يستقبل أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء والذي وصل إلى الدوحة قادما من العاصمة الرياض، مساء الثلاثاء.
ويرى مراقبون أن الزيارة، فضلا عن أهدافها السياسية، فإنها ستعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، والتي تطورت خلال السنوات الأخيرة.
فقد تم التوقيع على اتفاقية توأمة بين بلديتي الدوحة وأنقرة، في أغسطس الماضي، والتي جاءت بعد يوم من توقيع البلدين على عقد مشروع إنشاء خط الخور السريع (شمال شرقي قطر) بتكلفة تبلغ نحو مليارين و80 مليون دولار.
ويبلغ حجم استثمارات الشركات التركية العاملة في قطر نحو 14 مليار دولار، فيما تعد تركيا وجهة اقتصادية مهمة للدوحة، حيث تحتل الاستثمارات القطرية في تركيا المرتبة الثانية من حيث حجمها، حيث تبلغ نحو 20 مليار دولار، ومن المتوقع أن تقفز إلى المركز الأول في غضون سنوات قليلة، وتتركز تلك الاستثمارات في قطاعات الزراعة والسياحة والعقار والبنوك.
وحققت التجارة البينية بين الدوحة وأنقرة، خلال العام الماضي 2016، طفرة، حيث صعد مؤشر التعاون الاقتصادي بينهما ليتضاعف ثلاث مرات خلال فترة قصيرة، وقفز حجم التبادل التجاري إلى أكثر من مليار و300 مليون دولار، في دلالة على حجم التنسيق والرغبة في العمل المشترك بين البلدين، بحسب وكالة "الأناضول".
وفي أبريل المقبل، سيتم تنظيم معرض "إكسبو تركيا في قطر".
وعلى الصعيد المالي والمصرفي، تُعد قطر من أكبر المشترين للأصول المالية في السوق التركية مؤخراً، فقد استحوذ "بنك قطر الوطني"، في ديسمبر 2015، على حصة بنك اليونان الوطني "فينانس بنك" في تركيا، والبالغة 99.81% مقابل 2.94 مليار دولار.
كما يمتلك البنك التجاري القطري حصة قدرها 75% في مصرف (ألترناتيف بنك) التركي، واستحوذ بنك الاستثمار "كيو إنفست" على كامل أسهم "إرغو بورتفوي"، إحدى أضخم شركات إدارة الأصول الإسلامية وأسرعها نمواً في تركيا.
ونتيجة لزيادة حركة السفر والنشاط التجاري والسياحي بين قطر وتركيا، أعلنت الهيئة العامة للسياحة القطرية، في يوليو/تموز الماضي، عن افتتاح مكتب تمثيلي لها في تركيا، لكي يشكل دعما للتعاون السياحي بين البلدين، خصوصا بعد دخول اتفاقية الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر العادية لمواطني الدولتين حيز التنفيذ، في مايو/أيار الماضي.
وتضاعف عدد القطريين الذين يزورون تركيا، من 600 فقط قبل عدة أعوام، إلى 36 ألف قطري يزورون تركيا سنوياً.
كما بلغ عدد الرحلات التي تسيّرها الخطوط الجوية التركية 14 رحلة أسبوعياً من الدوحة إلى إسطنبول، بزيادة 40% عن الفترة ذاتها من عام 2014.
كما تم الاتفاق على زيادة عدد رحلات شركة الخطوط الجوية القطرية في اتجاه المطارات التركية لتصل إلى 18 رحلة أسبوعيا لنقل الركاب، بالإضافة إلى 4 رحلات للشحن الجوي بواقع 7 رحلات إلى مدينة إسطنبول ومثلها إلى أنقرة، بالإضافة إلى 4 رحلات أسبوعية لمدينة أنطاليا جنوب تركيا، وبذلك تزيد دولة قطر حصتها في سوق النقل التركية 4 رحلات إضافية.
ويحقق الاقتصاد القطري معدلات نمو عالية، وتوقّع صندوق النقد العربي نمو الاقتصاد القطري في عام 2017 إلى 3.5%، على ضوء التوقعات بتحسن الأسعار العالمية للنفط والغاز.
كما أن الاقتصاد التركي، ووفقا لأحدث مؤشرات البنك الدولي، يحتل المرتبة السابعة عشرة عالميا بناتج إجمالي يبلغ 799.54 مليار دولار، الأمر الذي أهّلها لتنضم إلى مجموعة الـ20 (G20)، وقد تضاعف دخل الفرد فيها ثلاث مرات خلال العقد الأخير ليصل إلى 10500 دولار في العام.