تخت جمشيد أو بيرسيبوليس، هما اسمان لمدينة بارسا القديمة، التي تقع على بعد سبعين ميلاً شمال شرق شيراز في إيران الحالية. وبارسا تعني "مدينة الفرس". وقد بدأ البناء في الموقع في 518 قبل الميلاد تحت حكم الملك داريوس الكبير (حكم في الفترة من 522 وحتى 486 قبل الميلاد).
جعل داريوس بارسا العاصمة الجديدة للإمبراطورية الفارسية، بدلاً من باسارغاداي، العاصمة القديمة ومكان دفن الملك سايروس الكبير. لكن بسبب موقعها البعيد في الجبال، كان السفر إلى بارسا شبه مستحيل خلال موسم الأمطار من فصل الشتاء الفارسي، عندما تتحول الطرقات إلى طين موحل، لذلك كانت المدينة تستخدم أساساً في فصلي الربيع والصيف.
وقد بنيت مدينة بيرسيبوليس العظيمة على مدرجات أو شرفات مرتفعة أعلى من نهر بولوار، لتنتهي بشرفة واسعة مساحتها أكثر من 125000 قدم مربعة، مقطوعة جزئياً من جبل الرحمة. لإنشاء تلك الشرفة رُدمت المنخفضات الكبيرة بالتربة والصخور الثقيلة التي تم تثبيتها جنباً إلى جنب بقطع معدنية. وعلى هذا الردم، جرى بناء القصر الأول في بيرسيبوليس.
في حوالى عام 515 قبل الميلاد، بدأ بناء سلالم واسعة تصل إلى أبواب القصر. وكان هذا المدخل الكبير المزدوج للقصر، المعروف باسم "درج بيرسيبوليتان"، تحفة فنية لا نظير لها، وعلى الجانب الغربي للمبنى أقيمت السلالم الواسعة جداً، حتى إن أفراد العائلة الملكية الفارسية والنبلاء كان يمكنهم الصعود أو نزول الدرج على الخيول، وبالتالي لا حاجة إلى لمس الأرض بأقدامهم. ويؤدي الجزء العلوي من الدرج إلى ساحة صغيرة في الجانب الشمالي الشرقي من الشرفة، في مقابل بوابة جميع الأمم.
القصر الكبير، الذي بناه الملك الشهير، زركسيس الأول، الذي خطط ونفذ غزو اليونان في عام 480، ومنه استلهمت قصته الأسطورية في سلسلة أفلام شهيرة، يتألف من قاعة طولها 80 قدماً، ولها أربعة أعمدة كبيرة، ومدخلها في الجدار الغربي. في هذا المكان كانت تقدم الأمم الخاضعة للملك تحية الولاء، وكان هناك بابان، أحدهما إلى الجنوب يفتح إلى ساحة أبادانا، ويفتح الآخر على طريق متعرج إلى الشرق.
وتشير المفصّلات المحورية، الموجودة على الزوايا الداخلية لجميع الأبواب، إلى أنها كانت عبارة عن أبواب ذات ضلفتين، ربما مصنوعة من الخشب ومغطاة بألواح من المعدن المزخرف. وقبالة ساحة أبادانا، بالقرب من بوابة جميع الأمم، كانت قاعة داريوس العظيم، حيث يستقبل فيها كبار الشخصيات والضيوف، والتي كانت بكل المقاييس مكاناً رائع الجمال ومذهلاً، ولا يزال ثلاثة عشر ركنا من أركان القاعة قائماً حتى اليوم، ولا يزال مثيراً للإعجاب جداً.
اعتمدت مواد البناء الرئيسية المستخدمة في بيرسيبوليس على الحجر الجيري، بعد أن تم صقل الصخور الطبيعية ومُلئت المنخفضات، وحفرت الأنفاق للصرف الصحي تحت الأرض من خلال الصخور. وقد تم حفر صهريج كبير مرتفع على الجانب الشرقي من الجبل لتخزين مياه الأمطار للشرب والاستحمام.
كان تخطيط المدرجات وتوزيعها حول جدران القصر قد مكن الفرس من الدفاع بسهولة عن المدينة وقصورها، وسجل المؤرخ القديم، ديودوروس سيكولوس، أن بيرسيبوليس كانت لديها ثلاثة أسوار ذات متاريس، مع أبراج مُحصَّنة عليها، ودائماً مأهولة. كان الجدار الأول أطول من سبع أقدام، والثاني أربع عشرة قدماً، والجدار الثالث هو المحيط بجميع الجوانب الأربعة، وكان ارتفاعه ثلاثين قدماً. مع كل هذه التحصينات القوية كان انتصار الإسكندر الأكبر مثيراً للإعجاب حين تمكَّن من الإطاحة بهذه المدينة.
دمرت النيران بيرسيبوليس، ولم يتبق منها سوى الأعمدة والدرجات والمداخل، من القصر الكبير العامر، كما دمرت الأعمال واللوحات الدينية الرائعة المصنوعة من جلود البقر والمكتوب والمنقوش عليها بالذهب. قصر زركسيس الذي اكتسح اليونان وارتكب أعمالا وحشية بحق أهلها، تلقى الضربة الأشد من الدمار، وسحقت المدينة وخربت واندثرت مع مرور الوقت، حتى عام 1618م، حين تم تحديد الموقع والتعرف عليه، وفي عام 1931 بدأت الحفريات التي كشفت عن المجد الذي كانت عليه ذات مرة مدينة بيرسيبوليس.
اقــرأ أيضاً
جعل داريوس بارسا العاصمة الجديدة للإمبراطورية الفارسية، بدلاً من باسارغاداي، العاصمة القديمة ومكان دفن الملك سايروس الكبير. لكن بسبب موقعها البعيد في الجبال، كان السفر إلى بارسا شبه مستحيل خلال موسم الأمطار من فصل الشتاء الفارسي، عندما تتحول الطرقات إلى طين موحل، لذلك كانت المدينة تستخدم أساساً في فصلي الربيع والصيف.
وقد بنيت مدينة بيرسيبوليس العظيمة على مدرجات أو شرفات مرتفعة أعلى من نهر بولوار، لتنتهي بشرفة واسعة مساحتها أكثر من 125000 قدم مربعة، مقطوعة جزئياً من جبل الرحمة. لإنشاء تلك الشرفة رُدمت المنخفضات الكبيرة بالتربة والصخور الثقيلة التي تم تثبيتها جنباً إلى جنب بقطع معدنية. وعلى هذا الردم، جرى بناء القصر الأول في بيرسيبوليس.
في حوالى عام 515 قبل الميلاد، بدأ بناء سلالم واسعة تصل إلى أبواب القصر. وكان هذا المدخل الكبير المزدوج للقصر، المعروف باسم "درج بيرسيبوليتان"، تحفة فنية لا نظير لها، وعلى الجانب الغربي للمبنى أقيمت السلالم الواسعة جداً، حتى إن أفراد العائلة الملكية الفارسية والنبلاء كان يمكنهم الصعود أو نزول الدرج على الخيول، وبالتالي لا حاجة إلى لمس الأرض بأقدامهم. ويؤدي الجزء العلوي من الدرج إلى ساحة صغيرة في الجانب الشمالي الشرقي من الشرفة، في مقابل بوابة جميع الأمم.
القصر الكبير، الذي بناه الملك الشهير، زركسيس الأول، الذي خطط ونفذ غزو اليونان في عام 480، ومنه استلهمت قصته الأسطورية في سلسلة أفلام شهيرة، يتألف من قاعة طولها 80 قدماً، ولها أربعة أعمدة كبيرة، ومدخلها في الجدار الغربي. في هذا المكان كانت تقدم الأمم الخاضعة للملك تحية الولاء، وكان هناك بابان، أحدهما إلى الجنوب يفتح إلى ساحة أبادانا، ويفتح الآخر على طريق متعرج إلى الشرق.
وتشير المفصّلات المحورية، الموجودة على الزوايا الداخلية لجميع الأبواب، إلى أنها كانت عبارة عن أبواب ذات ضلفتين، ربما مصنوعة من الخشب ومغطاة بألواح من المعدن المزخرف. وقبالة ساحة أبادانا، بالقرب من بوابة جميع الأمم، كانت قاعة داريوس العظيم، حيث يستقبل فيها كبار الشخصيات والضيوف، والتي كانت بكل المقاييس مكاناً رائع الجمال ومذهلاً، ولا يزال ثلاثة عشر ركنا من أركان القاعة قائماً حتى اليوم، ولا يزال مثيراً للإعجاب جداً.
اعتمدت مواد البناء الرئيسية المستخدمة في بيرسيبوليس على الحجر الجيري، بعد أن تم صقل الصخور الطبيعية ومُلئت المنخفضات، وحفرت الأنفاق للصرف الصحي تحت الأرض من خلال الصخور. وقد تم حفر صهريج كبير مرتفع على الجانب الشرقي من الجبل لتخزين مياه الأمطار للشرب والاستحمام.
كان تخطيط المدرجات وتوزيعها حول جدران القصر قد مكن الفرس من الدفاع بسهولة عن المدينة وقصورها، وسجل المؤرخ القديم، ديودوروس سيكولوس، أن بيرسيبوليس كانت لديها ثلاثة أسوار ذات متاريس، مع أبراج مُحصَّنة عليها، ودائماً مأهولة. كان الجدار الأول أطول من سبع أقدام، والثاني أربع عشرة قدماً، والجدار الثالث هو المحيط بجميع الجوانب الأربعة، وكان ارتفاعه ثلاثين قدماً. مع كل هذه التحصينات القوية كان انتصار الإسكندر الأكبر مثيراً للإعجاب حين تمكَّن من الإطاحة بهذه المدينة.
دمرت النيران بيرسيبوليس، ولم يتبق منها سوى الأعمدة والدرجات والمداخل، من القصر الكبير العامر، كما دمرت الأعمال واللوحات الدينية الرائعة المصنوعة من جلود البقر والمكتوب والمنقوش عليها بالذهب. قصر زركسيس الذي اكتسح اليونان وارتكب أعمالا وحشية بحق أهلها، تلقى الضربة الأشد من الدمار، وسحقت المدينة وخربت واندثرت مع مرور الوقت، حتى عام 1618م، حين تم تحديد الموقع والتعرف عليه، وفي عام 1931 بدأت الحفريات التي كشفت عن المجد الذي كانت عليه ذات مرة مدينة بيرسيبوليس.