تعتبر النجمة الأميركية، هيلاري سوانك، (43 سنة)، حالة شبه نادرة في السينما، إذ إنها الثالثة فقط في تاريخ الفن السابع التي تحصد مرتين جائزة أوسكار أفضل ممثلة، علماً أنها لم ترشَّح لها أكثر من مرتين بالتحديد، بمعنى أن كل ترشيح أتى بجائزة في النهاية، حال ما حدث أيضاً في خصوص استحقاقها جائزة "غولدن غلوب" الممنوحة من الإعلام الأجنبي في لوس أنجليس، وتخلف سوانك في ذلك لويز رينر وجودي فوستر. والفيلم الذي جلب لها أول جائزة هو "الصبيان لا يبكون" الذي مثلت فيه شخصية امرأة شابة تتنكر في شكل رجل لتعيش وسط الرجال، بينما العمل الثاني عنوانه "مليون دولار بيبي" من إخراج وبطولة كلينت إيستوود وأدت فيه سوانك دور ملاكمة محترفة. بدأت سوانك مشوارها السينمائي وهي في التاسعة من عمرها، ثم عملت قليلاً في التلفزيون إلى أن استعانت بها الشاشة الكبيرة مرة جديدة وهي مراهقة من أجل دور البطولة النسائية في فيلم المغامرات "فتى الكاراتيه المقبل" الذي تطلّب منها ممارسة لعبة الكاراتيه، الشيء الذي لم يسبب لديها أي قلق أو خوف، لسبب بسيط هو إجادتها العديد من النشاطات الرياضة منذ صباها، إلى درجة أنها فازت بلقب بطلة ألعاب اللياقة البدنية "جونيور" في ولاية تكساس وهي في الخامسة عشرة من عمرها. وفي أحدث أفلامها "لوغان لاكي" للسينمائي، ستيفن سودربرغ، تؤدي سوانك شخصية امرأة تجد نفسها محشورة في عملية سطو لا علاقة لها بها أساساً. والفيلم من نوع المغامرات، ومن بطولة كل من النجوم شانينغ تيتوم وأدم درايفر ودانيال كريغ وكيتي هولمز، إلى جوار سوانك التي ساهمت في إنتاجه. في باريس التقت "العربي الجديد" سوانك وحاورتها.
*ما الذي أثار اهتمامك في سيناريو "لوغان لاكي" إلى درجة أنك قررت المشاركة في إنتاج الفيلم إضافة إلى التمثيل فيه؟
كان المخرج ستيفن سودربرغ قد وعد قبل خمس سنوات بالانسحاب من السينما التقليدية لأنه تعب من بذل الجهود الجبارة، كي يستطيع تنفيذ الأعمال التي تعجبه وبالأسلوب الذي يعجبه، من دون الخضوع لشروط أستوديوهات هوليوود المبنية على حرمان المخرج من السيطرة الكاملة على مشروعه. وقد اعتبرت فئة كبيرة من الفنانين، وأنا منهم، أنه من غير المعقول أن تخسر السينما مثل هذا الرجل الفذ لمجرد أن المنتجين الكبار لا يرغبون في تركه يتصرف كما يشاء، وبالتالي عثرنا على سيناريو "لوغان لاكي" المكتوب ببراعة فائقة من قبل المؤلفة ربيكا بلانت، وعرضناه على سودربرغ، مؤكدين له أنه إذا وافق على تحويله إلى فيلم لن يكون عليه الاهتمام بعنصر الإنتاج إطلاقاً، وسيتحتم عليه منحنا ثقته الكاملة من هذه الناحية والاهتمام بتنفيذ الفيلم حسب رؤيته ومزاجه من دون أي تدخل خارجي، أي مثلما يشاء. ودبرنا أنفسنا من أجل أن نجمع الإمكانات الضرورية لتنفيذ الفيلم وحصلنا على موافقة سودربرغ، وتحول النص المكتوب إلى حقيقة فوق الشاشة.
*وطلبتِ منه أن يسند إليك الدور النسائي الرئيسي فيه؟
صدّق أو لا تصدّق، هو الذي أتى إليّ بعرض تمثيل الشخصية النسائية الأولى في الفيلم.
*الفوز بجائزة الأوسكار ليس سهلاً في دنيا السينما، واستحقاقها أكثر من مرة لا يحدث إلا مرة كل عشر سنوات مثلاً، فما تفسيرك لما حدث لك؟
إنني امرأة محظوظة جداً جداً، وأعترف بذلك بكل تواضع وقناعة.
*هل تعتبرين الحظ بمثابة العنصر الوحيد الذي جلب لك الأوسكار مرتين؟
لا، فأنا ممثلة محترفة، وبالتالي لا بد أن أكون قد فعلت شيئاً سمح لي بلفت انتباه أصحاب القرار في لجنة التحكيم المسؤولة عن منح جائزة أفضل ممثلة في مسابقة الأوسكار، وهذا الشيء هو بلا شك إتقان الدور السينمائي الممنوح لي في هذه الحالة. أما الإتقان في حد ذاته فهو، في رأيي، خليط من العمل الشاق والحد الأدنى من الموهبة الطبيعية، لكنني أؤكد لك أن اللجنة لم تقرر اختياري لمجرد أنني غازلت أحد أفرادها، أو دعيتهم جميعاً لحضور حفلة ساهرة كبيرة على حسابي. وأضيف إلى كلامي هذا عنصر الحظ، خصوصاً في ما يتعلق بإمكانية العمل في أفلام ممتازة وبإدارة سينمائيين مرموقين.
*أنت تخلفين جودي فوستر في شرف استحقاق الأوسكار أكثر من مرة، فهل تعرفينها شخصياً؟
لا، على الرغم من أنني التقيتها هنا وهناك في أكثر من مناسبة، لكنني بطبيعة الحال أقدّرها وأحترمها كامرأة مسؤولة لها نشاطات اجتماعية وإنسانية، غير طاقتها الفنية الكبيرة وتوليها إدارة شركة إنتاج سينمائي منذ نحو عشرين سنة، ويشرفني أن أكون قد فزت مثلها بالأوسكار في مناسبتين.
*أنت تعتادين التنكر في أفلامك، فقد تحولت إلى رجل في فيلم "الصبيان لا يبكون"، ثم إلى ملاكمة محترفة في "مليون دولار بيبي"، فما رأيك في هذا الأمر الغريب؟
صحيح أن الأدوار السهلة ليست من نصيبي عادة، وربما لهذا السبب أفوز بالأوسكار في النهاية، ولا أعرف ما الذي يدفع أهل المهنة السينمائية الى التفكير بي كلما احتاجوا إلى امرأة تتنكّر في شكل رجل أو تمارس أحد نشاطات الرجال أساساً مثل الملاكمة وكذلك الكاراتيه في فيلم "فتى الكاراتيه المقبل"، مع أنني أشعر بكوني امرأة مائة في المائة، ولا أنكر أنوثتي أو أتصرف كالرجل في حياتي اليومية إطلاقاً.
*ربما تكوينك الجسماني الرياضي هو الذي يدفع أهل السينما إلى التفكير بك كلما أرادوا بطلة قادرة على تقمّص دور رجل إلى حد ما؟
إنني فعلاً رياضية، ولا أترك مناسبة تفوتني في هذا المجال، فأمارس السباحة والتزلج والقفز بالمظلة والألعاب الآسيوية وكافة الرياضات التي تمكن ممارستها فوق الماء وحتى تحته. لكنني لم أكن أجيد الملاكمة مثلاً قبل أن يمنحني كلينت إيستوود بطولة فيلمه "مليون دولار بيبي"، واضطررت إذاً إلى التدريب عليها، كما أنني اكتسبت ما لا يقل عن عشرة كيلوغرامات ذهبت كلها في العضلات حتى أبدو ملاكمة محترفة.
*يقال إنك فزت بدور البطولة في فيلم "الصبيان لا يبكون" عن طريق الكذب، فما صحة هذا الخبر؟
الذي حدث في شأن فيلم "الصبيان لا يبكون" هو أنني لم أصرح للمخرجة بعمري الحقيقي وادعيت أنني في الواحدة والعشرين بينما كنت قد تعديت سن الخامسة والعشرين، ذلك أن الدور تطلب فتاة عشرينية أصلاً، وعندما عرفت الشركة المنتجة الحقيقة عن طريق أوراقي الرسمية، لحظة توقيع العقد السينمائي، قلت للمسؤولة إنني تصرفت مثلما فعلته بطلة الفيلم في ظروف مماثلة، أي بالكذب، وأعتقد أنني نجحت في إثارة إعجابها، بما أنها لم تطردني في اللحظة ذاتها.
اقــرأ أيضاً
*ما الذي أثار اهتمامك في سيناريو "لوغان لاكي" إلى درجة أنك قررت المشاركة في إنتاج الفيلم إضافة إلى التمثيل فيه؟
كان المخرج ستيفن سودربرغ قد وعد قبل خمس سنوات بالانسحاب من السينما التقليدية لأنه تعب من بذل الجهود الجبارة، كي يستطيع تنفيذ الأعمال التي تعجبه وبالأسلوب الذي يعجبه، من دون الخضوع لشروط أستوديوهات هوليوود المبنية على حرمان المخرج من السيطرة الكاملة على مشروعه. وقد اعتبرت فئة كبيرة من الفنانين، وأنا منهم، أنه من غير المعقول أن تخسر السينما مثل هذا الرجل الفذ لمجرد أن المنتجين الكبار لا يرغبون في تركه يتصرف كما يشاء، وبالتالي عثرنا على سيناريو "لوغان لاكي" المكتوب ببراعة فائقة من قبل المؤلفة ربيكا بلانت، وعرضناه على سودربرغ، مؤكدين له أنه إذا وافق على تحويله إلى فيلم لن يكون عليه الاهتمام بعنصر الإنتاج إطلاقاً، وسيتحتم عليه منحنا ثقته الكاملة من هذه الناحية والاهتمام بتنفيذ الفيلم حسب رؤيته ومزاجه من دون أي تدخل خارجي، أي مثلما يشاء. ودبرنا أنفسنا من أجل أن نجمع الإمكانات الضرورية لتنفيذ الفيلم وحصلنا على موافقة سودربرغ، وتحول النص المكتوب إلى حقيقة فوق الشاشة.
*وطلبتِ منه أن يسند إليك الدور النسائي الرئيسي فيه؟
صدّق أو لا تصدّق، هو الذي أتى إليّ بعرض تمثيل الشخصية النسائية الأولى في الفيلم.
*الفوز بجائزة الأوسكار ليس سهلاً في دنيا السينما، واستحقاقها أكثر من مرة لا يحدث إلا مرة كل عشر سنوات مثلاً، فما تفسيرك لما حدث لك؟
إنني امرأة محظوظة جداً جداً، وأعترف بذلك بكل تواضع وقناعة.
*هل تعتبرين الحظ بمثابة العنصر الوحيد الذي جلب لك الأوسكار مرتين؟
لا، فأنا ممثلة محترفة، وبالتالي لا بد أن أكون قد فعلت شيئاً سمح لي بلفت انتباه أصحاب القرار في لجنة التحكيم المسؤولة عن منح جائزة أفضل ممثلة في مسابقة الأوسكار، وهذا الشيء هو بلا شك إتقان الدور السينمائي الممنوح لي في هذه الحالة. أما الإتقان في حد ذاته فهو، في رأيي، خليط من العمل الشاق والحد الأدنى من الموهبة الطبيعية، لكنني أؤكد لك أن اللجنة لم تقرر اختياري لمجرد أنني غازلت أحد أفرادها، أو دعيتهم جميعاً لحضور حفلة ساهرة كبيرة على حسابي. وأضيف إلى كلامي هذا عنصر الحظ، خصوصاً في ما يتعلق بإمكانية العمل في أفلام ممتازة وبإدارة سينمائيين مرموقين.
*أنت تخلفين جودي فوستر في شرف استحقاق الأوسكار أكثر من مرة، فهل تعرفينها شخصياً؟
لا، على الرغم من أنني التقيتها هنا وهناك في أكثر من مناسبة، لكنني بطبيعة الحال أقدّرها وأحترمها كامرأة مسؤولة لها نشاطات اجتماعية وإنسانية، غير طاقتها الفنية الكبيرة وتوليها إدارة شركة إنتاج سينمائي منذ نحو عشرين سنة، ويشرفني أن أكون قد فزت مثلها بالأوسكار في مناسبتين.
*أنت تعتادين التنكر في أفلامك، فقد تحولت إلى رجل في فيلم "الصبيان لا يبكون"، ثم إلى ملاكمة محترفة في "مليون دولار بيبي"، فما رأيك في هذا الأمر الغريب؟
صحيح أن الأدوار السهلة ليست من نصيبي عادة، وربما لهذا السبب أفوز بالأوسكار في النهاية، ولا أعرف ما الذي يدفع أهل المهنة السينمائية الى التفكير بي كلما احتاجوا إلى امرأة تتنكّر في شكل رجل أو تمارس أحد نشاطات الرجال أساساً مثل الملاكمة وكذلك الكاراتيه في فيلم "فتى الكاراتيه المقبل"، مع أنني أشعر بكوني امرأة مائة في المائة، ولا أنكر أنوثتي أو أتصرف كالرجل في حياتي اليومية إطلاقاً.
*ربما تكوينك الجسماني الرياضي هو الذي يدفع أهل السينما إلى التفكير بك كلما أرادوا بطلة قادرة على تقمّص دور رجل إلى حد ما؟
إنني فعلاً رياضية، ولا أترك مناسبة تفوتني في هذا المجال، فأمارس السباحة والتزلج والقفز بالمظلة والألعاب الآسيوية وكافة الرياضات التي تمكن ممارستها فوق الماء وحتى تحته. لكنني لم أكن أجيد الملاكمة مثلاً قبل أن يمنحني كلينت إيستوود بطولة فيلمه "مليون دولار بيبي"، واضطررت إذاً إلى التدريب عليها، كما أنني اكتسبت ما لا يقل عن عشرة كيلوغرامات ذهبت كلها في العضلات حتى أبدو ملاكمة محترفة.
*يقال إنك فزت بدور البطولة في فيلم "الصبيان لا يبكون" عن طريق الكذب، فما صحة هذا الخبر؟
الذي حدث في شأن فيلم "الصبيان لا يبكون" هو أنني لم أصرح للمخرجة بعمري الحقيقي وادعيت أنني في الواحدة والعشرين بينما كنت قد تعديت سن الخامسة والعشرين، ذلك أن الدور تطلب فتاة عشرينية أصلاً، وعندما عرفت الشركة المنتجة الحقيقة عن طريق أوراقي الرسمية، لحظة توقيع العقد السينمائي، قلت للمسؤولة إنني تصرفت مثلما فعلته بطلة الفيلم في ظروف مماثلة، أي بالكذب، وأعتقد أنني نجحت في إثارة إعجابها، بما أنها لم تطردني في اللحظة ذاتها.