ولكن هذا الأمر أصبح الآن حلماً بعيد المنال، لأن المعركة ضد هذه الاتفاقية لا تزال شرسة في جميع أنحاء أوروبا.
وتقول لوسيا بارسينا مينينديز، من مناصري حماية البيئة، وتعمل منسقة لحركات احتجاج لمنظمات بيئية في إسبانيا: "ديمقراطيتنا تتعرض للخطر. قد نفقد سيادتنا كشعب لأننا بهذه الاتفاقية سنضع سلطتنا ومؤسساتنا العامة والمجتمع المدني بين أيدي التكتلات الكبيرة. باختصار، بهذه المعاهدات، سنقضي على التشكيلات الحكومية."
ولكن رغم معارضة الشارع لاتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي، فإن العديد من الشركات الأوروبية تؤيدها. وترى بعض الشركات في إسبانيا أنها تفتح أبواب سوق الولايات المتحدة من خلال خفض التعريفات الجمركية وتوحيد المعايير التي ستعمل على تسهيل التبادل التجاري.
وفي مصنع لشركة إسبانية متعددة الجنسيات لإنتاج قطع غيار السيارات ومعداتها في مدريد، يقول موظفون بالشركة التي تبيع لأميركا حزام الأمان، والمصابيح الخلفية، ودواسة الفرامل: " إن كل القطع المصنعة في أوروبا يجب التصديق عليها مرتين، على جانبي الأطلسي". ويشيرون إلى أن هذا ينطبق على القطع المصنعة في الولايات المتحدة والمصدرة إلى القارة العجوز ايضاً . وتقدر مصادر إسبانية أن عدم وجود منطقة تجارة حرة يضع كلفة إضافية تقدر بقيمة 11 مليار يورو سنوياً على شركات صنع غيار السيارات.
وفي هذا الصدد، يقول إميليو فاريلا سيارا، نائب رئيس شركة سيرنا أوتو لصناعة مكونات السيارات، لوكالة يورونيوز:"حين تخضع منتجاتنا للمعايير الأميركية، هذا يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج بنسبة 26%، وستمكننا اتفاقية الشراكة والاستثمار عبر الأطلسي من زيادة نسبة عائداتنا وأرباحنا و مستويات التوظيف. كما ستكون هناك زيادة بنسبة 20٪ في الإيرادات، وستتمكن صناعة قطع غيار السيارات من خلق 15 ألف وظيفة في إسبانيا."
لكن معارضي اتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي يخشون من التراجع. في برشلونة، وفي متجر لمستحضرات التجميل، وهو أيضا ينتمي لشركة متعددة الجنسيات توظف 15 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، توجد معارضة قوية للاتفاقية لأنها ستعدل الأنظمة الصحية الصارمة في الاتحاد الأوروبي وفقاً لمعايير أميركية". وفي هذا الصدد، يقول فيكتور مانويل برنال سانتوس، مدير مستحضرات التجميل: "الاتفاقية ستؤدي إلى فقدان الحماية من استخدام المواد الكيميائية الممنوعة".
وفي إجابته على سؤال من يعارض الاتفاقية، يقول خايمي غارسيا ليغاث، وزير الدولة للتجارة الإسباني: "أجل، هناك معارضة لاتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي. من اليسار المتطرف، ومن اليمين المتطرف في العديد من دول الاتحاد الأوروبي. وفي الولايات المتحدة، المعارضة تأتي من الحركات الحمائية والشعبوية". وهاجم المرشح الجمهوري، ترامب، اتفاقيات التجارة الحرة بعنف. بالنسبة لنا، لا معنى لهذا. فالتجارة الحرة أمر جيد واتفاقية التجارة عبر الأطلسي وسيلة جيدة ويجب الإسراع في توقيعها".
ويرى معارضون للاتفاقية أن الولايات المتحدة تمنح الأولوية للمنتجات الأميركية، وأن المنتجات الأوروبية الاستراتيجية ستتضرر لأن الولايات المتحدة، تريد منا استخدام الصلب الأميركي، الخرسانة والخشب وكل شيء يجب أن يكون مصنوعاً على الأراضي الأميركية. ومن هذا المنطلق، ترى بعض الشركات الأوروبية أن الاتفاقية ستخدم المصالح الأميركية أكثر من الأوروبية. كما يرون أن السرية التي جرت فيها المناقشات بين بروكسل وواشنطن توحي بأن هنالك بنوداً سرية في الاتفاق.
اقــرأ أيضاً
وحسب تحقيق لوكالة" يورونيوز" أجرته في إسبانيا، التي تشهد مدينة برشلونة، تظاهرات متواصلة مناهضة لاتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي، فإن المواطنين يعتقدون أن المفاوضات جرت بسرية تامة منذ العام 2013 ، دون علمهم، وهذا ما يضع شكوكاً حولها. وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يأمل في توقيع الاتفاقية قبل نهاية ولايته، ولكن هذا الأمر أصبح الآن حلماً بعيد المنال، لأن المعركة ضد هذه الاتفاقية لا تزال شرسة في جميع أنحاء أوروبا.
وتقول لوسيا بارسينا مينينديز، من مناصري حماية البيئة، وتعمل منسقة لحركات احتجاج لمنظمات بيئية في إسبانيا: "ديمقراطيتنا تتعرض للخطر. قد نفقد سيادتنا كشعب لأننا بهذه الاتفاقية سنضع سلطتنا ومؤسساتنا العامة والمجتمع المدني بين أيدي التكتلات الكبيرة. باختصار، بهذه المعاهدات، سنقضي على التشكيلات الحكومية."
ولكن رغم معارضة الشارع لاتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي، فإن العديد من الشركات الأوروبية تؤيدها. وترى بعض الشركات في إسبانيا أنها تفتح أبواب سوق الولايات المتحدة من خلال خفض التعريفات الجمركية وتوحيد المعايير التي ستعمل على تسهيل التبادل التجاري.
وفي مصنع لشركة إسبانية متعددة الجنسيات لإنتاج قطع غيار السيارات ومعداتها في مدريد، يقول موظفون بالشركة التي تبيع لأميركا حزام الأمان، والمصابيح الخلفية، ودواسة الفرامل: " إن كل القطع المصنعة في أوروبا يجب التصديق عليها مرتين، على جانبي الأطلسي". ويشيرون إلى أن هذا ينطبق على القطع المصنعة في الولايات المتحدة والمصدرة إلى القارة العجوز ايضاً . وتقدر مصادر إسبانية أن عدم وجود منطقة تجارة حرة يضع كلفة إضافية تقدر بقيمة 11 مليار يورو سنوياً على شركات صنع غيار السيارات.
وفي هذا الصدد، يقول إميليو فاريلا سيارا، نائب رئيس شركة سيرنا أوتو لصناعة مكونات السيارات، لوكالة يورونيوز:"حين تخضع منتجاتنا للمعايير الأميركية، هذا يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج بنسبة 26%، وستمكننا اتفاقية الشراكة والاستثمار عبر الأطلسي من زيادة نسبة عائداتنا وأرباحنا و مستويات التوظيف. كما ستكون هناك زيادة بنسبة 20٪ في الإيرادات، وستتمكن صناعة قطع غيار السيارات من خلق 15 ألف وظيفة في إسبانيا."
لكن معارضي اتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي يخشون من التراجع. في برشلونة، وفي متجر لمستحضرات التجميل، وهو أيضا ينتمي لشركة متعددة الجنسيات توظف 15 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، توجد معارضة قوية للاتفاقية لأنها ستعدل الأنظمة الصحية الصارمة في الاتحاد الأوروبي وفقاً لمعايير أميركية". وفي هذا الصدد، يقول فيكتور مانويل برنال سانتوس، مدير مستحضرات التجميل: "الاتفاقية ستؤدي إلى فقدان الحماية من استخدام المواد الكيميائية الممنوعة".
وفي إجابته على سؤال من يعارض الاتفاقية، يقول خايمي غارسيا ليغاث، وزير الدولة للتجارة الإسباني: "أجل، هناك معارضة لاتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي. من اليسار المتطرف، ومن اليمين المتطرف في العديد من دول الاتحاد الأوروبي. وفي الولايات المتحدة، المعارضة تأتي من الحركات الحمائية والشعبوية". وهاجم المرشح الجمهوري، ترامب، اتفاقيات التجارة الحرة بعنف. بالنسبة لنا، لا معنى لهذا. فالتجارة الحرة أمر جيد واتفاقية التجارة عبر الأطلسي وسيلة جيدة ويجب الإسراع في توقيعها".
ويرى معارضون للاتفاقية أن الولايات المتحدة تمنح الأولوية للمنتجات الأميركية، وأن المنتجات الأوروبية الاستراتيجية ستتضرر لأن الولايات المتحدة، تريد منا استخدام الصلب الأميركي، الخرسانة والخشب وكل شيء يجب أن يكون مصنوعاً على الأراضي الأميركية. ومن هذا المنطلق، ترى بعض الشركات الأوروبية أن الاتفاقية ستخدم المصالح الأميركية أكثر من الأوروبية. كما يرون أن السرية التي جرت فيها المناقشات بين بروكسل وواشنطن توحي بأن هنالك بنوداً سرية في الاتفاق.