يحصل في سوق العقارات العالمية الكثير من الغرائب والعجائب. بعض الغرائب نلمسه من خلال ارتفاع أسعار شقق في دول عربية مضطربة أمنياً أضعاف الأسعار المعتمدة في لندن أو نيويورك. إلا أن ما شهدته أوسلو، عاصمة النرويج، يوم أمس الخميس، كان أكثر من صادم. فقد وصل سعر كوخ صيفي في خليج أوسلو، لا تتجاوز مساحته 26 متراً مربعاً، إلى أكثر من مليون دولار، وذلك نتيجة مضاربة مفاجئة بين أكثر من 50 شخصاً تنافسوا على شراء الكوخ.
ضعف السعر المعروض
إذ كانت عائلة تملك هذا الكوخ وتعيش فيه منذ 8 سنوات، وبعدما زاد عدد الأطفال الى أربعة، قرر صاحب الكوخ بيعه لشراء أرض ساحلية وبناء منزل آخر بمساحة 200 متر مربع. هكذا، تم عرض الكوخ بـ 3.9 مليون كرونة، لكن السعر ارتفع بأكثر من 2 مليون كرونة زيادة عن المعروض.
كانت المفاجأة بتقدم 50 شخصاً بعروض شراء منذ يوم الأحد الماضي. العطاءات التي قدمت رست بعد ظهر أمس الخميس على المنافسة بين 4 أشخاص. لينتهي المزاد غير المتوقع ببيع الكوخ بقيمة 6.5 مليون كرونة نرويجية (أكثر من مليون ومئة ألف دولار أميركي). أي 250 ألف كرونة لكل متر مربع.
هذا وتضم مساحة الكوخ، البالغة 26 متراً مربعاً، 10 أماكن للأسرة الفردية وغرفة معيشة وغرفة نوم ومطبخاً مفتوحاً صغيراً وحماماً في الطبقة الثانية، وفي الخارج تم بناء ممرين خشبيين فوق الماء وسلما للسباحة والوصول إلى رصيف الزورق البحري.
استغراب الوسيط العقاري
وقال مدير شركة الوساطة العقارية التي قامت ببيع الكوخ، بيير كريستيانسن، لـ"العربي الجديد": "بدأ المهتمون بشراء الكوخ الصغير عروضهم بحوالي 3.9 مليون كرونة، ثم ارتفع الرقم إلى 6.5 مليون". وأضاف: "لم أكن متأكداً إذا ما كان المشترون يقصدون هذا الكوخ أم عقاراً آخر في ذات المنطقة".
وشرح كريستيانسن: "إن مكان بناء الكوخ في خليج أوسلو فريد من نوعه، فإطلالته ليس لها مثيل على الإطلاق ولا يوجد في المنطقة كلها منزل أو كوخ صيفي، فهذا الكوخ يواجه إشراقة الشمس ومغيبها". وتابع: "تخيل أنك تنام وأنت محاط بالماء والسماء من فوقك وتستيقظ على مناظر خلابة". وأضاف كريستيانسن معلقا على السعر "إذا ما فكرنا بالأرض والشاطئ وما يحيط بالكوخ الصغير فنحن بالتأكيد أمام سعر مثالي، فالمالك الجديد سيمتلك خصوصية كبيرة على الخليج مع إطلالة لن تتغير مع الزمن".