قبل 12 عاماً كان مسلسل Prison Break من أنجح المسلسلات الأميركية وأكثرها شعبية حول العالم، وتصدر مع Lost قوائم الأكثر جماهيرية ومشاهدة في التلفزيون، حتى توقف مع الموسم الرابع والأخير عام 2009. ومع الحراك التلفزيوني الضخم الذي جرى في السنوات الأخيرة، وتزايد حجم الإنتاج وجودته إلى درجة منافسة السينما، قرر منتجو وصناع المسلسل إعادته من جديد عام 2017، في موسم خامس عرض منه 4 حلقات من أصل 9، جاءت في أغلبها باهتة، ونالت جماهيرية أقل بكثير مما كان عليه الحال سابقاً، وذلك لأسباب مختلفة نحاول استعراضها في هذا التقرير.
المزاج العام المتغير: وقت صدور Prison Break للمرة الأولى كان يقدم نوعاً مختلفاً من الإثارة التلفزيونية التي تدفع الجمهور للتغاضي عن بعض التفاصيل غير المنطقية أو المبالغة في بعض الشخصيات أو مسارات الخطط التي يتم وضعها طوال الوقت، حدث ذلك لأنه كان "جديداً" و"طازجاً" (مثل Lost أيضاً الذي ينطبق عليه نفس الأمر)، ولكن مع ارتفاع جودة كتابة المسلسلات في السنين الأخيرة، وظهور عدد من الكلاسيكيات التلفزيونية الحديثة (بدأت من Breaking Bad تحديداً واستمرت مع أعمال مثل Fargo أو True Detective وغيرها) أصبح الجمهور على وعي بأن "الإثارة" والأنفاس المشدودة لا تتعارض أبداً مع واقعية ومنطق الأحداث وتطور الشخصيات، وهو ما يجعل Prison Break الذي يدور في قالب حبكة ضيق جداً عن الهروب من السجن ومخططاته، أدنى من التطلعات.
عدد الحلقات والإيقاع: المتابع للتلفزيون الأميركي خلال السنوات العشر الأخيرة سيلاحظ تغيرا حقيقيا في شكل وإيقاع المسلسلات، ففي الوقت الذي كانت أنجح أعمال منتصف العقد الأول من الألفية تتكون في الغالب من 20 حلقة وأكثر (ونذكر منها أيضاً Dexter أو 24 وغيرهما)، فإن الثورة التي أحدثها Breaking Bad عام 2008 ثم Game of Thrones بداية من 2011 جعلت الإيقاع يتغير وحلقات المسلسلات تتراوح بين 10 و13 حلقة على الأكثر. Prison Break مسلسل تم تأسيسه بحلقات كثيرة، سمحت بتطور ونشأة شخصيات رئيسية وفرعية يتعاطف معها المشاهد، ومخططات وألاعيب يتم التفكير فيها وتنفيذها ببطء، ولكن مجاراة الوضع الحالي والاكتفاء بـ9 حلقات للموسم أجبر المسلسل على إيقاع مختلف، غير الذي تعود جمهوره القديم عليه، إيقاع أسرع وممتلئ بالتفاصيل، ولا يتم تقديم الشخصيات فيه بشكل جيد، مما أثر كثيراً على جودة الحلقات.
ازدحام الموسم الخامس: إلى جانب قلة عدد الحلقات قياساً بالمواسم الأربعة الأولى، فإن كتاب المسلسل أيضاً لم يساعدوا أنفسهم في حلقاته حتى الآن، فلديهم إصرار غريب على الاحتفاظ بكل الشخصيات الرئيسية القديمة –مثل لينكولن وسارة وتي باج عوضاً عن مايكل سكوفيلد نفسه- وفتح خطوط درامية بشأنها (كمحاولة لجذب محبي المسلسل الأصليين بعاملي النوستالجيا والفضول)، وفي نفس الوقت ضخ عدد آخر من الشخصيات الجديدة المساندة لتسيير الموسم الخامس، هذا الأمر وصل إلى درجة التخمة في الحلقات المعروضة، وأثر جداً على جودة الكتابة وعمق الشخصيات، وفي الوقت الذي كانت فيه شخصيات السجن مثلاً جزءاً أساسياً من مخطط الهروب في المواسم الأسبق، فإننا هنا لا نعرف عنهم سوى أسمائها، ولا تتكون لدينا مشاعر حب أو كراهية نحو أي منهم، بل ويظهر بعضهم بشكل كاريكاتيري تماماً مثل "أبو رمال" الشخصية الرئيسية في سجن اليمن المحبوس فيه مايكل سكوفيلد.
فجوات المنطق وضعف الحوار:
بسبب نهاية الموسم الرابع، التي وضعت مصيراً محسوماً ومُغلقاً لأغلب الشخصيات، وعلى رأسها البطل الرئيسي "مايكل سكوفيلد"، فإن الموسم الخامس كان عليه أن يُفتتح بمهمة صعبة وهي إعادة "سكوفيلد" حياً! ولكن بسبب ضغط الوقت وكثرة الخيوط الدرامية فإن تلك النقطة المحورية جداً تمر بشكل عابر ولاهث، والأمر نفسه ينطبق على تفاصيل أخرى في صلب الدراما لا تمنح الوقت الكافي فتظهر غير منطقية أو غير مطهوة جيداً.
اقــرأ أيضاً
المزاج العام المتغير: وقت صدور Prison Break للمرة الأولى كان يقدم نوعاً مختلفاً من الإثارة التلفزيونية التي تدفع الجمهور للتغاضي عن بعض التفاصيل غير المنطقية أو المبالغة في بعض الشخصيات أو مسارات الخطط التي يتم وضعها طوال الوقت، حدث ذلك لأنه كان "جديداً" و"طازجاً" (مثل Lost أيضاً الذي ينطبق عليه نفس الأمر)، ولكن مع ارتفاع جودة كتابة المسلسلات في السنين الأخيرة، وظهور عدد من الكلاسيكيات التلفزيونية الحديثة (بدأت من Breaking Bad تحديداً واستمرت مع أعمال مثل Fargo أو True Detective وغيرها) أصبح الجمهور على وعي بأن "الإثارة" والأنفاس المشدودة لا تتعارض أبداً مع واقعية ومنطق الأحداث وتطور الشخصيات، وهو ما يجعل Prison Break الذي يدور في قالب حبكة ضيق جداً عن الهروب من السجن ومخططاته، أدنى من التطلعات.
عدد الحلقات والإيقاع: المتابع للتلفزيون الأميركي خلال السنوات العشر الأخيرة سيلاحظ تغيرا حقيقيا في شكل وإيقاع المسلسلات، ففي الوقت الذي كانت أنجح أعمال منتصف العقد الأول من الألفية تتكون في الغالب من 20 حلقة وأكثر (ونذكر منها أيضاً Dexter أو 24 وغيرهما)، فإن الثورة التي أحدثها Breaking Bad عام 2008 ثم Game of Thrones بداية من 2011 جعلت الإيقاع يتغير وحلقات المسلسلات تتراوح بين 10 و13 حلقة على الأكثر. Prison Break مسلسل تم تأسيسه بحلقات كثيرة، سمحت بتطور ونشأة شخصيات رئيسية وفرعية يتعاطف معها المشاهد، ومخططات وألاعيب يتم التفكير فيها وتنفيذها ببطء، ولكن مجاراة الوضع الحالي والاكتفاء بـ9 حلقات للموسم أجبر المسلسل على إيقاع مختلف، غير الذي تعود جمهوره القديم عليه، إيقاع أسرع وممتلئ بالتفاصيل، ولا يتم تقديم الشخصيات فيه بشكل جيد، مما أثر كثيراً على جودة الحلقات.
ازدحام الموسم الخامس: إلى جانب قلة عدد الحلقات قياساً بالمواسم الأربعة الأولى، فإن كتاب المسلسل أيضاً لم يساعدوا أنفسهم في حلقاته حتى الآن، فلديهم إصرار غريب على الاحتفاظ بكل الشخصيات الرئيسية القديمة –مثل لينكولن وسارة وتي باج عوضاً عن مايكل سكوفيلد نفسه- وفتح خطوط درامية بشأنها (كمحاولة لجذب محبي المسلسل الأصليين بعاملي النوستالجيا والفضول)، وفي نفس الوقت ضخ عدد آخر من الشخصيات الجديدة المساندة لتسيير الموسم الخامس، هذا الأمر وصل إلى درجة التخمة في الحلقات المعروضة، وأثر جداً على جودة الكتابة وعمق الشخصيات، وفي الوقت الذي كانت فيه شخصيات السجن مثلاً جزءاً أساسياً من مخطط الهروب في المواسم الأسبق، فإننا هنا لا نعرف عنهم سوى أسمائها، ولا تتكون لدينا مشاعر حب أو كراهية نحو أي منهم، بل ويظهر بعضهم بشكل كاريكاتيري تماماً مثل "أبو رمال" الشخصية الرئيسية في سجن اليمن المحبوس فيه مايكل سكوفيلد.
فجوات المنطق وضعف الحوار:
بسبب نهاية الموسم الرابع، التي وضعت مصيراً محسوماً ومُغلقاً لأغلب الشخصيات، وعلى رأسها البطل الرئيسي "مايكل سكوفيلد"، فإن الموسم الخامس كان عليه أن يُفتتح بمهمة صعبة وهي إعادة "سكوفيلد" حياً! ولكن بسبب ضغط الوقت وكثرة الخيوط الدرامية فإن تلك النقطة المحورية جداً تمر بشكل عابر ولاهث، والأمر نفسه ينطبق على تفاصيل أخرى في صلب الدراما لا تمنح الوقت الكافي فتظهر غير منطقية أو غير مطهوة جيداً.