توفي، صباح أمس، الفنان القدير مظهر أبو النجا عن عمر يناهز 76 عاماً، بعد صراع مع المرض. إذ كان يرقدُ منذُ فترةٍ في غرفة العناية المشددة في أحد المستشفيات، بعدما وصل الفشل الكلوي الذي كان يعاني منه منذ سنوات إلى حالة مُتطوِّرةٍ للغاية، فشِلَ الأطبَّاءُ في علاجها. كما أنَّ الغسيل الكلوي الذي كان يخضعُ له مرَّتين في الأسبوع، أسهمَ في تدهور صحّته بشكل كبيرٍ.
لم يسعف الفنانَ أبو النجا الحظ في أن يتقلد أيا من البطولات المطلقة على الرغم من كونه واحداً من أهم الكوميديانات في حقبة السبعينيات والثمانينيات، واشتهر أبو النجا بخفة ظل كبيرة، وظلت جملته الشهيرة "يا حلاوة" تتردد على ألسنة الكثيرين من كافة الأجيال، وليس جيله فقط. وضع المخرجون والمنتجون أبو النجا في إطار محدود رغم موهبته اللامحدودة، فلم يظهر مثلاً في أدوار أرستقراطية طيلة مشواره، بل كانت أدواره تنحصر في الرجل الفلاح والصعيدي.
ظلت موهبة أبو النجا مدفونة لم يكتشفها سوى هو بنفسه. ولكن عدم وجود علاقات لأسرته البسيطة منعه من أن يصبح واحدًا من الفنانين، حتى التحق بالعمل كموظف عادي في إحدى شركات النسيج. لكن لم يستمر بها سوى أشهر قليلة، فلم يجد نفسه موظفاً يجلس على مكتب، وظلّ مكتئباً حتى شاهد أحد الإعلانات في الصحف عن طلب مواهب للتمثيل، فكان العمل الأول له مع المخرج حسن عبد السلام، الذي اكتشف موهبته وقدمه على خشبة المسرح من خلال مسرحية "سيدتي الجميلة"، وبعدها توالت أدواره.
وعن العمل معه، قال الفنان فاروق الفيشاوي، الذي شاركه في مسلسل "راس الغول" في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "إن كواليس العمل معه كانت ممتعه للغاية، وكان يحرص على حضور كل الأيام حتى التي ليس له مشاهد فيها، وذلك حباً في المهنة". وأوضح بأنه فنان كوميدي ثقيل. ورفض الفيشاوي ما يقال عن أبو النجا بأنّه كان قليل الحظ مقارنة بنجوم الكوميديا الآخرين، مُوضِّحاً أنّ أبو النجا كان فناناً معروفاً، وله اسمهُ، ولا يوجد شخص لا يعرفه، لكن الفن تحديداً به الكثير من الحظ. ولكن موهبة أبو النجا كانت كبيرة، ويكفي أنَّ الجمهور يتذكّر شخصياته، وكان يناديه باسم الشخصية في الشارع، وأشار الفيشاوي إلى أنه شاهد ذلك بنفسه.
أما الفنانة، لبلبة، والتي شاركت أبو النجا في آخر أعماله من خلال مسلسل "مأمون وشركاه" الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، فقالت في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إنه كان يُضحك كل فريق العمل، وعلى رأسنا عادل إمام، فهل تتخيّلون أنّه يضحك الزعيم صاحب أكبر المدارس الكوميدية في مصر. وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل أنه كان أسطورة كوميدية. وأشارت لبلبة إلى أنّ تقلد البطولة المطلقة ليس دليلاً على النجاح، "فكم من أنصاف ممثلين وعديمي الموهبة تقلدوا البطولة، ولكن أين تأثيرهم وماذا قدموا بالتأكيد النتيجة لا شيء والحصيلة صفر".
وكان سيُعرض لمظهر أبو النجا في شهر رمضان القادم مسلسل "الضاهر" الذي كان يقوم بتصويره على فترات، نظرا ًلأن حالته الصحية لم تكن تسمح بتكثيف التصوير، بالإضافة إلى قلة مساحة دوره، فصور عددا من مشاهده، ولا نعلم مصير المشاهد التي لم يصورها.
هذا، ومن المُقرَّر أنْ تقام مراسم العزاء، يوم الخميس القادم، مثلما أكد نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف ذكي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، مُوضّحاً أنَّه تم التنسيق مع نجله وأسرته على أن يكون يوم الخميس هو موعد تلقّي العزاء.