تطوي، أماني جحا (26 عاماً) أوراقها بعد تقديم حلقتها الأولى من برنامج "على ما يبدو" الذي يبدأ عرضه مساء اليوم، الجمعة، على شاشة OTV اللبنانية، وهي المحطة التابعة مباشرة لرئيس الجمهورية في لبنان العماد ميشال عون.
ثمة أسئلة كثيرة تُطرَح اليوم، وتواجهها جحا بترحاب. وهي كيف أنَّ محطة تلفزيونية لبنانية، قد قبلت بمذيعة مُحجبة، لتقدّم برنامجاً على شاشتها بشكل أسبوعي. لا تعلّق جحا كثيراً على مسألة الحجاب، وتقول: "تخطيت حالة الاستعجاب، أو لنقل الدهشة، والتي كانت سائدة قبل سنوات، عند ظهور المحجبات على الشاشة الصغيرة. وحتى عندما التقيت مدير البرامج في OTV، لم يبدِ تجاهي أية ردة فعل خاصة كوني مُحجبة. على العكس، طرح علي أسئلة، لها علاقة بفكرة البرنامج الذي أنوي تقديمه. هذا كل ما حصل، إضافة إلى بعض المسائل المتعلقة بالبرنامج تحديداً، متمنياً أن أحقق النجاح الذي تسعى إليه كل المحطات، وبالنسبة لعدد المشاهدات التي تهتم بالمحتوى وليس بالشكل".
لكن مسألة الحجاب على محطّات التلفزة اللبنانيّة تثير الدهشة، رغم أنّها ليست وليدة الساعة بالنسبة لظهور أماني جحا اليوم على شاشة لبنانية. ففيما عدا تلفزيون "المنار" اللبناني التابع لتنظيم "حزب الله" الذي يرفض أيّ مذيعة دون حجاب، لم تتجرّأ المحطات اللبنانيّة الأخرى على الاستعانة بمذيعة محجبة أو توظيفها، لأسباب قائمة على اعتبارات سياسية وطائفيّة قد تسبّب للمحطّات إحراجاً يقومُ بالدرجة الأولى على الطائفية. والسؤال هو إذا ما كانت مُحاولةً من قبلِ محطّة تلفزيونيّة لبنانيّة تابعةٍ لرئيس الجمهوريّة الذي انتخِب قبل شهرين، لكسب جمهور آخر، وتبنّي سياسة الانفتاح أمام ما تعانيه القنوات التلفزيونيّة اللبنانيّة من انتقادات واسعة جراء سياسات وردود أفعال ذات منحى طائفي، ولا أخلاقي أحياناً.
لم يكن الحجاب مُنتشِراً على القنوات العربية من قبل. وربما كانت المذيعة التونسية، كوثر بشراوي، التي عملت في محطة MBC الفضائية، أوَّل من وضعت الحجاب قبل مغادرتها المحطة السعوديّة، وانتقالها إلى قناة "الجزيرة"، وبعدها إلى "العربية". لكن حجاب بشرواي لم يثر ضجّة كبيرة يومها، لأنّه لم يكن حِجاباً بالمعنى الكامل، على عكس زميلتها الجزائرية، خديجة بن قنّة، التي أثارت بحجابها ردود فعل قويّة، تفاوتت بين من بارك لها الخطوة، وشجّعها على ممارسة عملها، ومن رفض أوّل مذيعة أخبار محجبة على فضائيّة معروفة. فبعد الظهور الأول لخديجة بن قنة وهي محجبّة على شاشة "الجزيرة" في عام 2003، أثير الجدل بشكلٍ كبير بين الجمهور، وسط اتهامات بأنّ إدارة القناة أجبرتها على التحجّب. لكن الإعلامية الجزائرية خرجت عن صمتها، مُؤكّدة أنّ القرار شخصي، ولا علاقة له بإدارة وسياسة القناة، وموضّحةً أنّ فكرة الحجاب راودتها قبل سنوات، ولكن بسبب موقعها الإعلامي وتخوفها من ردة فعل الجمهور عطّلت تنفيذ القرار. وتابعت بأنّها لم تكن تعرف الحكم الشرعي الحقيقي بخصوص الحجاب، ودخلت في صراع مع نفسها، وسألتْ عدداً من الدعاة، فأكّدوا لها جميعهم بأنّ الحجاب فرض، باستثناء الدكتور، حسن الترابي، الذي خفّف من فكرتها، واعتبر أنّ النساء الشهيرات يكفي أن يظهرن بملابس محتشمة، وبعيدة عن الابتذال. وذكرت خديجة بأنَّها التقت مع الشيخ عمر عبد الكافي، الذي تحجَّبت على يديه العديد من الفنانات والمشاهير، وذلك خلال لقائها معه ببرنامج "الشريعة والحياة" الذي يعرض على قناة "الجزيرة"، فأخبرها بأنّ الحجاب فرض غير قابل للنقاش، ويجب ارتداؤه، وفعلاً اقتنعت بكلامه، وقرَّرت التحجُّب في اليوم التالي. بن قنَّة عملت لسنوات دون حجاب في قناة "الجزيرة"، وهي اليوم مثالٌ واضحٌ على تشجيع المحجَّبات للدخول في عالم التلفزيون، وحتى للغناء، كما حصل مع الأردنيّة، نداء شرارة، التي حملت لقب برنامج "ذا فويس" في نسخته الثالثة قبل عام.
ونالت الإعلاميّة السعوديّة المحجبّة، مُنى أبو سليمان، شهرة واسعة بعد مشاركتها في برنامج "كلام نواعم" على فضائية MBC. واعتبرت من أكثر الإعلاميات السعوديات اللاتي ناصرن حقوق المجتمع والمرأة. وتصدرت العديد من عناوين الأخبار، وشاركت كمتحدثة في منتدى "دافوس" الاقتصادي العالمي. وتشغل مُنى أبو سليمان عضوية المجلس الاستشاري لصندوق المرأة المسلمة الذي يهدف إلى تعزيز مكانة النساء المسلمات، ومساعدة الأُسر والمجتمعات.
أما التلفزيون المصري، فوافَق قبل 4 سنوات، على عدد من المذيعات المحجّبات، فظهَرت نرمين البيطار على القناة الأولى، وفاطمة نبيل وسارة الشناوي وهي مذيعة النشرة الجوية، إضافة إلى مذيعة أخرى بقناة "النيل" الإخبارية.
اقــرأ أيضاً
وفاجأت الصحافيّة المسلمة، جينيلا ماسا، في نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، مشاهدي التلفزيون الكندي، بظهورها على شاشته محجّبة لتقديم نشرة الأخبار الرئيسية، في ظهور غير مسبوق ووسط اهتمام إعلامي واسع.
وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن ماسا صنعت المفاجأة حين ظهرت بالحجاب على قناة "سيتي نيوز" في نشرة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، مبدية سعادتها بتقديم عملها على الشاشة، وممارسة عملها دون أن تضطر إلى خلع الحجاب، قائلة إنها ممتنة للقناة وقرارها. وقبل يوم واحد من نهاية السنة الماضية، كشفت إحدى الصحافيات الأميركيات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، وتُدعى نور تاجور، 22 عاماً، عن نيتها في السعي لتكون أوّل مذيعة مُحجبة على شاشة إخبارية أميركية.
ثمة أسئلة كثيرة تُطرَح اليوم، وتواجهها جحا بترحاب. وهي كيف أنَّ محطة تلفزيونية لبنانية، قد قبلت بمذيعة مُحجبة، لتقدّم برنامجاً على شاشتها بشكل أسبوعي. لا تعلّق جحا كثيراً على مسألة الحجاب، وتقول: "تخطيت حالة الاستعجاب، أو لنقل الدهشة، والتي كانت سائدة قبل سنوات، عند ظهور المحجبات على الشاشة الصغيرة. وحتى عندما التقيت مدير البرامج في OTV، لم يبدِ تجاهي أية ردة فعل خاصة كوني مُحجبة. على العكس، طرح علي أسئلة، لها علاقة بفكرة البرنامج الذي أنوي تقديمه. هذا كل ما حصل، إضافة إلى بعض المسائل المتعلقة بالبرنامج تحديداً، متمنياً أن أحقق النجاح الذي تسعى إليه كل المحطات، وبالنسبة لعدد المشاهدات التي تهتم بالمحتوى وليس بالشكل".
لكن مسألة الحجاب على محطّات التلفزة اللبنانيّة تثير الدهشة، رغم أنّها ليست وليدة الساعة بالنسبة لظهور أماني جحا اليوم على شاشة لبنانية. ففيما عدا تلفزيون "المنار" اللبناني التابع لتنظيم "حزب الله" الذي يرفض أيّ مذيعة دون حجاب، لم تتجرّأ المحطات اللبنانيّة الأخرى على الاستعانة بمذيعة محجبة أو توظيفها، لأسباب قائمة على اعتبارات سياسية وطائفيّة قد تسبّب للمحطّات إحراجاً يقومُ بالدرجة الأولى على الطائفية. والسؤال هو إذا ما كانت مُحاولةً من قبلِ محطّة تلفزيونيّة لبنانيّة تابعةٍ لرئيس الجمهوريّة الذي انتخِب قبل شهرين، لكسب جمهور آخر، وتبنّي سياسة الانفتاح أمام ما تعانيه القنوات التلفزيونيّة اللبنانيّة من انتقادات واسعة جراء سياسات وردود أفعال ذات منحى طائفي، ولا أخلاقي أحياناً.
لم يكن الحجاب مُنتشِراً على القنوات العربية من قبل. وربما كانت المذيعة التونسية، كوثر بشراوي، التي عملت في محطة MBC الفضائية، أوَّل من وضعت الحجاب قبل مغادرتها المحطة السعوديّة، وانتقالها إلى قناة "الجزيرة"، وبعدها إلى "العربية". لكن حجاب بشرواي لم يثر ضجّة كبيرة يومها، لأنّه لم يكن حِجاباً بالمعنى الكامل، على عكس زميلتها الجزائرية، خديجة بن قنّة، التي أثارت بحجابها ردود فعل قويّة، تفاوتت بين من بارك لها الخطوة، وشجّعها على ممارسة عملها، ومن رفض أوّل مذيعة أخبار محجبة على فضائيّة معروفة. فبعد الظهور الأول لخديجة بن قنة وهي محجبّة على شاشة "الجزيرة" في عام 2003، أثير الجدل بشكلٍ كبير بين الجمهور، وسط اتهامات بأنّ إدارة القناة أجبرتها على التحجّب. لكن الإعلامية الجزائرية خرجت عن صمتها، مُؤكّدة أنّ القرار شخصي، ولا علاقة له بإدارة وسياسة القناة، وموضّحةً أنّ فكرة الحجاب راودتها قبل سنوات، ولكن بسبب موقعها الإعلامي وتخوفها من ردة فعل الجمهور عطّلت تنفيذ القرار. وتابعت بأنّها لم تكن تعرف الحكم الشرعي الحقيقي بخصوص الحجاب، ودخلت في صراع مع نفسها، وسألتْ عدداً من الدعاة، فأكّدوا لها جميعهم بأنّ الحجاب فرض، باستثناء الدكتور، حسن الترابي، الذي خفّف من فكرتها، واعتبر أنّ النساء الشهيرات يكفي أن يظهرن بملابس محتشمة، وبعيدة عن الابتذال. وذكرت خديجة بأنَّها التقت مع الشيخ عمر عبد الكافي، الذي تحجَّبت على يديه العديد من الفنانات والمشاهير، وذلك خلال لقائها معه ببرنامج "الشريعة والحياة" الذي يعرض على قناة "الجزيرة"، فأخبرها بأنّ الحجاب فرض غير قابل للنقاش، ويجب ارتداؤه، وفعلاً اقتنعت بكلامه، وقرَّرت التحجُّب في اليوم التالي. بن قنَّة عملت لسنوات دون حجاب في قناة "الجزيرة"، وهي اليوم مثالٌ واضحٌ على تشجيع المحجَّبات للدخول في عالم التلفزيون، وحتى للغناء، كما حصل مع الأردنيّة، نداء شرارة، التي حملت لقب برنامج "ذا فويس" في نسخته الثالثة قبل عام.
ونالت الإعلاميّة السعوديّة المحجبّة، مُنى أبو سليمان، شهرة واسعة بعد مشاركتها في برنامج "كلام نواعم" على فضائية MBC. واعتبرت من أكثر الإعلاميات السعوديات اللاتي ناصرن حقوق المجتمع والمرأة. وتصدرت العديد من عناوين الأخبار، وشاركت كمتحدثة في منتدى "دافوس" الاقتصادي العالمي. وتشغل مُنى أبو سليمان عضوية المجلس الاستشاري لصندوق المرأة المسلمة الذي يهدف إلى تعزيز مكانة النساء المسلمات، ومساعدة الأُسر والمجتمعات.
أما التلفزيون المصري، فوافَق قبل 4 سنوات، على عدد من المذيعات المحجّبات، فظهَرت نرمين البيطار على القناة الأولى، وفاطمة نبيل وسارة الشناوي وهي مذيعة النشرة الجوية، إضافة إلى مذيعة أخرى بقناة "النيل" الإخبارية.
وفاجأت الصحافيّة المسلمة، جينيلا ماسا، في نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، مشاهدي التلفزيون الكندي، بظهورها على شاشته محجّبة لتقديم نشرة الأخبار الرئيسية، في ظهور غير مسبوق ووسط اهتمام إعلامي واسع.
وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن ماسا صنعت المفاجأة حين ظهرت بالحجاب على قناة "سيتي نيوز" في نشرة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، مبدية سعادتها بتقديم عملها على الشاشة، وممارسة عملها دون أن تضطر إلى خلع الحجاب، قائلة إنها ممتنة للقناة وقرارها. وقبل يوم واحد من نهاية السنة الماضية، كشفت إحدى الصحافيات الأميركيات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، وتُدعى نور تاجور، 22 عاماً، عن نيتها في السعي لتكون أوّل مذيعة مُحجبة على شاشة إخبارية أميركية.