قال خبير اقتصادي مصري، إن ما تردد عن خطة حكومية مصرية لتقليل المساحات المزروعة من بعض المحاصيل كالأرز وقصب السكر والموز لمواجهة بدء تخزين المياه أمام سد النهضة الإثيوبي، خلال موسم الفيضان المقبل، هو اعتراف من النظام بالفشل في مواجهة أزمة السد التي أصبحت أمراً واقعاً.
وأضاف د. عبد التواب بركات، المستشار الاقتصادي لوزير التموين الأسبق، باسم عودة، أن الجنرال السيسي مارس خداع الشعب المصري على مدار 3 سنوات بعد أن سُوّق له على أنه "الدكر" الذي سيحل أزمة السد، وقد صرح للمصريين أن يطمئنوا، والمفاوضات تسير بشكل جيد ولن يفرط في حقوق مصر التاريخية من المياه، علاوة على خطئه في توقيع اتفاق المبادئ في مارس 2015.
وأشار عبدالتواب إلى أن محاربة زراعة الأرز سياسة قديمة من عهد يوسف والي وزير الزراعة في حقبة مبارك لأنه المنافس الأكبر للأرز الأميركي، مؤكداً أن أصناف الأرز المصرية المحسنة بواسطة علماء مركز البحوث الزراعية أقل استهلاكاً للمياه وأقل مكثاً في الحقل، منوهاً إلى أن زراعات الموز والبرسيم الحجازي ومنتجعات الطريق الصحراوي هي الأشد استهلاكاً للمياه وليست في استطاعة المزارعين البسطاء.
وقال عبدالتواب، إن الاكتفاء بزراعة 700 ألف فدان أرز فقط يضر بالأمن الغذائي المصري ويزيد من فرص تدهور الأرض الزراعية، حيث كانت المساحة التي كان يوسف والي يستهدفها هي1. 2 مليون فدان بدلاً من 2. 2 مليون فدان كانت تزرع لمدة طويلة.
وانتقد عبدالتواب تحميل النظام الفقراء تكاليف فشله في أزمة السد لأن الأرز هو المحصول النقدي الوحيد الناجح في مصر بعد تخريب القطن والقمح وقصب السكر، حيث قدم المزارع المصري أعلى إنتاجية على مستوى العالم لسنوات عدة وأخرى مضت.
كانت صحف محلية مصرية قد نشرت، اليوم الثلاثاء، ما قالت، عنه إنه خطة حكومية استعداداً لتشغيل سد النهضة تقوم على الحد من زراعة المحاصيل الشرهة للمياه، خاصة زراعات الأرز مع حظر تصديره نهائياً، فضلاً عن الحد من زراعات قصب السكر، وتشجيع التوسع في زراعة قصب البنجر، والحد من زراعات الموز، وقصره على الأصناف قليلة الاستهلاك للمياه، والاتجاه للتوسع في زراعة الصوب لترشيد استهلاك مياه الري، وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية.
وتشمل الخطة، وفقاً لما تم نشره، تخفيض المساحات المقررة زراعتها بالأرز لتصل إلى 700 ألف فدان، بدلاً من مليون و100 ألف فدان، بنسبة تخفيض تصل إلى 28%، على أن يتم مضاعفة غرامات الأرز وإنشاء 100 ألف صوبة وإعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصحي والصناعي.