وأكدت مصادر بوزارة النفط العراقية لـ"العربي الجديد"، أن الوزير سيبحث أربعة ملفات، وهي العقوبات الأميركية على إيران، وطريقة تسديد العراقيين ما بذمتهم من ديون لصالح إيران، وآلية استيراد الغاز الإيراني الخاص بتشغيل محطات الطاقة الكهربائية الغازية في العراق، وكذلك ملف الحقول النفطية المشتركة.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد في بيان مقتضب تلقى "العربي الجديد"، نسخة منه، إن "هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال النفط والطاقة"، وأضاف جهاد أن "الجانبين سيعقدان اجتماعا لمناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك وأن جدول الزيارة تشمل اللقاء برئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية".
وشرحت مصادر وزارة النفط أن هذه هي الزيارة الأولى لوزير النفط الإيراني منذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وسيطاول البحث ملف تسديد ما بذمة بغداد لصالح إيران عن قيمة ما استورده العراق من غاز في الأشهر الماضية".
ووفقا لمسؤول عراقي نفطي فإن الاتفاق كان التعامل بالدولار، غير أن العقوبات الأميركية فرضت واقعا مختلفا والعراق لم يسدد بعد ما بذمته أملا بالوصول لحل مع الجانب الأميركي أو الاتفاق على أن يكون التعامل باليورو أو العملة المحلية الإيرانية أو العراقية.
ولفت إلى أن "ملف حقول النفط المشتركة بين العراق وإيران سيكون مطروحاً على طاولة المباحثات بين الجانبين"، مؤكدا بالوقت ذاته على أن هناك توافقا كبيرا بين الجانبين فيما يتعلق بالملفات النفطية العالقة.
وقال زنكنة في تصريح للصحافيين حول هدف زيارته الحالية، إنه "سيجري مباحثات مع وزير النفط العراقي وغيره من كبار المسؤولين في هذا البلد، حول فرص التعاون الوفيرة بين الجانبين".
من جهته قال الخبير النفطي العراقي محمود عباس في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن العراق وإيران أثبتا قدرتهما على التوافق في ملفات نفطية عديدة داخل أوبك وخارجها، وهناك تناغم بالمواقف من أسعار النفط العالمية"، مبينا أن التحدي الحالي هو العقوبات على ايران وكيفية نجاح العراقيين في تجاوزها من خلال إقناع الأميركيين باستثنائهم فترة أطول أو البحث عن عملة أخرى للتبادل معهم.
وأشار الى أن "موضوع تبادل نفط كركوك مع إيران واسترداده من البصرة هو أيضا أحد الملفات التي قد تكون مطروحة خلال الزيارة بسبب تعثر المشروع بالفترة الماضية".
ويوجد بين العراق وإيران خمسة حقول مشتركة كانت بغداد وطهران قد وقعتا اتفاقا أوليا على إدارتها إلا أن ذلك لم يفعّل حتى الآن.
وأعلن العراق في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 2017 عن توقيع اتفاق مع إيران لتصدير النفط من حقول كركوك في شمال البلاد بمعدل 30 ألفاً إلى 60 ألف برميل يوميا ويسترده العراق نفطاً أيضاً، لكن عن طريق موانئ البصرة. إلا أن المشروع توقف نهاية العام الماضي في أواخر حكومة حيدر العبادي بعد دخول العقوبات الأميركية على طهران حيز التنفيذ.
والعراق هو أحد البلدان الثمانية التي تم إعفاؤها من العقوبات الأميركية ضد إيران لمدة 6 أشهر، ويستورد الغاز من إيران لإمداد محطات إنتاج الكهرباء بالوقود.