تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم السبت، بمزيد من الانفتاح في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم وذلك خلال اجتماع دول آسيا والمحيط الهادي في بيرو لبحث خيارات جديدة للتجارة الحرة بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة ببرنامج مؤيد للسياسات الحمائية.
وتعقد قمة أبيك السنوية في ليما بعد أسبوع من فوز ترامب المفاجئ الذي بدد الآمال في تنفيذ أكبر اتفاقية تجارية على الإطلاق بالشراكة عبر المحيط الهادي التي اقترحتها واشنطن.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أيّد الاتفاقية كوسيلة لمواجهة صعود الصين لكن إدارته توقفت حاليا عن السعي للفوز بموافقة الكونغرس.
ووقعت على الاتفاقية 12 دولة في الأميركتين وآسيا والمحيط الهادي باستثناء الصين ولا يمكن تطبيقها بدون الولايات المتحدة.
وطوال حملته الانتخابية انتقد ترامب بقوة اتفاقيات التجارة الحرة الأميركية وتعهد بانسحاب بلاده -صاحبة أقوى اقتصاد في العالم- من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي ووعد بفرض تعريفات على الواردات القادمة من الصين والمكسيك.
وعرض الرئيس الصيني رؤية بديلة للتجارة الإقليمية بالترويج لاتفاقية "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" التي تدعهما بكين.
وقال شي جين بينغ في كلمته "الصين لن تغلق أبوابها في وجه العالم الخارجي بل ستفتحها أكثر".
ومع عدم اتضاح مصير اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي ينظر لحديث الصين عن اتفاقية الشراكة الإقليمية باعتباره السبيل الوحيد المتاح لتطبيق منطقة التجارة الحرة لآسيا والمحيط الهادي التي تتطلع إليها أبيك.
وحذرت إدارة أوباما من أن الاتفاقية التي تؤيدها الصين لن تشمل حماية قوية للعمال والبيئة والملكية الفكرية.
وقال الرئيس الصيني "سوف ندخل أنفسنا في عولمة اقتصادية ونحن ندعم اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة. سوف نقوم... بالتأكد من أن ثمار التنمية تصل للجميع".
ورغم مبادرات الصين إلا أن بعض أعضاء المنتدى عاقدون العزم على الضغط من أجل تنفيذ اتفاقية الشراكة عبر الهادي ويأملون أن تثبت الولايات المتحدة ريادتها التجارية في هذا الصدد.
وقال رئيس المكسيك إنريكي بيينا نييتو "موقفنا الجيوسياسي مع الولايات المتحدة بكل وضوح هو ما نضعه نصب أعيننا ونسعى من أجله".
وأثنى رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي على الولايات المتحدة كشريك مهم في المنطقة، لكنه قال إنه ينبغي على الصين أن تملأ الفراغ إذا تراجعت إدارة ترامب عن الترويج للتجارة الحرة.
وقال إن أعضاء اتفاقية الشراكة عبر الهادي قد يتمكنون من إجراء بعض "التغييرات التجميلية" حتى تكون الاتفاقية أكثر قبولا لدى ترامب.
وقال وزير الاقتصاد المكسيكي، أمس الجمعة، إن المكسيك واليابان وأستراليا وماليزيا ونيوزيلندا وسنغافورة تهدف جميعها إلى استمرار اتفاقية الشراكة عبر الهادي سواء بوجود الولايات المتحدة أو غيابها.
(رويترز)