كشف وزير النقل التركي، أحمد أرسلان، أنّ ثالث مطار في إسطنبول، كبرى المدن التركية، سيتم افتتاحه يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بتكلفة استثمارية 10.6 مليارات دولار.
وقال أرسلان، يوم السبت، إنه جرى الانتهاء من تنفيذ 80% من أعمال الإنشاءات في المطار الذي سيكون أكبر المطارات في العالم.
وهذا المطار هو أحد المشروعات العملاقة في تركيا، والتي من بينها افتتاح ثالث جسر معلق فوق مضيق البوسفور في عام 2016، وخطط فتح قناة ضخمة في إسطنبول ستحول جزءا كبيرا من المدينة إلى جزيرة.
وقال مسؤولون أتراك، في تصريحات سابقة، إن المطار الجديد سيكون الأكبر عالميا، كما أعلن رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، في 2015، إن مطار إسطنبول الثالث سيكون أكبر مطار على مستوى العالم.
وقال الوزير التركي أحمد أرسلان إن الرحلات القادمة إلى إسطنبول ستوجه إلى المطار الجديد بدلا من مطار أتاتورك الذي يعمل حاليا، وذلك بمجرد افتتاح المطار الجديد، وكشف أن المطار سيتسع لـ114 طائرة في آن واحد.
وتتوقع تركيا تحقيق مطار إسطنبول الثالث الجاري تأسيسه إيرادات قيمتها 79 مليار دولار، وتقديم خدمات لـ200 مليون مسافر سنوياً، وتوفير أكثر من 100 ألف فرصة عمل في العام الواحد عقب افتتاحه، ليرتفع الرقم إلى 225 ألف فرصة عمل، بحلول عام 2025.
وتبلغ قيمة استثمارات المطار الجديد نحو 10 مليارات يورو "ما يوازي 10.6 مليارات دولار"، ويتم تنفيذه بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، ومن المنتظر أن يحقق تشغيل المطار عائدات بقيمة 22 مليار يورو، أي ما يوازي 23 مليار دولار تقريباً، خلال 25 سنة.
وكانت مجموعة شركات "جنكيز، كولين، ليماك، كاليونمابا" التركية، ربحت مناقصة المشروع عند طرحها عام 2013، بقيمة 22.1 مليار يورو، وستقوم بتشغيله لمدة 25 عامًا، قبل تحويله إلى الحكومة التركية.
وحسب مسؤولين أتراك "سيصبح المطار نقطة تنقّل في العالم، حيث ستهبط الطائرات فيه قبل إكمال رحلتها إلى أي مكان في أرجاء العالم".
وقطعت تركيا أشواطا مهمة في قطاع الطيران، لا سيما عقب تحرير القطاع، مع الأهمية التي أولتها حكومات حزب العدالة والتنمية المتعاقبة للقطاع المذكور.
وارتفع عدد المطارات في تركيا من 25 إلى 55 مطارا، في ظل حكومات حزب "العدالة والتنمية"، كما ارتفع عدد المسافرين عبر الخطوط الجوية الداخلية والخارجية لتركيا، من 35 مليونا إلى 180 مليون شخص.
وسيتيح المطار، الذي سيُفتتح نهاية أكتوبر المقبل، عقب إتمام المرحلة الأولى منه، تحقيق طفرة نوعية للاقتصاد التركي، حسب مسؤولين أتراك.
وسيلعب المطار دوراً مهماً في تحقيق الأهداف الاقتصادية في تركيا، والمتمثلة في الدخول إلى قائمة أكبر 10 اقتصادات في العالم، بحلول عام 2023.
وتضم إسطنبول حاليا مطارين، أحدهما مطار أتاتورك في الشطر الأوروبي، والآخر "صبيحة غوكجن" في الشطر الآسيوي. ومن المنتظر أن يكون المطار الثالث، (في الجزء الأوروبي) أكبر مطار في العالم عند استكماله.
يذكر أنه في يونيو/حزيران 2014، وضع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حجر الأساس لمطار إسطنبول الثالث، في خطوة لدعم التوجهات التركية في التطوير ورفع معدلات الاستثمار وتحسين واقع السياحة ودعم اقتصاد تركيا.
ورغم أنّ المطار ما يزال قيد الإنشاء، إلّا أنّ التوقعات المرتفعة حوله جعلته محور اهتمام لدى الأوروبيين الذين أبدوا تخوفًا من تأثيره على تصنيف المطارات الأوروبية.
ويقع المطار في منطقة أرناؤوط كوي، قرب البحر الأسود، ضمن أراضي غابات مملوكة للدولة التركية، على مساحة 7659 هكتارًا.
وسيحتوي المطار الجديد على 165 جسرًا لاستقبال الركاب، وسكة حديدية للربط بين جميع أطراف المطار، كما سيضم 6 مدارج لهبوط وإقلاع الطائرات، وسيوفر كراج معاينة لـ500 طائرة في آن واحد، كما سيضم المطار ثلاثة أبراج مراقبة إلكترونية وتقنية، وثمانية أبراج تحكّم، وموقف سيارات يستوعب 70 ألف سيارة.
ومن المتوقع أن يسهم المطار الثالث بـ 4.9% من إجمالي الدخل المحلي في تركيا بعد انطلاقه، إلى جانب 79 مليار دولار أرباحا إضافية.
(العربي الجديد، الأناضول)