ويستغل كحيل عمله الطويل في مجال النجارة وصناعة الأثاث التي اكتسبها منذ حصوله على دبلوم مهني في ريعان الشباب، لإعداد المنحوتات الخشبية التي تحظى بإقبال واسع من قبل سكان منطقته الذين يحرصون على تصويرها وتوثيقها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبمهارته العالية وخبرته الطويلة، يحاول الغزي كحيل جمع الأخشاب التي تتلاءم مع إمكانية تدويرها لتصبح أعمالاً فنية خشبية متنوعة تحظى بإعجاب وقبول من يراها، بالرغم من الصعوبات التي تعترضه كنقص الإمكانيات في ورشته البسيطة.
وتزدحم ورشة كحيل بعشرات الأعمال والتحف الخشبية التي أعدها طيلة السنوات الأخيرة الماضية، التي شهدت تراجعاً ملحوظاً في إقبال الغزيين على شراء الأثاث وصناعته بحكم الأوضاع الاقتصادية الصعبة والواقع المعيشي المتردي.
ويقول كحيل لـ "العربي الجديد"، إنّ موهبته في تشكيل الأعمال الخشبية اكتسبها منذ بداية عمله في مجال صناعة الأثاث، إلا أنه أخذ بالاهتمام بها بشكل أكبر منذ ثلاث سنوات في ظل تراجع الإقبال من الغزيين على شراء الأثاث نظراً للأوضاع الاقتصادية السيئة.
ويضيف أن تركيزه انصب في الآونة الأخيرة على شراء وجمع الأخشاب الثقيلة، من أجل إعادة تشكيلها على شكل أعمال فنية وتحف خشبية متنوعة، كالمدافع والمعلقات وغيرها من الأشكال الخشبية خصوصاً بعد اكتساب الدعم المعنوي من مرتادي ورشته.
ويشير النجار الغزي إلى أن ورشته تعمل حالياً بنصف طاقتها كون العمل في صناعة وإعداد هذه التحف والأعمال الخشبية يحتاج إلى التيار الكهربائي، في الوقت الذي يقتصر جدول توزيع الكهرباء على ثماني ساعات وصل وثماني ساعات قطع.
ويبين أن عملية إعادة تدوير الأخشاب وتحويلها إلى تحف وأعمال فنية مقتصرة حالياً لديه على كونها مجرد موهبة وهواية لا تعود عليه بالكثير من العائد الاقتصادي والمادي، في الوقت الذي تراجعت فيه معدلات الإقبال على صناعة الأثاث بفعل نقص الأخشاب والحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وطيلة سنوات عمل الخمسيني كحيل على صناعة العديد من الأدوات والآلات الخاصة به بشكل يدوي داخل ورشته، بما يتناسب مع طبيعة عمله في مجال صناعة الأثاث أو صناعة التحف الفنية.
ويوضح كحيل أن إحدى أهم الصعوبات التي تواجهه في عمله داخل ورشته تتمثل في انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، بالإضافة إلى النقص الشديد في الأخشاب التي تتلاءم مع عملية إعادة صناعته لتصبح تحفاً وأعمالاً خشبية.
ويطمح النجار الغزي أن يتمكن خلال الفترة المقبلة من افتتاح معرض خاص به يضم كافة أعماله الفنية الخشبية التي عمل على نحتها، لتحويله إلى مزار للغزيين لمشاهدة عملية صناعة الأعمال الخشبية عن قرب برفقة عوائلهم.