ومع توقيع الاتفاق أخيرا بعد نحو عام من المداولات داخل أوبك، يتحول تركيز الأسواق الآن إلى الالتزام بالاتفاق. ومن المتوقع أن تنفذ روسيا، والتي لم تف قبل 15 عاما بوعود تخفيض الإنتاج، تخفيضا حقيقيا هذه المرة.
لكن محللين يتساءلون عما إذا كان الكثير من المنتجين الآخرين من خارج منظمة أوبك سيعتبرون الانخفاض الطبيعي في إنتاجهم إسهاما منهم في الاتفاق.
وقال محمد باركيندو، الأمين العام لأوبك، للصحافيين قبيل المباحثات: "هذا اجتماع تاريخي للغاية. سيعزز ذلك الاقتصاد العالمي، وسيساعد بعضا من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تحقيق معدلات التضخم المستهدفة".
وتضم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية معظم الاقتصادات الأغنى في العالم.
واتفقت أوبك، الأسبوع الماضي، على تخفيض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من يناير/كانون الثاني، وبلغ حجم إسهام السعودية في هذا الاتفاق 486 ألف برميل يوميا.
واتفق المنتجون المستقلون، اليوم السبت، على تخفيض الإنتاج بواقع 562 ألف برميل يوميا.
وقال غاري روس، المراقب المخضرم لأوبك، ومؤسس بيرا إنرجي للاستشارات، إن "المنتجين غير الأعضاء في أوبك قدموا أكبر إسهام رأيناه على الإطلاق"، وعبر عن اعتقاده بأن روسيا ستقلص إنتاجها بواقع 300 ألف برميل يوميا.
ورأى روس أن أوبك ستستهدف سعرا للنفط عند 60 دولارا للبرميل، لأن أي سعر فوق ذلك قد يشجع المنافسين على الإنتاج.
وإلى جانب روسيا، حضر مباحثات اليوم عدد من المنتجين المستقلين مثل أذربيجان والبحرين وبوليفيا وبروناي وغينيا الاستوائية وكازاخستان وماليزيا والمكسيك وسلطنة عُمان والسودان وجنوب السودان.
وتواجه دول كثيرة من غير الأعضاء في أوبك مثل المكسيك وأذربيجان انخفاضا طبيعيا في إنتاج النفط، وعبر بعض المحللين عن شكوكهم في توجه هذه الدول إلى اعتبار هذا الانخفاض الطبيعي بمثابة إسهام في اتفاق تخفيض الإنتاج.
وقالت مصادر في القطاع إن سلطنة عُمان وكازاخستان لم تخطرا بعد شركاءهما الأجانب في حقول النفط بشأن احتمال تخفيض الإنتاج.
في المقابل، أبلغت السعودية زباءنها في أوروبا والولايات المتحدة، أمس الجمعة، بعزمها تخفض إمداداتها النفطية اعتبارا من يناير/كانون الثاني المقبل.
كذلك أخطرت الكويت والعراق والإمارات مشتري خامها بخطط تقليص الإمدادات.
(رويترز، العربي الجديد)