لهذه الأسباب يلدغ البعوض أشخاصاً ويترك آخرين

هل أنت من الأشخاص الذين يلدغهم البعوض دوناً عن غيرهم؟ هل أخبرتك أمك عندما كنت صغيراً بأن البعوض يتغذى على الدماء الأكثر حلاوة؟ ربما صار عليك أن تحدث معلوماتك، فالبعوض لا يتغذى على دمائنا عندما يجوع، بل إن أنثاه تستخدم البروتين والحديد وغير ذلك من محتويات الدماء من أجل إنتاج البويضات والتكاثر، إلا أن عدة أسباب تلعب دوراً هاماً في سبب انجذابه إلى أشخاص أكثر من الآخرين.

يرتبط الجواب بالنسبة لبعض العلماء بالجوارب، حيث سيستخدم الباحثون في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي 200 زوج منها لمعرفة ما إذا كان انجذاب البعوض لبعض الأشخاص وراثياً.

وأخذت هذه الجوارب من مجموعة توائم متطابقة وأخرى غير متطابقة، وسيتم وضعها مع البعوض في نفق الرياح (وهو وسيلة لإجراء التجارب والأبحاث التي تدرس حركة الهواء على الأجسام)، ويأمل العلماء بناءً على هذه التجربة معرفة أي الأقدام تفرز مواد طاردة للبعوض، وأيها ينتج مواد جاذبة له.

وفي دراسات سابقة وجد الباحثون أن البعوض يفضل التوائم المتطابقة عن غير المتطابقة، بالإضافة إلى النساء الحوامل، والبشر الذين يفرزون أنواعاً معينة من الأحماض، كحمض اليوريك، كما ذكر في موقع "هفينغتون بوست" أنه ينجذب لثاني أكسيد الكربون الذي يخرج أثناء الزفير.

وهذا يفسر تعرض البالغين للقرص أكثر من الأطفال، وضخام البنية أكثر من صغارها، كما يفضل البعوض نواتج استقلاب الكوليسترول الثانوية التي توجد على سطح الجلد، ولذا يتعرض أولئك الذين يملكون معدل استقلاب مرتفع للدغ، أكثر من غيرهم.

وفي تصريح لجيمس لوغان الذي بدأ المشروع عام 2017 لمجلة "ساينتيفيك أميركان"، قال: "إننا لا نعرف سوى القليل عن المورثات التي تجعلنا جاذبين للبعوض، لذلك نأمل أن تعطينا هذه الدراسة المزيد من الأفكار حول آلية عملها، وبالتالي تساعدنا على تغيير روائح الجسم البشري، ليصبح أكثر أو أقل عرضة لجذب البعوض".

الغاية من هذه التجربة هو تحديد الجينات المسؤولة عن إفراز المواد الكيميائية التي يمكنها إبعاد البعوض، ما يمكننا من إنتاج نوع من الأدوية على أساسها.

يذكر أن البعوض ناقل للملاريا، حمى الضنك، الزيكا وغيرها من الأمراض الخطيرة، وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه لا يمكن القضاء عليه، حيث إن ذلك قد يترك مفترساته الطبيعية من دون غذاء، كما أنه يقوم بتلقيح العديد من النباتات، ولذلك يقوم العلماء ببذل الجهود الحثيثة لتطوير وسائل للقضاء فقط على الأنواع الضارة منه والتي تنقل الأمراض.

(العربي الجديد)