اليوم، يحاول النظام السوري أن يفرض سياسة جديدة على مؤسّساته الإعلامية، لتبدو أكثر "انفتاحاً وديمقراطية". فعمد الإعلام السوري التابع للنظام على إدراج برامج جديدة تندرج ضمن سياسة انتقاد الذات، ليبدو متوازناً ويحمل في جعبته الأخطاء، بعيداً عن مفهوم الولاء المطلق الذي تطبع به إعلام النظام عبر تاريخه. إلا أن هذا التغير المفاجئ لا يبدو مقنعاً إلا من خلال شخصيات محبوبة ولها قاعدة شعبية واسعة.
على هذا النهج، كانت قناة "سما" الفضائية، التابعة للنظام السوري، المبادرة الأولى في هذه الخطوة، حيث استعانت بأكثر نجوم الـ"سوشيال ميديا" متابعة، وهو محمود الحمش، الذي اعتاد انتقاد ممارسات النظام داخل العاصمة دمشق بطريقة ساخرة، من خلال فيديوهات السيلفي التي يقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
بأسلوبه الساخر، قدم الحمش أولى حلقات برنامجه الجديد على قناة "سما"، والذي حمل اسم "شو الكتالوك"، وهو اسم مستوحى من متلازمة معتادة يقوم الحمش بترديدها بشكل دائم منذ ظهوره الأول على مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن جمهور الحمش على "سوشيال ميديا" تخلى عنه بعد ظهوره تلفزيونياً على قناة "سما". فمنذ الوهلة الأولى للبرنامج تبين أن ما يقدمه الحمش افتقد للبساطة التي اشتهر بها، والتي جعلته متابعاً من مختلف شرائح السوريين . فابتعاد الحمش عن كاميرا السيلفي، ترافق مع اختفاء خفة دم الحمش واصطناعه، ليبدو برنامجه كأي برنامج كوميدي ساخر دون أي تميز، مما جعل الجمهور ينتقده بشكل غير متوقع.
إضافةً إلى ذلك، فإن جمهور قناة "سما" المستهدف، والذين هم بالغالب من مؤيدي النظام السوري، لم يتقبلوا فكرة انتقاد الحمش لجلسة أعضاء مجلس الشعب، التي عقدت بداعي منع تفييم السيارات، ولم يتقبلوا انتقاده مظاهر التشبيح. فالحلقة الأولى حملت عنوان "شبيحتك يا وطن"، مما تسبب بحملة شرسة شنها مؤيدو النظام على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الحمش، مترافقة مع هاشتاغ #أوقفوا_حمش_سما. وترافقت الحملة مع دعوات لوزارة الإعلام السورية بتوقيف برنامج الحمش، وإحالته إلى التحقيق، بحجة زرع الطائفية واستخدام الحمش للهجة العلوية لزرع الفتنة، على الرغم من أن استخدام الحمش للهجة العلوية كان مقتصراً على جملة واحدة، وليست غريبة عن شاشات التلفزة، فهذه اللهجة استخدمت مراراً في الدراما السورية للإشارة لعناصر المخابرات.
ولم تقتصر الحملة على شتم الحمش وإدارة قناة "سما"، بل إن بعض الشخصيات السورية بدأت بتهديد الحمش بعد عرض الحلقة، فقام حيدر سليمان، ابن السفير السوري السابق بهجت سليمان، بتهديد الحمش من خلال صفحته الرسمية على "فيسبوك" حيث نشر: "إهانته لن تمر مرور الكرام وهناك من سيحاسبه شر حساب عليها".
وأما الممثل السوري، بشار إسماعيل، فرد على الحمش وقناة "سما" من خلال فيديو نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك، استهزأ فيه من إدارة القناة ومن شكل الحمش وبدانته بأسلوب استفزازي، وأعطى بعض الحكم والدروس حول صناعة الفتنة والطائفية، بين أهل العاصمة دمشق وأهل الساحل السوري.
الضغط الهائل على مواقع التواصل الاجتماعي أجبر مدير قناة "سما"، حسام حسن، ليتأسف عن الكلمات التي أثارت غضب أهل الساحل السوري، ووعد بالتدقيق بالنص والحوار المستخدم في الحلقات المقبلة، لكي لا تكرر الأخطاء! في محاولة منه لإقناع الجمهور المستهدف لإعادة الثقة بقناته، إذ نشر: "قناة سما آخر من يمكن أن تفكر بالإساءة، لهذا المكون الغالي الذي قدم مع باقي مكونات الشعب السوري العديد من التضحيات لبلدنا الحبيب". وهذا يدل على أن الشارع السوري التابع للنظام بات مشبعاً بالطائفية، ويتجاوز إعلام النظام بخطوطه الحمراء، التي حده بها النظام قبل أعوام. وإنَّ عملية انتقاد النظام، حتّى ضمن قنواته، هو شيء صعب وأشبه بالمستحيل.
اقــرأ أيضاً
على هذا النهج، كانت قناة "سما" الفضائية، التابعة للنظام السوري، المبادرة الأولى في هذه الخطوة، حيث استعانت بأكثر نجوم الـ"سوشيال ميديا" متابعة، وهو محمود الحمش، الذي اعتاد انتقاد ممارسات النظام داخل العاصمة دمشق بطريقة ساخرة، من خلال فيديوهات السيلفي التي يقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
بأسلوبه الساخر، قدم الحمش أولى حلقات برنامجه الجديد على قناة "سما"، والذي حمل اسم "شو الكتالوك"، وهو اسم مستوحى من متلازمة معتادة يقوم الحمش بترديدها بشكل دائم منذ ظهوره الأول على مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن جمهور الحمش على "سوشيال ميديا" تخلى عنه بعد ظهوره تلفزيونياً على قناة "سما". فمنذ الوهلة الأولى للبرنامج تبين أن ما يقدمه الحمش افتقد للبساطة التي اشتهر بها، والتي جعلته متابعاً من مختلف شرائح السوريين . فابتعاد الحمش عن كاميرا السيلفي، ترافق مع اختفاء خفة دم الحمش واصطناعه، ليبدو برنامجه كأي برنامج كوميدي ساخر دون أي تميز، مما جعل الجمهور ينتقده بشكل غير متوقع.
إضافةً إلى ذلك، فإن جمهور قناة "سما" المستهدف، والذين هم بالغالب من مؤيدي النظام السوري، لم يتقبلوا فكرة انتقاد الحمش لجلسة أعضاء مجلس الشعب، التي عقدت بداعي منع تفييم السيارات، ولم يتقبلوا انتقاده مظاهر التشبيح. فالحلقة الأولى حملت عنوان "شبيحتك يا وطن"، مما تسبب بحملة شرسة شنها مؤيدو النظام على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الحمش، مترافقة مع هاشتاغ #أوقفوا_حمش_سما. وترافقت الحملة مع دعوات لوزارة الإعلام السورية بتوقيف برنامج الحمش، وإحالته إلى التحقيق، بحجة زرع الطائفية واستخدام الحمش للهجة العلوية لزرع الفتنة، على الرغم من أن استخدام الحمش للهجة العلوية كان مقتصراً على جملة واحدة، وليست غريبة عن شاشات التلفزة، فهذه اللهجة استخدمت مراراً في الدراما السورية للإشارة لعناصر المخابرات.
ولم تقتصر الحملة على شتم الحمش وإدارة قناة "سما"، بل إن بعض الشخصيات السورية بدأت بتهديد الحمش بعد عرض الحلقة، فقام حيدر سليمان، ابن السفير السوري السابق بهجت سليمان، بتهديد الحمش من خلال صفحته الرسمية على "فيسبوك" حيث نشر: "إهانته لن تمر مرور الكرام وهناك من سيحاسبه شر حساب عليها".
وأما الممثل السوري، بشار إسماعيل، فرد على الحمش وقناة "سما" من خلال فيديو نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك، استهزأ فيه من إدارة القناة ومن شكل الحمش وبدانته بأسلوب استفزازي، وأعطى بعض الحكم والدروس حول صناعة الفتنة والطائفية، بين أهل العاصمة دمشق وأهل الساحل السوري.
الضغط الهائل على مواقع التواصل الاجتماعي أجبر مدير قناة "سما"، حسام حسن، ليتأسف عن الكلمات التي أثارت غضب أهل الساحل السوري، ووعد بالتدقيق بالنص والحوار المستخدم في الحلقات المقبلة، لكي لا تكرر الأخطاء! في محاولة منه لإقناع الجمهور المستهدف لإعادة الثقة بقناته، إذ نشر: "قناة سما آخر من يمكن أن تفكر بالإساءة، لهذا المكون الغالي الذي قدم مع باقي مكونات الشعب السوري العديد من التضحيات لبلدنا الحبيب". وهذا يدل على أن الشارع السوري التابع للنظام بات مشبعاً بالطائفية، ويتجاوز إعلام النظام بخطوطه الحمراء، التي حده بها النظام قبل أعوام. وإنَّ عملية انتقاد النظام، حتّى ضمن قنواته، هو شيء صعب وأشبه بالمستحيل.