زخرت السينما المصريَّة على مدى تاريخها، بعددٍ كبير من الثنائيَّات الفنيَّة التي حقَّقت نجاحاً وشهرة واسعة، امتدَّت لسنوات وسنوات، حتى بعد رحيل النجوم، صانعي تلك الثنائيات. وتنوَّعت الثنائيَّات ما بين فنان وفنانة، قدَّموا عدداً من الأدوار الرومانسية، وأقنعوا المشاهد بوجود "كيمياء" تربط بينهما، حتى اعتقد المتابع أن ثمة ما يجمعهما في الحقيقة، وخلف الكواليس. وهناك ثنائيات أخرى برعت في الأدوار الكوميدية، حتى اعتقد المشاهد أن الضحك وخفّة الظل يجمعانهما معاً في الحياة كما جمعاهما على شاشة السينما. ومن أهم الثنائيات في السينما المصرية:
كمال الشناوي وشادية
شكلا ثنائيّاً رائعاً خلال مشوارهما الفني. وقدما أكثر من 30 فيلماً متنوعاً ما بين الرومانسي والتراجيدي. وكان بينهما تناغمٌ في الأداء، أعطاهما قوة ومصداقية على الشاشة، جعلت الكثيرين يعتقدوا بأن قصة حب تربط بينهما. وتزامن ذلك مع أقاويل انتشرت داخل الوسط الفني، تشير إلى علاقة عاطفية بينهما، وأنّ الفنانة شادية بالفعل تحبه. خاصَّة أن أول قبلة للفنانة شادية في السينما كانت من نصيب الفنان كمال الشناوي في فيلم "ليلة الحنة". وظلّت علاقة الود قائمة بينهما لسنوات، حتى انتهت بقنبلة فجرها كمال الشناوي، بإعلانه الزواج من الفنانة عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية.
فريد الأطرش وسامية جمال
كوَّنا الثنائي الأشهر في السينما المصرية على مدى سنوات، وحقّقاً نجاحاً كبيراً في أفلامهما، وارتبطا كذلك بقصّة حبّ كبيرة تحدَّث عنها الوسط الفني والصحافة حينها، واستمرت ما يقارب من 11 عاماً، كانت داعماً رئيسيّاً في نجاحهما كثنائي فني. وبعد سنوات، انتهَت قصّة الحبّ بينهما بعد انتشار أقاويل كثيرة تؤكّد رفض الأطرش الزواج من سامية
، لأنّه أمير سليل عائلة كبيرة، وغير مقبول زواجه من راقصة.
فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي
شكَّلا ثنائيّاً كوميديّاً رائعاً على مدار 25 عاما. وكان المهندس يعتبر مدبولي "أستاذه" ويفتخر بذلك. توطّدت علاقتهما، وكوَّنا صداقة عميقة بعيداً عن التمثيل. ربما ساهم في توطيدها قبولُ "الأستاذ" بلعب الدور الثاني أمام "تلميذه". توالت النجاحات التي حققها ذلك الثنائي، وبعد تلك السنوات وتلك النجاحات، انفصلَ الثنائيّ فنيّاً. وأشيعت الأقاويل، بأن السبب هو وشايات داخل الوسط الفني أوقعت بينهما، وهو ما أكّده المهندس في أحد التصريحات الصحافية.
أنور وجدي وليلى مراد
بداية كانا ثنائيا فنّيا عام 1945 في فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وكانت ليلى فنّانة مشهورة، وأنور وجدي في بداية حياته الفنية. ونشأت بينهما قصة حب أدت إلى الزواج والمزيد من الأعمال السينمائيّة معاً، حقّقت نجاحاً كبيراً، وكان وجدي يرفض أن تقوم بالتمثيل مع مخرج أو فنان غيره، وكانت توافق مرغمةً، لكن نجاحهما كثنائي فني كان يعوضها قليلا عن الأفلام التي ترفض بطولتها. ظل الحال هكذا لسنوات، حتى اكتشفت خيانته العاطفية لها، وواجهته بذلك وانفصلت عنه، لتضع نهاية زواجهما، وعملهما معاً كثنائي فني.