جزيرة سريلانكا... طبيعة وتاريخ وكوب من الشاي

هل قمت سابقاً بتجربة احتساء الشاي المقطر؟ هل تخيلت يوماً أن هناك مراكز تستقبلك لتعطيك دروساً في تحضير الشاي وتقديمه؟ في جزيرة سريلانكا (المعروفة أيضاً بجزيرة سيلان)، تجد هذه الطقوس. من زارها يصف جمال طبيعتها. أدغال، غابات، بساتين من الشاي، أشجار الأناناس، المانغو، جوز الهند، تحيط بالزائر. يطلق عليها لؤلؤة المحيط الهندي، جزيرة الأحلام. إنها بلاد السرنديب كما أطلق عليها العرب أي جمهورية سريلانكا.

تعرف سريلانكا بالغابة الكبيرة، إذ لم تمتد يد البشر إليها بطريقة عشوائية، ولم تشوه المباني الإسمنتية صفوها. منازل سكانها بسيطة، تزين حياتهم النباتات الاستوائية، والمروج الخضراء. من يزورها، لا يخفي إعجابه بجمالها، يتحدث عن أماكن قصدها بإيجابية عالية، وكأنه يدعو من حوله لزيارتها. يقصدها العشاق لقضاء شهر العسل، كما يقصدها محبو الراحة والسكينة، لذا أطلق العنان لرحلة تغذي الروح قبل الجسد.

طابع بيئي

كولومبو. العاصمة الاقتصادية، وأكبر المدن السريلانكية. يقصدها الناس بهدف التجارة، وبالرغم من احتوائها على العديد من الأبراج والمراكز المالية وتمركز السفارات، والمؤسسات الدستورية كمقر الحكومة، والقصر الجمهوري، إلا أن طابع المدينة لم يخرج عن السياق العام للبلاد. غابات تحيط بالزائر.

في "حي الاستقلال" الأشهر في المدينة، حيث نبض الحياة، لا تخلو الشوارع من الأشجار. وللتعرف إلى معالم المدينة السياحية وحياة سكانها، إليك التوك توك الذي سيتولى المهمة. يمكن للزائر أن يقضي يومين للتعرف إلى معالم المدينة، وزيارة متحفها الوطني، وحديقة الحيوان الوطنية الواقعة في بلدة ديهيوالا، والأضرحة حيث تقام فيها الاحتفالات، وغيرها.

تتخطى الطبيعة في كولومبو الغابات والمحميات الطبيعية، فعشاق الشواطئ على موعد لزيارة شاطئ جبل لافينيا الأشهر في البلاد. يقصده مئات الآلاف من السياح والسكان المحليين، ويستضيف عدداً كبيراً من المهرجانات بشكل سنوي. والآن، بعد كل هذا، ما رأيكم بتجربة التبضع في الأسواق العائمة؟ الفرصة سانحة في كولومبو، حيث تنتشر الأسواق العائمة فوق الأنهار داخل المدينة.

وقبل وداع المدينة، لا بد من زيارة صخرة "سيجيريا" الشهيرة، حيث يجتاز الزائرون أكثر من 2500 درجة في سلم حديدي، ليصلوا إلى القمة.

الطبيعة في نوراليا

من أجمل وجهات السياحة في سريلانكا، تقع على قمة مرتفعة عن سطح البحر وتبعد 180 كلم تقريباً عن العاصمة كولومبو. تتميز بطبيعتها الخلابة. وهي غنية بالأماكن السياحية كالشلالات والبحيرات والمتنزهات.

تبدأ الرحلة من بحيرة جريجوري نوراليا الواقعة في قلب المدينة. أنشئت خلال فترة الحاكم البريطاني السير ويليام غريغوري في عام 1873، تشكل البحيرة والمنطقة المحيطة بها ما يعرف بمتنزه بحيرة جريجوري. كما لا بد من زيارة حديقة فكتوريا والتي تبلغ مساحتها حوالي 11 هكتاراً، تحتوي على العديد من الأشجار النادرة والنباتات والأزهار.

كما تتميز المدينة بكثرة الشلالات المائية، حيث يمكن للسائح أن يقضي أوقاتاً رائعة في قلب الطبيعة.

جزيرة الشاي

تعرف سريلانكا بجزيرة الشاي، نظراً إلى كثرة وجود مزارع الشاي في البلاد. من يقصدها، عليه أن يضع في برنامجه زيارة أبرز صالونات تقديم الشاي، بدءاً من صالون شاييوفوريوم، حيث تسعى مالكته إلى تقديم دروس في آليات تحضير الشاي وتقديمه. كما يقصد الزوار، صالون شاي ديلما، ومنتجع سيلان (سريلانكا) الواقع على ارتفاع 1300 متر فوق البحر، إضافة إلى صالون شاي هاندونوغودا، هناك ستتعرفون إلى طرق مبتكرة في تقديم هذا المشروب واحتسائه. 

لا تنتهي الرحلة هنا، فالأماكن والنشاطات متنوعة، أهمها زيارة منطقة عبور الفيلة أودا والاوي، وهي منطقة مملوكة من قبل إدارة حماية الحياة البرية. تأسست عام 1995 كجزء من حديقة أودا والاوي الوطنية.

وإن كنتم من محبي المدن التاريخية، فعليكم أن تعرّجوا على المدينة القديمة في بولوناروا، والتي تعتبر ثاني أقدم مدينة في الجزيرة، هناك يمكنكم التعرف إلى الحياة البدائية للقبائل التي سكنت الجزيرة. كما تحتوي الجزيرة على الكثير من الأضرحة والمزارات، حيث تقام الاحتفالات الدينية.

بنتوته الخلابة

تعتبر بنتوته والتي تتخذ من اسم ابن بطوطة لقبها، من أجمل الأماكن التي زارها الرحالة القديم ابن بطوطة، تشتهر بشواطئها ومياهها الفيروزية، كما تعد مكاناً رائعاً لقضاء شهر العسل، حيث يقام العديد من الأنشطة الترفيهية، أهمها رحلة بالقارب عبر نهر ماندو غاندا، حيث يمكنكهم  الاستمتاع بالغابات والأشجار الخضراء على جانبي النهر.


محبو الحياة البرية، سيتعرفون بشكل مباشر إلى حياة السلاحف في جزيرة السلاحف، حيث تربى البيوض لتكبر وتصبح قادرة على العيش بمفردها.

التكاليف المادية

تعتبر جزيرة سيلان من الدول الرخيصة سواء لناحية التكاليف المادية من إقامة ومعيشة، أو لناحية شراء الحاجيات والتسوق من الأسواق التقليدية. ولذا لا تحتاج عزيزي السائح مبالغ ضخمة لقضاء إجازة مميزة في أحضان الطبيعة هناك.

تصل تكاليف الإقامة في الفنادق إلى نحو 70 دولاراً تقريباً، ترتفع في المنتجعات السياحية إلى نحو 100 دولار، وتنخفض في الفنادق ذات الأربع نجوم إلى ما بين 50 و70 دولاراً.

أما بالنسبة إلى تكاليف المعيشة من مأكل ومشرب، فهي أيضاً رخيصة نسبياً، ويمكن تناول طبق بسعر لا يتعدى 5 دولارات. وينصح في جزيرة الشاي عدم تفويت الفرصة لتذوق أنواع مختلفة من الشاي التي يتم تحضيرها في صالونات مخصصة لهذه الغاية، وهنا تتفاوت الأسعار، من 10 دولارات وربما تصل إلى 50 دولاراً لتناول كوب من الشاي محضر بطريقة استثنائية.

تعتمد جزيرة سيلان على تصدير الشاي إلى جميع أنحاء العالم، إلا أن ذلك لم يمنع السلطات من تشجيع الحركة السياحية لجذب الملايين سنوياً، وإدخال عملات صعبة إلى شرايين اقتصادها. وسنوياً وبحسب وزارة إحصاءات رسمية، يصل إلى البلاد أكثر من 10 ملايين سائح من كافة دول العالم.