تترقب الأسواق العالمية اليوم الأربعاء نتائج الاجتماع الذي يجري في الجزائر بين المنتجين الرئيسيين للنفط في "أوبك" وخارجها، والذي يعقد على هامش الدورة الـ15 لمنتدى الطاقة الدولي، التي بدأت أمس الأول وتختتم أعمالها اليوم.
ويعقد الكثير من المراقبين آمالاً، نظراً لأهمية هذا الاجتماع، كونه يمثل فرصة حقيقية للتشاور والعمل على تثبيت الإنتاج، ورفع الأسعار المتهاوية منذ منتصف 2014، خاصة وأن دولا عديدة تضررت بسبب انخفاض أسعار النفط منذ عامين.
ورغم الأهمية التي يكتسيها اجتماع اليوم، إلا أن العديد من التصريحات السابقة لوزراء الطاقة، تفيد أن المحادثات لن تخرج من كونها "تشاورية"، كما عبر كل من وزير الطاقة الإيراني، والروسي والسعودي. فيما تحاول دول أخرى العمل للخروج بنتائج مثمرة تدعم الأسعار، كالجزائر على سبيل المثال.
نرصد في هذا التقرير أبرز التصريحات التي أعلنت في اليومين السابقين من قبل وزراء الطاقة، وبعض المسؤولين البارزين في الدول المنتجة، قبل انتهاء المحادثات الرسمية اليوم.
الجزائر
تحاول الجزائر حث الدول المنتجة على تثبيت الإنتاج ورفع الأسعار إلى نحو 50 دولاراً. وقد عبر أكثر من مسؤول في اليومين الماضيين عن هذا التوجه، إذ قال رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال في افتتاح المنتدى الخامس عشر للطاقة، أمس إن "اجتماع الجزائر يشكل رسالة أمل، إذ نأمل أن يساهم في تغيير الوضع في السوق العالمية".
وأضاف "تعمل الجزائر من أجل تحديد سعر معقول للنفط، ولذا فإن هذا الاجتماع يشكل إطاراً للتشاور الجاد حول هذا الموضوع". موضحاً أن بلاده دائمة الحرص على إرساء أسس حقيقية للحوار والتشاور بين مختلف الفاعلين في مجال الطاقة".
من جهته، عبر أكثر من مرة وزير الطاقة الجزائري "نورالدين بوطرفة" نية بلاده بخفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً، قائلاً إنه لا يجب قبول أسعار النفط أدنى من 50 دولاراً للبرميل.
السعودية
تعهد وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" بالتعاون مع نظيره الروسي "ألكساندر نوفاك" للعمل على إعادة التوازن للسوق، ولكنه نفى الحاجة لأي كبح للإنتاج في الوقت الحالي.
وقال وزير الطاقة السعودي للصحافيين أمس "إن هذا اجتماع تشاوري... سنتشاور مع كل طرف، وسنستمع للآراء، ولأمانة أوبك وللزبائن أيضاً".
وكانت الرياض قد أعلنت خفض إنتاجها نصف مليون برميل يومياً، في مقابل تثبيت إيران إنتاجها عند المستوى الحالي البالغ 3.6 ملايين برميل يومياً.
إيران
تحاول إيران إحياء قدراتها الإنتاجية من الخام، واستعادة حصتها في السوق بعد رفع العقوبات الدولية في يناير/كانون الثاني الماضب، عقب التوصل إلى اتفاق مع القوى الكبرى، وزادت طهران إنتاجها بحوالي 800 ألف برميل يومياً.
وكان الرئيس الإيراني "حسن روحاني" صرح مؤخرا أن بلاده تدعم جهود استقرار السوق وتحسين الأسعار، ولكن من الضروري لطهران استعادة قدراتها الإنتاجية.
من جهته، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إن الاجتماع في الجزائر "تشاوري" فقط.
روسيا
أكد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أن التوصل إلى اتفاق مع "أوبك" لتجميد الإنتاج سيكون "قراراً صحيحاً"، رغم أن تعهدات موسكو السابقة بالتعاون مع المنظمة لم تسفر عن أي شيء.
من جهته، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس "إنه من الصعب التكهن بما إذا كانت المحادثات بين منتجي النفط من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها؛ والتي تعقد في الجزائر ستسفر عن اتفاق لإعادة الاستقرار في السوق".
العراق
أما وزير النفط العراقي، جبار اللعيبي، قد أكد بدوره أن بلاده تؤيد سياسة دعم سوق النفط، بما يضمن مصالح اقتصاديات الدول المنتجة كافة.
وأوضح اللعيبي في تصريح صحافي بثه التلفزيون الرسمي أن "المرحلة الاقتصادية الحالية تتطلب من جميع الدول المنتجة للنفط داخل منظمة أوبك التنسيق والتوافق فيما بينها".
وشدد الوزير العراقي على ضرورة "التوافق في أوبك وخارجها على صيغ إنتاجية، لرفع سعر برميل النفط خلال المرحلة المقبلة، بما يضمن مصالح اقتصاديات الدول المنتجة، والحيلولة دون هبوط آخر للأسعار".
الكويت
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية ووزير النفط بالوكالة الكويتي أنس خالد الصالح، أن اجتماع الجزائر لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) سيكون فرصة للحوار، والتشاور بين المنتجين من أجل الدفع باستقرار السوق النفطية.
وقال الصالح في تصريح للصحافيين "إن هذا الاجتماع تشاوري سيتضمن الكثير من الإيجابيات".
وأوضح "يجب ألا يقتصر الاجتماع على الاتفاق على الخطوات الأساسية، بل المهم الاتفاق على أهمية ومصلحة المنتجين التي تتماشى ومصلحة المستهلكين من خلال أسعار مستقرة".
الإمارات
قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي قبيل اجتماع لمنتجي ومستهلكي الخام في الجزائر إن بلاده ستدعم مبادرة لتثبيت إنتاج النفط عالمياً من أجل المساعدة في دعم الأسواق.
وتابع: "بالنسبة لنا في الإمارات نحن مع التوصل لقرار، ونعتقد أن التثبيت سيساعد إذا جرى الاتفاق عليه. نأمل أن يوافق الجميع".
يذكر أن أسعار النفط هبطت هذا العام إلى ما بين 30 و50 دولاراً للبرميل، بعدما وصلت إلى 115 دولاراً للبرميل في يونيو/حزيران 2014.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم نوفمبر/ تشرين الثاني بنسبة 0.4% إلى 46.16 دولارا للبرميل، فيما ارتفع خام "نايمكس" الأميركي بنسبة 0.2% إلى 44.75 دولارا للبرميل.