أعلن موظفو شركة صافر النفطية اليمنية (حكومية)، اليوم الأحد، الإضراب الشامل على خلفية عدم الاستجابة لمطالبهم رفع رواتب الموظفين ومستحقات العمال.
وكان الموظفون والعمال في حقول صافر النفطية بمحافظة مأرب (شرق اليمن) أعلنوا الإضراب الجزئي، وتوقفهم عن العمل احتجاجاً على عدم استجابة سلطات الحوثيين في مقر الشركة الرئيسي بالعاصمة صنعاء، لمطالبهم التي أعلنوها قبل أربعة أيام.
وأكدت مصادر في نقابة موظفي وعمال الشركة لـ"العربي الجديد" أن الإضراب أدى إلى توقف إنتاج غاز الطهو بشكل كامل، وأن الإضراب سيستمر حتى تحقيق مطالب العمال والموظفين.
ويسيطر الحوثيون على مقر الشركة الرئيس في صنعاء وقاموا بعزل مديرها وتعيين مدير من الموالين لجماعتهم، وأوقفت الشركة إنتاجها من النفط والغاز المسال، في إبريل 2015، واستمرت في إنتاج الغاز المنزلي للسوق المحلية.
وتعد شركة صافر المنتج الرئيس لمادة الغاز المنزلي في البلاد، وتنتج 30 ألف برميل يومياً من الغاز المنزلي المخصص للاستهلاك المحلي، بإيرادات تبلغ 48 مليون دولار سنوياً.
وقال أمين عام النقابة العامة للشركات المنتجة والمصدرة للنفط والغاز في اليمن صالح أبو حدرا، في تصريح صحافي، إن قرار الإضراب الكلي للموظفين، جاء رداً على تجاهل الحوثيين لمطالبهم المتمثلة في دفع رواتب الموظفين ومستحقات العمال، وطالب الموظفون الشركة بتوفير أبسط الخدمات للموظفين من تغذية وتطبيب، على حد قولهم.
وأضاف "كيف يمكن أن يستمر هؤلاء العمال بأداء واجبهم دون رواتب، مع أن هذه الشركة ورغم توقف ضخ النفط والغاز الطبيعي تقوم برفد خزينة وزارة المالية بمبلغ 48 مليون دولار سنوياً".
وطلب القائم بأعمال مدير الشركة أمين زبارة من العمال والموظفين مهلة حتى اليوم الأحد لتلبية مطالبهم.
وقال زبارة، في مذكرة حصلت عليها "العربي الجديد" إن الشركة توصلت مع وزارة المالية إلى إقرار المبلغ الذي رفعته الشركة كميزانية تشغيلية شهرية خلال الأزمة، وإن العمل جار مع وزارة المالية لاعتماد مبلغ إكرامية رمضان.
وحذر خبراء في الاقتصاد من أزمة خانقة في غاز الطهي خلال شهر رمضان، على خلفية إضراب "صافر" التي تعتبر المنتج الوحيد لغاز الطهو للسوق المحلية.
وحذر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي "مصطفى نصر" من أزمة في الغاز المنزلي بسبب إضراب عمال شركة صافر عن العمل.
وقال "نصر"، في تصريحات، إن إضراب عمال "صافر" أكبر شركة نفطية باليمن عن العمل يهدد بأزمة في المشتقات والغاز المنزلي، موضحاً أن الشركة هي المصدر الوحيد للغاز المنزلي.
وأشار إلى تراجع الشركة بسبب أن جماعة الحوثي قامت بالعبث بالكثير من أموال الشركة منذ أن سيطرت عليها مؤخراً، وحولت جميع مواردها لصالحها.
وتشهد المدن اليمنية أزمة حادة في غاز الطهو المنزلي، منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014، وبلغت الأزمة ذروتها منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" منذ نهاية مارس/آذار 2015، واندلاع الحروب الداخلية بين الحوثيين والمقاومة الشعبية في محافظات وسط وشرق وجنوب البلاد.
ويبلغ سعر أسطوانة غاز الطهو 4800 ريال في العاصمة اليمنية صنعاء، بينما يبلغ السعر الرسمي للأسطوانة 1250 ريالاً.