بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تحقيق انتصار كبير في النزاع التجاري مع أوروبا، قال مسؤولون أوروبيون إن ترامب وفريقه يضخمون الاتفاق التجاري الذي تمّ مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. ووصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاتفاق بأنه هدنة مؤقتة في الحرب التجارية المشتعلة على جانبي الأطلسي.
وكان ترامب قد قال لحشود في ولاية أيوا، كبرى الولايات الزراعية في أميركا، مساء الخميس "لقد فتحنا أسواق أوروبا أمام مزارعيكم". ولكن "وول ستريت، نسبت يوم الجمعة إلى المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية مينا أندريفا، قولها "لقد كنا واضحين تماماً، المنتجات الزراعية لم تكن ضمن المحادثات".
وحسب تقرير الصحيفة الأميركية، فإن ما حدث فعلاً، هو اتفاق بين الزعيمين على خطوط عريضة يمكن على ضوئها بدء مفاوضات مفصلة بشأن خفض التعرفة الجمركية وخفض الدعم لبعض الصناعات، لكنّ التزاماً أوروبياً فعلياً بفتح الأسواق أمام المنتجات الزراعية لم يحدث، وإنما أبدى الوفد الأوروبي النيّة في استيراد مزيد من لحوم البقر وحبوب الصويا.
وبالتالي، رأت الصحيفة أن ما تم حقيقة هو"هدنة في الحرب التجارية"، أكثر منه اتفاقاً ملزماً.
وأثيرت منذ البداية شكوك حول صلابة الاتفاق واستمراريته، لأنه لم يتضمن تفاصيل كافية حول البنود المختلف عليها. وفي تعليقه على الاتفاق، قال الاقتصادي بمصرف غولدمان ساكس، أليك فيليبس، إن غياب التفاصيل الدقيقة في "هدنة الحرب التجارية" بين واشنطن وبروكسل يرفع من فرص فشل المفاوضات لاحقاً، مضيفاً: "لقد رأينا ذلك يحدث مراراً مع الصين".
أما فرنسا فقد أشارت منذ البداية إلى عدم ضم الزراعة لأية مفاوضات تجارية مع أميركا.
وفي هذا الصدد، قال وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لو مير في أعقاب الاتفاق "لا نريد أن نبدأ المفاوضات بشأن اتفاق كبير، قد رأينا حدوده بالفعل مع اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمارية العابرة للأطلسي".
وأضاف أنه يجب أن تكون الزراعة والحواجز غير الجمركية على المنتجات الزراعية، أموراً "غير قابلة للتفاوض".
وقال "ننتظر أيضاً أعمالاً تدل على حسن النوايا من الجانب الأميركي، ولا سيما ما يتعلق بالتعرفات الجمركية التي تضرب بالفعل قطاعات الصلب والألومنيوم بشدة".