أزمة جديدة تواجهها الملاحة المصرية، بعد قيام شركات عديدة بإلغاء رحلات جوية إلى مناطق ودول كثيرة، بسبب الخسائر المالية. وبحسب البيانات المتاحة، فقد تم إلغاء أكثر من 40 رحلة منذ بداية العام.
وقد شهدت حركة الطيران بمطار القاهرة الدولي، صباح أمس الخميس، إلغاء إقلاع 3 رحلات دولية، لقلة أعداد الركاب.
وأفادت مصادر ملاحية بأن سلطات المطار تلقت إخطاراً من الخطوط السودانية بإلغاء إقلاع رحلتها 103 المتجهة إلى الخرطوم، كما تلقت إخطارا من شركة النيل للطيران بإلغاء رحلتها 165 المتجهة إلى بغداد، لعدم جدواها اقتصاديا لقلة الركاب.
كما أشارت المصادر إلى أن شركة "Air Cairo" ألغت رحلتها 441 المتجهة إلى ينبع، لقلة الركاب، حيث تم التنسيق مع سلطات المطار لسفر الركاب على متن رحلات أخرى.
ولا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها هذا العام، بل شهدت الملاحة المصرية، إلغاء وتوقف العديد من الرحلات، بسبب عدم جدواها اقتصادياً.
خسائر مادية
وبحسب خبراء، بدأ يثير إلغاء الرحلات الجوية بمطار القاهرة جدلاً واسعاً، خاصة بعد تكرار حالات التوقف، وأشار خبراء في القطاع الملاحي، إلى أن إلغاء الرحلات بشكل متكرر يعود سببه إلى انخفاض عدد الركاب، وبالتالي التسبب في حدوث خسائر مالية تصيب شركات الطيران.
ويضيف الخبراء "هناك أسباب عديدة وراء هذه الخسائر، أبرزها، تعويم الجنيه، وتوقف الرحلات السياحية، بسبب الأوضاع الأمنية، إذ لم تعد مصر من الدول الجاذبة للسياحة". وتشير بيانات مصر للطيران إلى تكبدها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي نحو 4 مليارات جنيه، بسبب فارق العملة.
وكان رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، صفوت مسلم، قال في وقت سابق إن الشركة التابعة للدولة تكبّدت خسائر خلال النصف الأول من العام المالي الحالي بنحو أربعة مليارات جنيه (222 مليون دولار)، متأثرة بتحرير سعر صرف الجنيه مقابل الدولار وتوقف موسم العمرة.
وبحسب مسلم، فقد أدى حادث الطائرة الروسية، في سيناء، إلى توقف أكثر من 50% من حركة ركاب الترانزيت.
ويؤكد الخبراء، أن ما تشهده مصر من ترد في الأوضاع، ساهم في إضعاف سياحة المؤتمرات، إذ كانت مصر تستضيف أهم المؤتمرات العربية المالية والاقتصادية، خلال السنوات الماضية، إلا أن الأوضاع الأمنية في البلاد، أدت الى توقف هذا النوع من الأعمال، وتأثرت حركة الطيران. كما يشير الخبراء الى أن غياب السياح، أضعف الحركة الملاحية في البلاد.
وخلال الأشهر الماضية، تم إلغاء ما يعادل 32 رحلة بسبب عدم جدواها اقتصادياً.
ففي شهر مارس / أذار، تم إلغاء 6 رحلات جوية بناء على إخطارات من شركة النيل للطيران، بالإضافة إلى إلغاء 4 رحلات طيران دولية لعدم جدواها اقتصاديا لقلة الركاب.
وفي منتصف فبراير/شباط الماضي ألغت السلطات 8 رحلات طيران لعدم جدوى تشغيلها اقتصاديا، منها 6 لطيران "المصرية العالمية"، وإلغاء رحلتين تابعتين لطيران "النيل".
وفي مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، تلقت السلطات المختصة إخطارات بإلغاء 10 رحلات طيران لعدم جدوى تشغيلها اقتصاديا لانخفاض عدد الركاب، من بينها 7 رحلات لطيران مصر العالمية، كما تلقت سلطات المطار إخطارين من شركة النيل للطيران بإلغاء رحلتين، فضلاً عن إلغاء رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية السعودية بسبب عدم جدواها اقتصادياً وقلة عدد ركابها، وقامت سلطات المطار بتنسيق سفر الركاب على متن طائرات أخرى.
رحلات ضعيفة
قررت شركة مصر للطيران وقف خط رحلات الأقصر - لندن لمدة ثلاثة أشهر تبدأ من يوليو/ تموز وحتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال مسؤول في الشركة في تصريح خاص إن نسبة الحجوزات على الرحلة بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول ضعيفة للغاية بسبب تراجع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر.
وأضاف أن الاستمرار في تشغيل الخط سيكون بلا جدوى مما يضاعف من خسائر شركة مصر للطيران خلال العام الحالي.
يذكر أن حركة السفر بالمطارات المصرية خلال التسعة أشهر الأخيرة من العام الماضي وصلت إلى 20 مليون مسافر مقارنة بـ28 مليون مسافر خلال نفس الفترة من العام الأسبق.