بدأ أطباء مستشفى الثورة العام في محافظة تعز(جنوبي غرب اليمن) اليوم الأربعاء، إضراباً مفتوحاً عن الطعام بسبب تدهور الخدمات في المستشفى، إذ بات مهدداً بالإغلاق بسبب انعدام التمويل وتأخر صرف رواتب الموظفين والأطباء، للشهر الثالث على التوالي.
وأعلن أطباء المستشفى في بيانٍ، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، كخطوة من أجل لفت انتباه الحكومة، وحثها على توفير الدعم الضروري من أجل ديمومة عمل المستشفيات.
وقال الدكتور أحمد الدميني رئيس قسم طوارئ الباطنية والذي يقود الإضراب "أعلنت إضرابي عن الطعام والاستمرار بعملي في قسم الطوارئ، مع إعلان الاعتصام، حتى يتحرك كل من المحافظ والحكومة الشرعية لدعم مستشفى الثورة".
وتعد محافظة تعز الخاضعة لسلطة الحكومة الشرعية، أكبر المحافظات المتضررة صحياً على مستوى البلاد، وتهدد الأزمة المالية أكبر مستشفى حكومي في المدينة، بعد أن عجزت إدارته عن دفع المستحقات المالية وأجور الموظفين والأطباء، منذ شهر يونيو/حزيران الماضي.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمستشفى الثورة العام في تعز نحو 400 سرير، وبقوة بشرية تقدر بـ 750 موظفاً.
ومع اندلاع النزاع المسلح تقلصت قدرته الاستيعابية إلى نحو 120 سريراً، كما تقلص عدد العاملين فيه إلى نحو 145 موظفاً.
وبحسب بيان هيئة المستشفى، يواجه المستشفى عجزاً كاملاً في تسديد مستحقات الكادر العامل في مركز الطوارئ الجراحي منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، وتبلغ المستحقات نحو 19 مليونا و500 ألف ريال، ما يقدر بنحو 75 ألف دولار.
وطالبت إدارة المستشفى، الحكومة اليمنية ومحافظ تعز علي المعمري، بتوجيه الجهات المختصة لدفع رواتب الموظفين، ما يضمن مواصلة العمل في المستشفى، والذي يُعد أهم مستشفيات المدينة.
وأغلقت نحو 37 مستشفى أبوابها من أصل 45 مستشفى في مدينة تعز، بحسب بيان اللجنة الطبية التي أكدت أن نقص الموارد المالية من أبرز الصعوبات التي أدت إلى إغلاق المستشفيات.
وتشهد مدينة تعز معارك طاحنة مستمرة بين قوات الشرعية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والقوات الموالية لجماعة المتمردين (الحوثيين) التي تحاول اجتياح المدينة، وشنت أكثر من مرة قصفاً مدفعياً على مستشفى الثورة الحكومي، حيث تم استهداف أقسام الجراحة، والعمليات، والأطفال.
بدورها، ذكرت وزارة الصحة العامة والسكان الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين في صنعاء، اليوم الأربعاء، أن الوضع الصحي في المستشفيات الحكومية مأساوي، وأطلقت نداء استغاثة لإنقاذ الوضع الصحي في اليمن، خلال مؤتمر صحافي عقد في مستشفى الثورة بصنعاء.
وأكد الدكتور ناصر القدسي، مدير مستشفى الثورة التعليمي بالعاصمة اليمنية، خلال كلمة له في المؤتمر أن المستشفيات الحكومية تعيش أيامها الأخيرة، بسبب تردي الأوضاع الإنسانية في البلاد جراء استمرار الحرب.
وأضاف "نوجّه نداء استغاثة عاجلة من تضرر قطاع الصحة في اليمن وحاجته للدعم والمساعدة بعد أن وصل الأمر إلى إغلاق الكثير من المستشفيات"، موضحاً أن نحوالي 232 وحدة صحية تم تدميرها بسبب الحرب.
بدوره، طالب ناصر العرجلي وكيل وزارة الصحة المعين من قبل جماعة الحوثي، المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في تدمير الجانب الصحي في اليمن.
وأفاد العرجلي بأن "3000 كادر طبي أجنبي غادروا البلاد بسبب الحرب، وأن الوزارة ما زالت حتى اللحظة تحاول إيجاد بدائل، فيما 412 منشأة صحية دمرت و330 حالة تشوه أصيب بها جراء الحرب".
وأدت الحرب والأزمة المالية في اليمن إلى إغلاق نحو 600 مستشفى، وتضرر 1900 مرفق صحي من أصل 3500 مرفق في البلاد، وفق تقارير محلية رسمية ومنظمات دولية، كما شهدت تكلفة الخدمات الصحية وأسعار الأدوية ارتفاعاً كبيراً، ما فاقم الأزمات المعيشية لليمنيين.
وتسبّب الصراع الممتد منذ أكثر من 18 شهراً في البلاد، في حرمان الآلاف من الحصول على خدمات هذا القطاع الحيوي، كما تضرر الأطباء والكادر الوظيفي، حيث لم يتسلم معظمهم الرواتب بسبب الضائقة المالية التي تعاني منها البلاد، وفق تقارير رسمية.