خلال السنوات الست الأخيرة أصبحت هناك عادة جديدة في "هوليوود"، تتمثّل في إنتاج أفلام عن القصص الكلاسيكية وحكايات الأطفال التي عرفناها منذ الصغر. بدأ الأمر، ربما، من النجاح الضخم الذي حقّقه فيلم Alice in Wonderland للمخرج، تيم بيرتون، عام 2010، وجلبه أكثر من مليار دولار إيرادات، حيث بدت الذائقة الأميركية مستعدة لهذا النوع من الإنتاج لمعالجات جديدة، ومُبهرة بصريّاً، لقصص يعرفونها بالفعل.
والملاحظ في إعادات الإنتاج الكثيرة للأفلام، أنَّ الفيلم ينجح نقديَّاً وجماهيريَّاً، كلما حافظ على روح النص الأصلي وأضاف في تقنيّات المعالجة البصرية المرتبطة بروح العمل مثل "أليس" و "The Jungle Book".
بينما يفشل تماماً إذا كان إعادة الإنتاج هي مجرد إبهار بصري زائد، وإضافات لحكاية العمل نفسه مثل "Cinderella وOz the Great and Powerful" وفيلمنا هذا "The Legend Of Tarzan" يُفترَض أن يتناول الفيلم قصّة طرزان، الفتى الذي عاش منذ طفولته بين الحيوانات، قبل أن يعود للمدينة الصاخبة. وهو العمل الذي كتبه الروائي الأميركي، إدغار رايت بوروس، عام 1912، وتم نقله منذ ذلك الحين إلى عشرات الأفلام والمسلسلات الكرتونية للأطفال.
في الفيلم الجديد، يقوم المؤلفان، آدم كوزاد وكريغ بريور، بتجاوز القصة الأصليّة تماماً، للدرجة التي يبدو عندها الأمر، أحياناً، أن الفيلم الجديد هو اقتباس شخصيات وبعض التفاصيل من النص الأصلي. ويذهب الفيلم إلى نقطة أبعد، يعود فيها طرزان إلى الغابة في الكونغو، من أجل الوقوف أمام عمليّة ضخمة للاتّجار بالعبيد، ومواجهة شرير الحكاية "ليوم روم".
أحد جوانب القوَّة المفترَضة في الفيلم هو وقوف المخرج، ديفيد ياتس، وراءه، وهو الرجل الذي أخرج الأربعة أفلام الأخيرة من سلسلة "هاري بوتر" بشكل جيد. وبالتالي، فهو شخصٌ متفوِّق جداً على أكثر من مستوى، وبالفعل يظهر هذا في "أسطورة طرزان" في الجوانب الإخراجية، التي تعتمد على الإيقاع والحركة أكثر مما تعتمد على الحدث، حيث أفضل مشاهد الفيلم قطعاً، هي اللقطات التي تتناول طرزان في الغابة خلال مراحل عمره المختلفة، ومثل The Jungle Book الذي عرض في بداية هذا العام، فإن هناك استفادة كبرى من التقنيات، من أجل منح روح للكائنات غير البشرية، كأنك تشعر بانفعالاتها ومشاعرها دون مبالغة، ليمنح الفيلم الكثير من الطاقة العاطفية، وحركة الإيقاع في تلك الأوقات.
ولكن، من ناحية أخرى، ثمّة إشكالٌ مرتبطٌ بالقصّة وكيفيَّة تطوّرها، حيث إن الفيلم يناله الكثير من الافتعال المجاني، حين يحاول أن يُحمِّل حكاية أطفال كحكاية طرزان أكثر كثيراً مما يمكن أن تحتمل. أو على الأقل، أكثر مما يمكن أن يقبله المشاهدون منطقيَّاً. فالمحرِّك والدافع الرئيسي للعودة يتغيَّر، من "رغبته في الطبيعة والنقاء والبعد عن زيف المدينة"، كما تقول الرواية الأصلية والنسخ التي اقتبست عنها، ليصبح الأمر له علاقة بـ"مواجهة العبودية".
وبدلاً من كون العودة هي رغبة ذاتية، تصير على علاقة بملك بلجيكا وناشط أميركي في حقوق السود يدفعانه لذلك. فيتمّ تحميل الشخصية صفات ومبادئ، لا تشكّل الجوهر الأساسي لها في القصة الأصلية، وهو ما يتحول لفجوة أحياناً. خصوصاً، أنَّ الفيلم مُثقَل بالزمان والمكان والخلفيّة التاريخيّة التي يحاول صنعها. وحين تأتي المغامرة في النهاية، ولما يحاول الفيلم صنع الصلة بين طرزان وقيادته للحيوانات، وبين مواجهته لـ"روم" وتحرير العبيد، يحدث ذلك بافتعال وسذاجة، وبشكل لا تتداركه حتى كل محاولات، ياتس، الإخراجية.
على صعيدٍ آخر، لا يمنح الممثل، أليكساندر سكراسغارد، والممثلة، مارغريت روبي، الفيلم، الكيمياء المطلوبة للعلاقة التي نعرفها جميعاً بين طرزان وجين. بدوا مقيدين أيضاً بحدود الحكاية المهتمة بتفاصيل أخرى. بينما جاءت أداءات ممثلي طرزان في أعماره الأخرى (روري سابر والطفل كريسيتان ستيفنز) أكثر حيوية بكثير، وهي الرابط الحقيقي، وأحياناً الوحيد، مع الشخصية القديمة التي نحبها.
اقــرأ أيضاً
والملاحظ في إعادات الإنتاج الكثيرة للأفلام، أنَّ الفيلم ينجح نقديَّاً وجماهيريَّاً، كلما حافظ على روح النص الأصلي وأضاف في تقنيّات المعالجة البصرية المرتبطة بروح العمل مثل "أليس" و "The Jungle Book".
بينما يفشل تماماً إذا كان إعادة الإنتاج هي مجرد إبهار بصري زائد، وإضافات لحكاية العمل نفسه مثل "Cinderella وOz the Great and Powerful" وفيلمنا هذا "The Legend Of Tarzan" يُفترَض أن يتناول الفيلم قصّة طرزان، الفتى الذي عاش منذ طفولته بين الحيوانات، قبل أن يعود للمدينة الصاخبة. وهو العمل الذي كتبه الروائي الأميركي، إدغار رايت بوروس، عام 1912، وتم نقله منذ ذلك الحين إلى عشرات الأفلام والمسلسلات الكرتونية للأطفال.
في الفيلم الجديد، يقوم المؤلفان، آدم كوزاد وكريغ بريور، بتجاوز القصة الأصليّة تماماً، للدرجة التي يبدو عندها الأمر، أحياناً، أن الفيلم الجديد هو اقتباس شخصيات وبعض التفاصيل من النص الأصلي. ويذهب الفيلم إلى نقطة أبعد، يعود فيها طرزان إلى الغابة في الكونغو، من أجل الوقوف أمام عمليّة ضخمة للاتّجار بالعبيد، ومواجهة شرير الحكاية "ليوم روم".
أحد جوانب القوَّة المفترَضة في الفيلم هو وقوف المخرج، ديفيد ياتس، وراءه، وهو الرجل الذي أخرج الأربعة أفلام الأخيرة من سلسلة "هاري بوتر" بشكل جيد. وبالتالي، فهو شخصٌ متفوِّق جداً على أكثر من مستوى، وبالفعل يظهر هذا في "أسطورة طرزان" في الجوانب الإخراجية، التي تعتمد على الإيقاع والحركة أكثر مما تعتمد على الحدث، حيث أفضل مشاهد الفيلم قطعاً، هي اللقطات التي تتناول طرزان في الغابة خلال مراحل عمره المختلفة، ومثل The Jungle Book الذي عرض في بداية هذا العام، فإن هناك استفادة كبرى من التقنيات، من أجل منح روح للكائنات غير البشرية، كأنك تشعر بانفعالاتها ومشاعرها دون مبالغة، ليمنح الفيلم الكثير من الطاقة العاطفية، وحركة الإيقاع في تلك الأوقات.
ولكن، من ناحية أخرى، ثمّة إشكالٌ مرتبطٌ بالقصّة وكيفيَّة تطوّرها، حيث إن الفيلم يناله الكثير من الافتعال المجاني، حين يحاول أن يُحمِّل حكاية أطفال كحكاية طرزان أكثر كثيراً مما يمكن أن تحتمل. أو على الأقل، أكثر مما يمكن أن يقبله المشاهدون منطقيَّاً. فالمحرِّك والدافع الرئيسي للعودة يتغيَّر، من "رغبته في الطبيعة والنقاء والبعد عن زيف المدينة"، كما تقول الرواية الأصلية والنسخ التي اقتبست عنها، ليصبح الأمر له علاقة بـ"مواجهة العبودية".
وبدلاً من كون العودة هي رغبة ذاتية، تصير على علاقة بملك بلجيكا وناشط أميركي في حقوق السود يدفعانه لذلك. فيتمّ تحميل الشخصية صفات ومبادئ، لا تشكّل الجوهر الأساسي لها في القصة الأصلية، وهو ما يتحول لفجوة أحياناً. خصوصاً، أنَّ الفيلم مُثقَل بالزمان والمكان والخلفيّة التاريخيّة التي يحاول صنعها. وحين تأتي المغامرة في النهاية، ولما يحاول الفيلم صنع الصلة بين طرزان وقيادته للحيوانات، وبين مواجهته لـ"روم" وتحرير العبيد، يحدث ذلك بافتعال وسذاجة، وبشكل لا تتداركه حتى كل محاولات، ياتس، الإخراجية.
على صعيدٍ آخر، لا يمنح الممثل، أليكساندر سكراسغارد، والممثلة، مارغريت روبي، الفيلم، الكيمياء المطلوبة للعلاقة التي نعرفها جميعاً بين طرزان وجين. بدوا مقيدين أيضاً بحدود الحكاية المهتمة بتفاصيل أخرى. بينما جاءت أداءات ممثلي طرزان في أعماره الأخرى (روري سابر والطفل كريسيتان ستيفنز) أكثر حيوية بكثير، وهي الرابط الحقيقي، وأحياناً الوحيد، مع الشخصية القديمة التي نحبها.