حققت قطر رقما قياسيا جديدا، بعد مرور أكثر من عامين على الحصار، ودخل "ميناء حمد" الواقع في مدينة مسيعيد جنوبي الدوحة، موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأعمق حوض اصطناعي يتم إنشاؤه على سطح الأرض، وتسلم وزير المواصلات والاتصالات القطري جاسم بن سيف السليطي، شهادة غينيس من ممثلي الموسوعة العالمية خلال احتفال أقامته الوزارة في مقرها أمس الإثنين.
واعتبر السليطي، الحصول على هذه الشهادة العالمية دلالة على أهمية وحجم مشروع ميناء حمد، وكذلك إضافة لسجل الأرقام العالمية المسجلة للدولة في موسوعة غينيس، وتأكيدا على قدرات قطر في تطوير مشاريع مبتكرة وفق أعلى المعايير العالمية.
وأكد أن "ميناء حمد" التزم باستخدام أحدث التكنولوجيا لضمان سير العمل بكفاءة عالية وفق أرقى معايير الجودة العالمية.
وافتتح "ميناء حمد" رسميا يوم 5 سبتمبر/ أيلول 2017، قبل ستة أشهر من الموعد المحدد لتدشينه. ويعتبر الميناء البوابة الأعظم إلى أكثر من 150 وجهة بحرية حول العالم، ما يوفر لقطر الاستقلالية الكاملة في اعتمادها على استيراد وتصدير البضائع، ويمثل نقلة نوعية في تحقيق التنوع الاقتصادي وتحسين القدرة التنافسية لدولة قطر.
ويمتد "ميناء حمد" على مساحة 28.5 كيلومترا مربعا، وبتكلفة إجمالية أقل من التكلفة التقديرية التي كانت مخصصة له والبالغة 27 مليار ريال (7.4 مليارات دولار)، ويبلغ طوله أربعة كيلومترات، بعرض سبعمئة متر، وبعمق يصل إلى 17 مترا، وهي مقاييس ومواصفات تجعله قادرا على استقبال أكبر السفن في العالم.
وجهز الميناء بثماني رافعات من السفن إلى الرصيف، تستطيع الرافعة الواحدة حمل 80 طناً، أو حاويتين طول الواحدة 40 قدماً في الوقت نفسه، واستقبل الميناء في 19 يوليو/ تموز 2015، أول سفينة تجارية وعلى متنها الشحنة الأولى من رافعات حاويات الميناء، وتتألف من 4 رافعات حاويات من السفن إلى ساحة الميناء و8 رافعات جسرية ذات الإطارات.
ويبلغ عمق حوض "ميناء حمد" 17 مترا، بطول 4 كيلومترات في حين يصل عرضه إلى 700 متر. وقد استغرق بناؤه نحو عامين ونصف من الحفر، استخدم خلالها نحو 6900 طن من المتفجرات لتحدي صلابة الصخور، مع الالتزام الكامل بالحفاظ على الحياة البرية والبحرية، وذلك باستخراج قرابة 44.5 مليون متر مكعب من الرمل والحجارة الصلبة التي استخدمت في أنشطة بناء المشروع، مما كان له دور كبير في توفير التكاليف.
وصنف "ميناء حمد" من قبل جوائز قائمة لويدز العالمية لعام 2018 بين أفضل 8 موانئ عالمية في مجال الابتكار، وضمن أفضل 5 موانئ في مجال التشغيل عالميا، وذلك لتبنيه المبادرات والأفكار البناءة، فضلا عن كفاءة العمليات التشغيلية والأداء العام المتميز للميناء.
وعلى مستوى العمليات التشغيلية، نجح "ميناء حمد" في تحقيق أرقام قياسية جديدة خلال شهر أغسطس/آب الماضي، إذ احتفل بإنجازين مهمين تمثلا بمناولة أكثر من 3 ملايين حاوية نمطية و7 ملايين طن من البضائع العامة والسائبة، وذلك منذ بدء عملياته التشغيلية.