هناك شكل من أشكال الكوميديا المنتشرة في هوليوود خلال السنوات الأخيرة، مرتبط بالممثلين كبار السن. ربما كان المصدر الأساسي له، نجاح فيلمي The Bucket List عام 2007، ثم Last Vegas عام 2013، وكلاهما من مورغان فريمان، والذي ينضم أيضاً إلى فيلم ثالث من هذا النوع، يُعرَض حالياً في دور السينما، وهو Going in Style.
يشارك فريمان في البطولة مايكل كين وآلان آركين. ويقوم الممثّلون الثلاثة المحبوبون، والذين يملكون 4 تماثيل أوسكاريّة مُقسَّمة بينهما، بإنقاذ فيلمٍ يمتلكُ مشاكل كثيرة في السيناريو والإخراج.
يشارك فريمان في البطولة مايكل كين وآلان آركين. ويقوم الممثّلون الثلاثة المحبوبون، والذين يملكون 4 تماثيل أوسكاريّة مُقسَّمة بينهما، بإنقاذ فيلمٍ يمتلكُ مشاكل كثيرة في السيناريو والإخراج.
الفيلم مُقتبَس عن عملٍ آخر يحمل نفس الاسم عرض عام 1979، وتدور قصته حول ثلاثة رجال مسنّين يعانون بعد توقف المعاش الذي يعتمدون عليه لتسيير حياتهم بسبب خطأ من قبل البنك الذي يتعاملون معه. وبسبب عدم قدرتهم على العمل في وظائف جديدة في مثل هذا العمر، وكذلك غضبهم من الخطأ الذي حدث، يقررون سرقة البنك نفسه، للحصول على معاشهم وتأمين السنين المقبلة من حيواتهم. ومع كبر سنهم وصداقتهم وعدم خبرة أي منهم بالطبع بشأن "جريمة السرقة" تنشأ العديد من التداخلات والمواقف الكوميدية التي يعتمد عليها الفيلم.
ربما لو تعاملنا مع الأمور من ناحية منطقية فإن الفيلم يعاني تماماً في تتابعات أحداثه. إذ يحاول طويلاً التأسيس لمنطقية أن يكون سرقة بنك هو السبيل الوحيد للرجال الثلاثة من أجل العيش. وتعامله الجاد أكثر من اللازم مع الفكرة الهزلية من الأساس لم يكن موفقاً، وجعل من المحتمل مساءلة هذا المنطق الذي يسعى جاهداً من أجل تأسيسه، والذي يعتمد أحياناً على الصدف، وأحياناً على الحوارات الضعيفة، مع الكثير من عدم التماسك، خصوصاً وهو ينخرط طوال نصفه الأول في حكايات جانبية في محاولة لمنح الشخصيات عمقاً ما، وهو أمر لا يحدث بسبب تقليدية التفاصيل، كعلاقة حب بين اثنين من العجائز.
الأحداث متوقّعة بالنسبة لفيلم من هذا النوع، ويتمّ التعامل معها من السطح، ولأنها سطحيّة ومتوقّعة فهي تفتقد الصدق، وتبدو أحياناً مجرد فائض للفيلم، وتجعله يرتبك إيقاعياً تماماً، خصوصاً خلال نصفه الأول.
ولكن مع ذلك، فالنسخة الأحدث من Going in Style هي تجربة مشاهدة مسلية وممتعة. ساعة ونصف لن تندم عليها رغم كل العيوب. وذلك لسببين: الأول، (وهو الأقل أهمية) أن الفيلم يصبح أفضل بشكل واضح حين يركز على التحضير لعملية السرقة ثم السرقة نفسها، كوحدة المكان في النصف الثاني من الأحداث، والتي تمنح الفيلم الكثير من التماسك والإيقاع المفقود، إذ يكون هناك كوميديا مواقف ذكية وتلقائية، وخصوصاً حين يحاولون تعلم أشياء من قبيل استخدام السلاح أو وضع خطة للاقتحام، ويضاف إلى ذلك بعض التوتر المناسب لطبيعة الفيلم مع بدء السرقة.
أما السبب الثاني، والأهم، والذي يمنح الفيلم كل مميزاته، فهو وجود الثلاثي كين وفريمان وآركين، سواء بأدائهم الفردي أو الجماعي. كأنها مباراة خفيفة يشارك فيها ثلاثة لاعبين كبار، ويمررون الكرة لبعضهم بهدوء وإتقان. وتزداد الكيمياء الفريدة بين ثلاثتهم مع تقدم الفيلم، ليحولوا، بصحبة حضور عابر ومميز للممثل الكبير كريستوفر لويد الذي اشتهر بشخصية "دكتور براون" في ثلاثية "العودة إلى المستقبل"، فيلماً متواضعاً على مستوى الكتابة والصورة إلى عمل لطيف ومرح وقابل جداً للمشاهدة.
اقــرأ أيضاً
ربما لو تعاملنا مع الأمور من ناحية منطقية فإن الفيلم يعاني تماماً في تتابعات أحداثه. إذ يحاول طويلاً التأسيس لمنطقية أن يكون سرقة بنك هو السبيل الوحيد للرجال الثلاثة من أجل العيش. وتعامله الجاد أكثر من اللازم مع الفكرة الهزلية من الأساس لم يكن موفقاً، وجعل من المحتمل مساءلة هذا المنطق الذي يسعى جاهداً من أجل تأسيسه، والذي يعتمد أحياناً على الصدف، وأحياناً على الحوارات الضعيفة، مع الكثير من عدم التماسك، خصوصاً وهو ينخرط طوال نصفه الأول في حكايات جانبية في محاولة لمنح الشخصيات عمقاً ما، وهو أمر لا يحدث بسبب تقليدية التفاصيل، كعلاقة حب بين اثنين من العجائز.
الأحداث متوقّعة بالنسبة لفيلم من هذا النوع، ويتمّ التعامل معها من السطح، ولأنها سطحيّة ومتوقّعة فهي تفتقد الصدق، وتبدو أحياناً مجرد فائض للفيلم، وتجعله يرتبك إيقاعياً تماماً، خصوصاً خلال نصفه الأول.
ولكن مع ذلك، فالنسخة الأحدث من Going in Style هي تجربة مشاهدة مسلية وممتعة. ساعة ونصف لن تندم عليها رغم كل العيوب. وذلك لسببين: الأول، (وهو الأقل أهمية) أن الفيلم يصبح أفضل بشكل واضح حين يركز على التحضير لعملية السرقة ثم السرقة نفسها، كوحدة المكان في النصف الثاني من الأحداث، والتي تمنح الفيلم الكثير من التماسك والإيقاع المفقود، إذ يكون هناك كوميديا مواقف ذكية وتلقائية، وخصوصاً حين يحاولون تعلم أشياء من قبيل استخدام السلاح أو وضع خطة للاقتحام، ويضاف إلى ذلك بعض التوتر المناسب لطبيعة الفيلم مع بدء السرقة.
أما السبب الثاني، والأهم، والذي يمنح الفيلم كل مميزاته، فهو وجود الثلاثي كين وفريمان وآركين، سواء بأدائهم الفردي أو الجماعي. كأنها مباراة خفيفة يشارك فيها ثلاثة لاعبين كبار، ويمررون الكرة لبعضهم بهدوء وإتقان. وتزداد الكيمياء الفريدة بين ثلاثتهم مع تقدم الفيلم، ليحولوا، بصحبة حضور عابر ومميز للممثل الكبير كريستوفر لويد الذي اشتهر بشخصية "دكتور براون" في ثلاثية "العودة إلى المستقبل"، فيلماً متواضعاً على مستوى الكتابة والصورة إلى عمل لطيف ومرح وقابل جداً للمشاهدة.