يقطع الخريج الفلسطيني، محمد أبو لحية، من بلدة القرارة شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة نحو أربعة عشر كيلومترا يوميا سيرا على الأقدام، للعمل برفقة عدد من زملائه، في مهنة الزراعة أو أي مهنة أخرى يرسو عليهم إنجازها.
ويرافق أبو لحية، عدد من الخريجين الفلسطينيين من القطاع، ضمن فريق أطلق عليه اسم "كوماندوز الشبابي"، وهم ممن تقطعت بهم سبل ايجاد فرص عمل في تخصصاتهم، ما دفعهم إلى الانضمام إلى فريق "المهام الصعبة".
ويعمل أعضاء الفريق في عدد من المهن الشاقة، لتوفير القوت اليومي لأسرهم، بعد أن فقدوا الأمل من العمل في تخصصاتهم الجامعية، فباتوا يعملون في مهنة الزراعة، البناء، النقل، وغيرها من المهن التي تتطلب جهدا كبيرا.
ويتجمع أعضاء فريق "كوماندوز الشبابي"، والذي أنشئ منذ ثلاث سنوات بهدف توفير فرص عمل للخريجين، الذين لا يجدون عملًا ضمن تخصصاتهم، فجر كل يوم، في منطقة عبسان الكبيرة، شرق مدينة خان يونس، لتوزيع المهام، بعد تحديد وجهة العمل، فيما يتم تحديد العدد المطلوب وفق طبيعة العمل وحجمه.
ويقول أبو لحية إنه يتجه إلى مكان التجمع بشكل يومي، ويبعد عن منزله نحو سبعة كيلومترات، سيرا على الأقدام ذهابا وإيابا، حيث لا تتوفر المواصلات المناسبة شرقا، مُعللا سبب تمسكه بالعمل، بأنه يرغب في إعالة أسرته المكونة من ثلاثة أفراد.
ويوضح لـ "العربي الجديد" أنه لم يتمكن من توفير فرصة عمل له في تخصصيه الجامعيين، الفقه وأصول الدين، أو التربية، مضيفا: "العمل مرهق، لكنه ضروري لتوفير المستلزمات اليومية".
ويوافقه في الرأي، لاعب الباركور أحمد جاد الله 23 عاما، والذي وصل إلى نهائيات برنامج "أراب قوت تالنت"، إلا أنه لم يتمكن من مواصلة موهبة الجمباز والباركور، بفعل الأوضاع العامة، وفق قوله لـ"العربي الجديد".
وانطلقت فكرة تأسيس فريق "كوماندوز الشبابي" منذ ثلاث سنوات، وقد بدأت بخمسة خريجين من مدينة خان يونس، لمواجهة الظروف الاقتصادية الخانقة، والتي تسبب بها الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتضاعف نسب الفقر والبطالة، وقد وصل عدد الفريق إلى نحو 40 خريجا.
ويوضح مسؤول الفريق علاء أبو طير أن الفريق يضم خريجين عاطلين عن العمل في، أصول الدين، الفقه، المحاسبة، التخدير، الرياضيات، التربية الرياضية، اللغة الانجليزية، وغيرها من التخصصات الجامعية. ويشير أبو طير لـ"العربي الجديد" إلى أن "تخصص فريق المهام الصعبة، ينحصر في انجاز المهام الموكلة إليه في أسرع وقت ممكن"، حيث يتم التواصل مع أعضاء الفريق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر الهاتف، والتنسيق للعمل المطلوب وتحديد المبلغ.
ووفق طبيعة العمل المطلوب، يتم تحديد عدد العمال، حيث يتطلب العمل يومي بقيمة 600 شيقل نحو 30 عاملا (الدولار = 3.47 شواقل)، يحصل كل منهم على مبلغ 20 شيقلا، بهدف تعميم الفائدة على الجميع، فيما يختار بعض أصحاب العمل نظام الساعة، وتقدر كل ساعة بنحو خمسة شواقل.