"كفر دلهاب" ليوسف الشريف... محاكاة ضعيفة للرعب الهوليوودي
خلال السنوات الماضية، وضع يوسف الشريف نفسه في مقدمة نجوم الدراما الرمضانية، بنجاحات متتالية، وفي كل مسلسل جديد يحاول الشريف أن يعتمد على عنصري الإبهار والمفاجأة، وأن يشعر المتفرج بأن ما يشاهده الآن جديد ومختلف و"الأول من نوعه"، وهذا تحديداً ما تم التعريف به لمسلسل "كفر دلهاب" منذ بدء حملته الدعائية قبل عدة أشهر، مسبوقاً بجملة أنه "أول مسلسل رعب مصري"، فهل استفاد العمل حقاً من ذلك؟
يبدأ المسلسل بوصول الطبيب "سعد" (يوسف الشريف) إلى كفر دلهاب، ذلك المكان المجرد من تحديد الزمان والمكان، وإن بدا في إضاءته وديكوره وملابس شخصياته قديماً، وليس في العصر الحالي. سريعاً يبدأ الطبيب في مزاولة عمله، تكون حالته الأولى هي "هند"، ابنة "بهاء الدين" أحد كبار التجار، والتي تعاني من مرض غامض يؤدي لبعض التصرفات والظواهر المرعبة، ويزداد الغموض عند ذهاب "سعد" لمعالجة طفلة صغيرة تقوم أيضاً بتصرفات غير عادية، وهناك تخبره الطفلة أن "الجميع سيموتون". ومع الوقت يبدأ الطبيب في إدراك أن شيئاً ما يجري في ذلك الكفر، خصوصاً عند معرفته بمقتل فتاة تدعى "ريحانة" وتواطؤ الجميع عليها، وأسطورة الشيطان "دلهاب" الذي يعيش في البحيرة المحيطة بالكفر ويربط الناس بينه وبين اختفاء بعض الأشخاص.
أكبر مشكلة يعاني منها هذا المسلسل، هو تأثره الكامل في كل التفاصيل بإرث الأفلام التجارية الهوليوودية، للدرجة التي تصبح من خلالها أغلب تفاصيل الحبكة والجوانب التقنية هي محاكاة ضعيفة لأفلام أميركية شهيرة، وهو الأمر الذي يهدر طاقات صناع العمل في "التقليد" بدلاً من ابتكار شيء مختلف فعلاً. "كفر دلهاب" يحمل ذلك العيب الضخم في كل جوانبه، بداية من الحبكة، التي لا يمكن مراوغة الفيلم الشهير Sleepy Hollow أثناء مشاهدتها، والذي صدر عام 1999 وتمت إعادة إنتاجه في مسلسل مؤلف من أربعة مواسم حتى الآن بدأ عام 2013، حيث في العملين هناك شخصية غريب عن المكان (محقق هناك وطبيب هنا) يحضر ويتعامل مع ظواهر غير مفهومة (تحقيق في جريمة قتل وشخصيات غريبة في الحالتين)
إلى جانب ذلك، وفي النقطة الأساسية التي يصف صناع المسلسل عملهم بها، وهي أنه "أول عمل رعب مصري"، تبرز أيضاً مشكلة الإرث الهوليوودي الثقيل، كل التفاصيل والمشاهد التي يفترض فيها إثارة الرعب منقولة عن عشرات أفلام الرعب الهوليوودية التي أصبحت في ذاتها مادة سخرية وهجاء في أميركا! مشاهد من قبيل أن يتم سحب أحد الأشخاص فجأة وغلق الباب، أو تنظر امرأة في مرآة وعندما تلتفت تجد فجأة شخصاً آخر وراءها، ومثل افتتاحية الحلقة الرابعة للفتاة الصغيرة التي تتحدث بصوت رجل وتقوم بتصرفات شيطانية، في تتابع منقول بالنص تقريباً من فيلم The Exorcist (صائد الأرواح) الشهير الذي أنتج عام 1973!
وبالرغم من المحاولات التقنية على مستوى المؤثرات والموسيقى والديكور لصنع شيء مختلف، إلا أن هناك فقراً واضحاً في الكثير من الأحيان، تحديداً في استخدام مؤثرات الـCGI ببعض المشاهد، لإضافة تفاصيل على الديكور أو حركات الممثلين، ولكن الأمر يظهر واضحاً جداً لدرجة كرتونية، ولن تمر تلك الأمور إلا من خلال بوابة أنه "مسلسل مصري" ويجب أن نغض الطرف عن ذلك، فإذا لم يكن هذا المسلسل يقدم لك شيئاً أصيلاً ويعتمد بالكامل على محاكاة وتقليد أعمال أخرى.. فلماذا المصالحة مع أن يكون حتى التقليد بجودة منخفضة وأحياناً رديئة؟ حتى يوسف الشريف نفسه يقدم أداء لا يتناسب مع شكل المكان والزمان، كأنه طبيب أتى بآلة الزمن من 2017، ويتحدث بلغة وأداء اللحظة الحالية في عصر أسبق. كل هذا يجعل النتيجة النهائية ضعيفة للغاية، وما قد يتغير هو أن يفاجئنا السيناريو ببعض العناصر والتفاصيل الأصيلة في كشف جريمة القتل أو الجني "دلهاب" وغيرها، ولكن على الأغلب ستستمر المحاكاة من أعمال أخرى حتى نصل للحلقة الأخيرة.
يبدأ المسلسل بوصول الطبيب "سعد" (يوسف الشريف) إلى كفر دلهاب، ذلك المكان المجرد من تحديد الزمان والمكان، وإن بدا في إضاءته وديكوره وملابس شخصياته قديماً، وليس في العصر الحالي. سريعاً يبدأ الطبيب في مزاولة عمله، تكون حالته الأولى هي "هند"، ابنة "بهاء الدين" أحد كبار التجار، والتي تعاني من مرض غامض يؤدي لبعض التصرفات والظواهر المرعبة، ويزداد الغموض عند ذهاب "سعد" لمعالجة طفلة صغيرة تقوم أيضاً بتصرفات غير عادية، وهناك تخبره الطفلة أن "الجميع سيموتون". ومع الوقت يبدأ الطبيب في إدراك أن شيئاً ما يجري في ذلك الكفر، خصوصاً عند معرفته بمقتل فتاة تدعى "ريحانة" وتواطؤ الجميع عليها، وأسطورة الشيطان "دلهاب" الذي يعيش في البحيرة المحيطة بالكفر ويربط الناس بينه وبين اختفاء بعض الأشخاص.
أكبر مشكلة يعاني منها هذا المسلسل، هو تأثره الكامل في كل التفاصيل بإرث الأفلام التجارية الهوليوودية، للدرجة التي تصبح من خلالها أغلب تفاصيل الحبكة والجوانب التقنية هي محاكاة ضعيفة لأفلام أميركية شهيرة، وهو الأمر الذي يهدر طاقات صناع العمل في "التقليد" بدلاً من ابتكار شيء مختلف فعلاً. "كفر دلهاب" يحمل ذلك العيب الضخم في كل جوانبه، بداية من الحبكة، التي لا يمكن مراوغة الفيلم الشهير Sleepy Hollow أثناء مشاهدتها، والذي صدر عام 1999 وتمت إعادة إنتاجه في مسلسل مؤلف من أربعة مواسم حتى الآن بدأ عام 2013، حيث في العملين هناك شخصية غريب عن المكان (محقق هناك وطبيب هنا) يحضر ويتعامل مع ظواهر غير مفهومة (تحقيق في جريمة قتل وشخصيات غريبة في الحالتين)
إلى جانب ذلك، وفي النقطة الأساسية التي يصف صناع المسلسل عملهم بها، وهي أنه "أول عمل رعب مصري"، تبرز أيضاً مشكلة الإرث الهوليوودي الثقيل، كل التفاصيل والمشاهد التي يفترض فيها إثارة الرعب منقولة عن عشرات أفلام الرعب الهوليوودية التي أصبحت في ذاتها مادة سخرية وهجاء في أميركا! مشاهد من قبيل أن يتم سحب أحد الأشخاص فجأة وغلق الباب، أو تنظر امرأة في مرآة وعندما تلتفت تجد فجأة شخصاً آخر وراءها، ومثل افتتاحية الحلقة الرابعة للفتاة الصغيرة التي تتحدث بصوت رجل وتقوم بتصرفات شيطانية، في تتابع منقول بالنص تقريباً من فيلم The Exorcist (صائد الأرواح) الشهير الذي أنتج عام 1973!
وبالرغم من المحاولات التقنية على مستوى المؤثرات والموسيقى والديكور لصنع شيء مختلف، إلا أن هناك فقراً واضحاً في الكثير من الأحيان، تحديداً في استخدام مؤثرات الـCGI ببعض المشاهد، لإضافة تفاصيل على الديكور أو حركات الممثلين، ولكن الأمر يظهر واضحاً جداً لدرجة كرتونية، ولن تمر تلك الأمور إلا من خلال بوابة أنه "مسلسل مصري" ويجب أن نغض الطرف عن ذلك، فإذا لم يكن هذا المسلسل يقدم لك شيئاً أصيلاً ويعتمد بالكامل على محاكاة وتقليد أعمال أخرى.. فلماذا المصالحة مع أن يكون حتى التقليد بجودة منخفضة وأحياناً رديئة؟ حتى يوسف الشريف نفسه يقدم أداء لا يتناسب مع شكل المكان والزمان، كأنه طبيب أتى بآلة الزمن من 2017، ويتحدث بلغة وأداء اللحظة الحالية في عصر أسبق. كل هذا يجعل النتيجة النهائية ضعيفة للغاية، وما قد يتغير هو أن يفاجئنا السيناريو ببعض العناصر والتفاصيل الأصيلة في كشف جريمة القتل أو الجني "دلهاب" وغيرها، ولكن على الأغلب ستستمر المحاكاة من أعمال أخرى حتى نصل للحلقة الأخيرة.
المساهمون
المزيد في منوعات