لا تحتاج إلهام شاهين إلا إلى "تلويحة" واحدة بعصا السذاجة المتمسكة بها، كلما نبت لطاغية ناب يفترس به شعبه، حتى تفقد كثيراً من جماهيريتها ونجوميتها، وتكسب بالمقابل معجبين من فئة الشبيحة والقتلة والمرتزقة.
تكشف المغالطات التي ترتكبها إلهام شاهين في كل مرة تقرر فيها التعبير عن وجهة نظرها السياسية، عن جهل وبشاعة، لا تليق بفنانة عملت لنصف قرن في حيز الجمال والثقافة والمعرفة والإنسانية.
توجهت إلهام شاهين في الأيام الأخيرة بتهنئة للأسد "على عودة حلب وسيطرة الدولة السورية على المدينة"، وهللت لبطولات "الجيش السوري"، بثقة لا تستر جهلا مخزياً بحقائق الواقع، التي بات يدركها ماوكلي المعزول في الغابات.
إذ كان يكفيها أن تجول قليلا في مواقع التواصل الاجتماعية ووسائل الإعلام لتعرف أنها هنأت سفاحاً على تدمير وقتل وتهجير أهالي حلب وباركت سيطرة عصابة مسلحة تدعمها مليشيات طائفية وهللت لبطولات جيش يأتمر بقيادة روسية وإيرانية، لسرقة واغتصاب وإذلال وقتل المواطنين السوريين.
مرت تهنئة إلهام من دون أن تطاولها انتقادات الإعلام المصري، وحده الإعلامي معتز مطر هاجمها على قناة الشرق، قائلا إن إلهام باركت للسفاح بشار صديق السفاح السيسي.
وموقف إلهام من بشار الأسد ليس الأول من نوعه في التماهي الساذج مع الطغاة، إذ سبق لها وأعلنت موقفها المؤيد للرئيس المخلوع، حسني مبارك، على الرغم من الفساد الذي لحق بمصر طيلة 30 عاما هي سنوات حكمه، وكانت إلهام تؤكد ولا تزال وطنية مبارك وأنه فعل الكثير لمصر، ضاربة عرض الحائط بمشاعر المواطنين الذين تأذّوا من سنوات حكمه، حتى أنها أعلنت زيارتها له.
لا تكتفي الهام بإعلان انحيازها للاستبداد والفساد، بل أيضاً بمعاداتها لإرادة الشعوب في مطالب الحرية والحياة الكريمة، حيث شككت أكثر من مرة في ثورة 25 يناير، مرددة مقولات مناهضي الثورة عن المؤامرة، ومعلنة عن تمسكها الساذج في تحليل الوضع، حتى أنها قالت بالأمس، للإعلامي معتز الدمرداش، إن "ثورة يناير ودِّتنا في داهية بعد حكم الإخوان"، وكأن مصر كانت قبلها وبعد الانقضاض عليها عال العال.