برنامج "نقشت": سلع نسائية للبيع

بدأت قناة الـ LBCI اللبنانية، منذ أسبوع، بعرض برنامج ترفيهي جديد تحت عنوان "Take Me Out نقشت" يقدّمه الموسيقي والممثل الموهوب فؤاد يمين، ويشارك فيه مجموعة من الرجال، وفي كل حلقة عليهم محاولة الحصول على موعد غرامي مع امرأة من بين 30 داخل الاستديو.

تبدأ الحلقة بدخول الفتيات إلى الاستديو ويسارع يمين إلى محادثتهن، ومن هنا تحديداً تنطلق المشكلة. فما هي إلا لحظات حتى تفيض الشاشة بكمية من الإيحاءات والأسئلة الجنسية المبتذلة والواضحة. مثلاً، يسأل يمين إحدى المشاركات عن الملابس التي ترتديها قبل النوم، فتجيبه "لا أرتدي شيئاً".

ثم وبعد جولة على المشتركات يدخل الشاب الذي يريد أن يختار أو تختاره فتاة واحدة من المعروضات أمامه. السطحية والسذاجة وتعليقات بعض الفتيات اللواتي ظهرن ببعض المشاهد "مستميتات" على الشاب الوسيم هي التي تفصلهن عن اختيار المحبوب.  

تحويل المرأة (الجميلة خصوصاً) إلى سلعة واضح، فضلاً عن الاستخفاف بمفهوم العلاقات العاطفية، والتعاطي معها بشكل حقيقي. صحيح أن هدف البرنامج كما أي برنامج تلفزيوني يعرض على قناة خاصة هو جذب المشاهدين بهدف الإعلانات، وصحيح أن البرامج الترفيهية ضرورية، لكن حتى في معايير الترفيه الخفيف يغرق البرنامج بنمطيّته وتقاريره الذكورية التي يستعرض فيها الشاب قصته، قبل دخوله الاستديو. فأغلب الشباب يريدون إخضاع الفتيات لشروطهم ونظرتهم للزواج أو العلاقة.

تنتهي الحلقة، كما بدأت، لم يفهم المشاهد هدف البرامج، لم يفهم حتى لماذا أتت الفتيات، وهل الفتيات أو العريس يحتاجون إلى تلك البرامج في عصر السوشال ميديا؟ بعيداً عن الأحكام الأخلاقية، يبدو البرنامج غير مناسب لا لهذا الزمن، ولا يتبع التطور الذي شهده مفهوم العلاقات العاطفية في العقدين الأخيرين في العالم العربي.