بعد أن تحوَّلت قصّة محمد علاء الجليل، الذي جعل من بيته في حلب محمية للقطط، إلى قصة بطولية يرويها الإعلام العربي والغربي، نشأت في سورية العديد من الجمعيات ودور الرعايا الخيرية.
وانطلقت العديد من المبادرات التي تهتم بحماية الحيوانات وإنقاذها من آثار الحرب المدمرة في سورية، ومنها مبادرة فريق STAR، والتي جاء اسمها من اختصار Syrian team for animal rescue، والتي تعني "الفريق السوري لإنقاذ الحيوانات". وهي مبادرة قام بها مجموعة من الشبان السوريين في منطقة صحنايا، في ريف دمشق، انطلقت في منتصف العام الماضي، وتهدف إلى إنقاذ الحيوانات التي تضررت من جراء الحرب في سورية.
وفي لقاء خاص لـ"العربي الجديد" مع مؤسسة فريق "ستار"، هنادي المحتسب، تحدثت عن الوضع القانوني لجمعية "ستار"، والصعوبات التي واجهتها لتطلق هذه المبادرة.
تقول هنادي: "إننا لانزال نحاول أن نؤسس الجمعية، ولم نتمكن حتى اليوم من الحصول على قرار الإشهار، فإنشاء جمعية خيرية في سورية، اليوم، يمر بعدة مراحل، ففي البداية علينا أن نحصل على موافقات من الأفرع الأمنية، بالإضافة إلى الموافقات الروتينية من وزارة الشؤون المحلية ووزارة البيئة والمحافظة وغيرها. ونحن اجتزنا 90% من هذه العملية الروتينية، وأعتقد أن الموعد الرسمي لإطلاق جمعية "ستار" اقترب. وبالنسبة لفريقنا حالياً، فهو فريق تطوعي مكون من 13 شخصا، وقمنا كأفراد باستئجار مزرعة في صحنايا، وجعلنا منها ملجأً للحيوانات".
وحول فكرة الجمعيَّة تكمل هنادي: "كنت في البداية أعمل بشكل فردي، وكنت أؤي الحيوانات المصابة في بيتي، والذي كان أشبه بمزرعة صغيرة، وعندما قامت الدولة بحملة للتخلص من الحيوانات الشاردة، خرجت إلى الشارع والتقطت الكلاب والقطط المصابة وحاولت معالجتها، ولم يتسع بيتي لها حينها، فوزعتها على مزارع لأشخاص أعرفهم. ولكن، ولأن الحيوانات المصابة كانت بحاجة إلى متابعة ورعاية، لم تكن تتحقّق في بعض الأحيان، قررت أن أستأجر مزرعة بنفسي، وجمعت فيها جميع الحيوانات المصابة. وعندها، تواصل معي العديد من الأشخاص الذين آووا الحيوانات المصابة في منازلهم، وتضافرت جهودنا سوياً، وجمعنا جميع الحيوانات في المزرعة التي استأجرتها، وأصبحنا نهتم بالحيوانات كفريق.
وحول الحاجة إلى تراخيص أمنية لإيواء الحيوانات، تشير هنادي: "لكي تستمر المزرعة بنشاطها، كان علينا أن نسعى إلى الحصول على جميع الموافقات والتراخيص، خصوصاً أن المنظمات والمتبرعين يطلبون منا عادةً أوراق الجمعية ورقم الترخيص، فنحن حتى اليوم، نعمل بدون وجود تمويل للفريق، والفريق يعتمد على جهودنا الفردية، وتبرُّعات الأصدقاء لا أكثر. ولهذه الأسباب سعينا إلى تسجيل الجمعية، لنستفيد من المنظمات العالمية، فالحيوانات الموجودة لدينا بحاجة إلى رعاية صحية وأخصائيين، ولكن عملية الحصول على الترخيص معقدة جداً، وكل شيء يتم هنا بشكل بطيء للغاية".
وحول وجود طبيب بيطري في الفريق، تختتم هنادي: "يوجد في فريقنا طبيب بيطري، ولكنه غير قادر على متابعة حالات جميع الحيوانات الموجودة لدينا، مما يضطرنا إلى التعامل في بعض الأحيان مع أطباء من خارج الفريق، وهؤلاء مأجورون طبعاً. فمزرعتنا اليوم أصبحت أشبه بمشفى، وتضم فقط الحيوانات المصابة، فلدينا كلاب وقطط قطعت أطرافها أو فقدت أعينها".