أمير الليل... الدراما اللبنانية ما تزال تحارب الانتداب الفرنسي

يشارك عياش في السينما والفيديو كليبات، وحالياً هو ممثل درامي، ويضيف: "جميع هذه الأعمال هي تحت مظلةٍ واحدة، لكن التفاصيل مختلفة، وفي النهاية هذا فن. نحن ندخل بيوت الناس والعائلات بطريقة لا تخدش نظر المشاهد، وبطريقةٍ راقية وجميلة. منذ بداياتي وأنا أحافظ على هذا النمط". وحول الانسجام بينه وبين الممثلة، داليدا خليل، في العمل، يقول: "سأقولها أمام الجميع، لأنني أحب داليدا خليل كثيراً على الصعيد الشخصي، كنت أعرف أنها ممثلة قوية لهذه الدرجة، وأنا فخور بها. لقد صدمت الجميع، وهي نجمة بكل ما للكلمة من معنى، وهذا الدور سيثبت للناس إلى أي مدى تستطيع داليدا أن تقوم بكل الأدوار".

وتقول الكاتبة، منى الطايع، إنها أرادت أن تدخل حقبةً جديدة من تاريخ لبنان في فترة الانتداب، من خلال عدّة قصص رومانسية. وعند سؤالها إذا ما كان مسلسل "أمير الليل" سيكون مشابها لـ "وأشرقت الشمس"، أجابت: "لا، ليس لدي عمل يشبه الآخر، ودائماً لدي روايات متوازية من هذه الناحية. أشبه نفسي لكن القصص مختلفة. يلعب عياش في المسلسل دور رجلٍ ثري من أغنياء بيروت، والتاريخ يعيد نفسه، الفساد نفسه والعمالة نفسها. أمير هي شخصية سياسية ثائرة تدفع ثمن ثورتها ضد الانتداب، وتعيش قصة حب مع شقيقة زوجته المتوفاة".

وقد كان من المقرّر أن يكون مخرج العمل، فادي حداد، ولكن الظروف لم تسمح بذلك، تقول منى: "تجربتي مع فادي كانت جميلة جداً، وهو مبدع، ولكن بسبب كثافة عروض العمل التي تنهال عليه لتصوير الفيديو كليبات تأخرنا كثيراً. أحياناً، كنا نصور 4 أو 5 أيام خلال الشهر، لأن فادي كان مشغولاً. وصلنا الى مرحلة لم نعد نستطيع الانتظار، لذلك، وبالتراضي، لا يزال يطل على التصوير، حتى إن هناك بعض المشاهد يحبها كثيراً في المسلسل سينفذها هو".


وجدير بالذكر أنّ فادي معتاد على تصوير الفيديو كليبات. وعند سؤالنا منى إذا ما كان ذلك سيختلط مع التصوير الدرامي، أجابت: "فادي فهم اللعبة الدرامية كثيراً، وصور مشاهد جميلة جداً فيها صعوبة في التنفيذ، وإمكانية الإبداع فيها متاحة، أحب أن يصورها، والمخرج، إيلي برباري، لا مانع لديه، بالعكس. ولن يلاحظ المشاهد التغيير، وهذا الأمر يحصل عالمياً في كل المسلسلات. أحياناً، كل حلقة تكون مع مخرج وخط معين، طبعاً مع الحفاظ على الروح نفسها، لأن هناك خطا معينا يتبعانه. والاثنان مبدعان. ربما قد أحب مشهداً لفادي من ناحية، ومشهدا آخر لبرباري من ناحية أخرى".
بعض المنتجين يقولون إن الخلطة العربية، أو ما يعرف بالدراما المشتركة، ستنحسر، لأن نجاحها بدأ بالخفوت، تعقّب منى على ذلك: "لا تنجح الخلطة عندما تكون غير منطقية، لكن في مسلسل "أمير الليل" هي مبررة، لأن مدينة بيروت يزورها العرب والأجانب، الفرنسيون والمصريون والسوريون، والمطربون الكبار؛ أم كلثوم وغيرها. جميعهم أتوا إلى هنا وغنوا. وضعت شخصية مطربة مصرية تغني في لبنان، معها جنرال من سورية أيضاً، وتولد بينهما قصة حب. عندما يكون المنطق موجوداً لم لا".

وتشير الممثلة داليدا خليل إلى أنّ دورها في هذا المسلسل، يختلف عن دورها في الأدوار السابقة، أي الكوميديا التي اعتادت تمثيلها. "دوري هنا هو أكثر اتزاناً وواقعية، والشخصية ليست ثابتة. الدور جميل جداً، فالشخصية تضحي وتحب من صميم قلبها، ولا تخفي مشاعرها، "فرح" من أجمل الأدوار التي لعبتها في حياتي. كل دور لعبته في أي عمل أقول فوراً هذا من أجمل الأدوار، لكن في الحقيقة شخصية "فرح" في "أمير الليل" ستكون من أجمل الشخصيات، وسيكون هذا الدور نقلة مهمة في حياتي المهنية. سأثبت نفسي في الدراما كما أثبته في الكوميديا. أي أنّ المشاهد سيرى شيئاً جديداً".

سيتابع الجمهور داليدا بدور البطولة إلى جانب عياش الذي يتمتع بشهرة واسعة، تقول داليدا: "أنا محظوظة، يتمتع رامي بنفسيةٍ رائعة وهو لطيف، يأتي دائماً بروح إيجابية، وهو مهني وهناك تفاهم بيننا. لا أجد صعوبة في العمل معه، لا سيما أنني من محبي فنه وأغانيه. تعلمت منه الهدوء، هو فنان بكل معنى الكلمة، لا يتذمر حتى لو بقي يعمل لمدة 14 ساعة، يكتم مشاعره على الرغم من التعب، لديه حس الممثل على الرغم من أنها المرة الأولى التي يشارك في الدراما، وهو دائماً سعيد ومتفائل، ويوزع الطاقة الإيجابية لمن حوله".

وجدير بالذكر أنَّ كلاً من فادي حداد وإيلي برباري يتشاركان إخراج وتصوير مسلسل "أمير الليل"، يشير برباري إلى ذلك: "صور فادي 30 يوماً، وهذا أيضاً تحدٍ آخر بالنسبة لي. كلانا على علاقة جيدة، وأنا أتابع ما بدأ به فادي، ونحن على تواصل لنقل الصورة الواحدة. ونعمل على إيصال هذا النص إلى المشاهد بأفضل حلة، ونصور في كل لبنان".