انتهت، اليوم الأحد، مراسم جنازة الكاتب المصري محفوظ عبد الرحمن بمسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر.
وبدت زوجته الفنانة سميرة عبد العزيز منهارة خلال التشييع، وحاول الحاضرون مواساتها وحثها على الصبر. ويذكر أن زواجهما امتد لأكثر من 40 عاماً.
وحضر الجنازة كل من نقيب الممثلين أشرف زكي، والفنانين سامح الصريطي، وعلي الحجار، وبوسي، ورشوان توفيق، وأحمد خليل، فيما تغيّب الكثير من الفنانين ممن كتب لهم الكاتب الراحل روائع فنية عديدة، واكتفوا فقط بعبارات الحزن على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتُوفي الكاتب محفوظ عبد الرحمن مساء أمس، السبت، بعد صراع مع المرض. ويعد الراحل واحداً من أهم أعمدة الدراما المصرية والعربية ممن أبدعوا في كتابة الدراما التاريخية، وكان أول عمل يكتبه مسرحيا هو "حفلة على الخازوق"، ثم قدم مسلسل "سليمان الحلبي" وحقق نجاحاً كبيراً أخافه هو شخصياً، ثم قدم عدة أعمال، ثم جاءت الملحمة الدرامية "بوابة الحلواني" عام 1991، وأحدث هذا العمل الذي أنتجه ممدوح الليثي ضجة كبيرة كونه غيّر في شكل العمل التاريخي، ونقلة بأحداث اجتماعية حياتية، إذ رصد فترة تأميم قناة السويس بمنظور حياتي اجتماعي وكان أول كاتب يرصد هذا الحدث العظيم، وكيف أن الغرب أصيب بصدمة من هذا التأميم فتعلق الكثيرون بهذا المسلسل، حتى أن شارة العمل التي غناها الفنان علي الحجار لا يزال بعض الفنانين يتغنّون بها إلى الآن في حفلاتهم لما تحمله من حماسة وطنية كبيرة.
كما قدم سلسلة طويلة من المسلسلات المهمة، مثل "أم كلثوم"، التي جسدت الشخصية فيها الفنانة صابرين، و"الفرسان يغمدون سيوفهم" و"غرناطة" و"عنترة" وغيرها من الأعمال التي سردت حقبا زمنية متفاوتة وأثرت الدراما بتوثيق اجتماعي لها.
ولم يقدم محفوظ عبد الرحمن على مدار تاريخه الطويل سوى ثلاثة أفلام سينمائية، هي فيلم "حليم" عام 2005 من إخراج شريف عرفة، وفيلم "ناصر 56" عام 1996، وفيلم "القادسية"، فقد ركز الكاتب المصري على الكتابة للشاشة الصغيرة والمسرح أيضا، حيث قدم الكثير من المسرحيات، مثل "حفلة على الخازوق"، "غريب لبنت السلطان"، "الحامي والحرامي"، "كوكب الفيران"، "السندباد البحري"، "الفخ"، "الدفاع"، "محاكمة السيد م"، "احذروا"، و"ما أجملنا"، وتميزت هذه الأعمال طبقاً لآراء النقاد، بأنها تحمل همّاً فلسفياً مستمداً من التراث العربي، كما أن صياغة جملته المسرحية كانت مشحونة بالتوتر.