لكن خلال شهر واحد من توليه منصب الرئاسة سافر ترامب ثلاث مرات في نهاية الأسبوع لممارسة رياضة الغولف في فلوريدا. وأكدت المتحدثة ستيفاني غريشام أن تلك الرحلات لا علاقة لها بقضاء عطلة، موضحة لصحيفة "واشنطن بوست" أن ترامب يعمل طوال الوقت حتى ولو لم يكن موجودا في واشنطن.
لكن كل رئيس يحتاج من حين لآخر لقسط من الراحة، سواء كان اسمه أوباما أو ترامب. والأسفار المتكررة بالطائرة إلى بالم بيتش مكلفة، فالرحلات الثلاث وحدها، التي قام بها ترامب منذ توليه منصب الرئاسة كلفت الخزينة الأميركية 10 ملايين دولار، حسب "واشنطن بوست"، وكان الجزء الأكبر من تلك المدفوعات بسبب إجراءات الحماية الأمنية.
وذلك مقارنة بكلفة حماية الرئيس أوباما، التي تقدرها منظمة "جوديشيال ووتش"، التي تراقب معدلات الإنفاق الأميركي بحوالى 97 مليون دولار، خلال السنوات الثماني التي حكم فيها البلاد.
ويقدر السيناتور الأميركي تشاك شومر أن كلفة حماية "ترامب تاور" في نيويورك تصل في بعض الأحيان إلى نصف مليون دولار يومياً. وذلك بسبب استهداف المظاهرات الضخمة لمقر سكنه الذي تستغله زوجته وابنه في الوقت الحالي. ولكن السيناتور شومر يقدر متوسط الكلفة اليومية لحماية برج ترامب التي يحرسها حالياً 200 رجل شرطة إضافة إلى التجهيزات الأمنية الأخرى بحوالى 100 ألف دولار يومياً. وذلك حسب ما نسبت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية للسيناتور شومر.
وأكثر من ذلك، فإن كلفة أسرة الرئيس الأميركي الجديد كبيرة نسبياً من حيث عدد أفرادها، كما أن أسلوب حياتها فاخر ويتسم بالترف. فهناك البيت الفاخر داخل برج ترامب بنيويورك والذي تقيم فيه السيدة الأولى ميلانيا وابنها بارون. ثم هناك البيت الذي انتقلت إليه بنت ترامب إيفانكا مع زوجها وأبنائها الثلاثة في واشنطن، والقريب من البيت الأبيض حيث يقيم الرئيس. وهناك أسرتان لولدي ترامب الكبيرين، دونالد جونيور وإريك، واللذين توليا إدارة إمبراطورية والدهما للتجارة والأسفار المرتبطة بها. وجميع أفراد العائلة بحاجة إلى حماية أمنية أينما كانوا.
وابتداء من الآن، فإن ذلك سيكلف دافع الضرائب الأميركي أموالاً طائلة؛ إذ يتوقع أن يصل المبلغ إلى مائة مليون دولار، بحسب "واشنطن بوست" خلال ولاية حكمه على مدى أربع سنوات. هذا المبلغ يتجاوز تكاليف السفريات التي قام بها الرئيس السابق باراك أوباما، وانتقدها الجمهوريون أيضا بقوة، حيث كلفت رحلات أوباما نحو 97 مليون دولار خلال ثماني سنوات.
وتفيد "واشنطن بوست" أيضاً أن مدينة نيويورك تصرف حوالي 500 ألف دولار يومياً من أجل حماية برج ترامب. كما تدفع دائرة بالم بيتش في كل يوم عشرة آلاف دولار لإقامة ترامب هناك، ذلك أن التكاليف الخاصة بإجراءات الأمن وإجراءات المرور الإضافية عالية جداً.
وذكرت الصحيفة أن رحلة عمل قصيرة للابن إريك ترامب إلى أوروغواي كلفت 100 ألف دولار لتغطية تكاليف الفندق لموظفي الحماية الأمنية وطاقم موظفي السفارة المساعد. وكان سبب تلك الرحلة إلى منتجع على البحر من أجل ناطحة سحاب بها شقق للسكن.
ويفضل الجمهوريون الذين كانوا ينتقدون تحركات أوباما الآن الصمت، ولا سيما أن ترامب قدم نفسه خلال الحملة الانتخابية كبطل للتوفير، ويسعى إلى الحد من استنزاف أموال الضرائب التي يجب، حسب ترامب، أن يتم صرفها في البنى التحتية ودعم إيجاد فرص العمل. وحتى الآن لا يُعرف عدد فرص العمل الجديدة التي وعد بها ترامب سابقاً، لكن بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية المكلفة بالتفتيشات، فستبقى مناصب العمل في تلك القطاعات مضمونة لفترة طويلة بعد توليه إجراءات الأمن وإجراءات المرور الإضافية.
ويقول أحد العاملين في الشرطة المكلفة بالحماية الأمنية، إن مهمة ضبط الحماية لعائلة ترامب وتحركات أبنائه مكلفة للغاية، وهي بالنسبة للعاملين فيها عبارة عن "كابوس تنظيمي".
ويركز المنتقدون على رحلات أولاد ترامب، لأن دافع الضرائب الأميركي يغطي تكاليفها ويساهم في إثراء إمبراطورية ترامب التجارية؛ ذلك أن ترامب سلّم لأولاده إدارة الإمبراطورية، وبالتالي فإن الأعمال التجارية التي تمارسها أسرة ترامب قد تتضارب مع مهمة الرئيس، الذي أعلن خلال حملته الانتخابية أنه جاء لوضع حد لامتيازات النخبة في أميركا.