ويقتصر اليوم ارتداء "البشت" على المناسبات الاجتماعية والرسمية والأعياد والأعراس، وأكد صانع بشوت في الدوحة، أن إقبال الشباب على شراء البشت يفوق كبار السن، موضحاً أن الأسعار تتراوح بين 500 ريال و10 آلاف ريال.
رمز للشخصية الخليجية
يقول مدير أحد مراكز صناعة البشوت في سوق واقف، سامي عبد المحسن الحواج، لـ"العربي الجديد"، إن البشت يعتبر رمزاً للشخصية، وقد ارتبط بالإنسان العربي وأصبح سمة من سماته، في القديم كان التصاق العربي بالبشت ليحميه من القر ويجنبه الحر، واليوم مع تطور أنماط الحياة وتقدم المجتمع الخليجي وتأثره بالحضارات الأخرى، أصبح المواطن القطري يرتدي البشت في المناسبات الاجتماعية والدينية والرسمية، ورغم ذلك ما زال البشت محتفظاً بمكانته المرموقة.
(معتصم الناصر)
وحول أنواع البشت القطري واستخداماته، قال الحواج، الذي يحمل إجازة في الهندسة ويعمل في مؤسسة حكومية، يقسم البشت حسب القماش المستخدم، بين صيفي وشتوي، أو حسب "الزري" أي الخيوط الذهبية، الذي يقسم إلى أنواع، أوروبية وآسيوية وغيرها، وكذلك نوعية التطريز في المنطقة الوسطى، وفي قطر يشتهر "الزري" الملكي أو المنديلي، وثمة أنواع أخرى مثل المتوسع والمروبع، وبشكل عام تصنف أنواع البشوت حسب نوع "الزري" والدقة والقماش، أما فيما يتعلق بالألوان فالبشت ذو اللون الفاتح كالأبيض يستخدم في النهاروالأسود في الليل، وعموماً الذوق القطري رفيع ينبذ الألوان الفاقعة التي تستخدم في بعض الدول.
(معتصم الناصر)
مراحل التصنيع
يخضع البشت لعدة مراحل حتى يصل إلى شكله النهائي وجميعها يدوية يقوم بها عمال مهرة، يضيف الحواج، أن تصنيع البشت يبدأ بمرحلة الترسيم بعد تحديد مقاس اليد الذي يكون من فتحة الترقوة، ليتم ثني القماش وفقاً للطول المناسب لأن القماش وخاصة الصيفي لا يستحمل الزري فتوضع بطانة من قماش قاس، وننتقل إلى مراحل التطريز، وأولها الهيلة وهي التي تقع في المنتصف ويستغرق إنتاجها يوما ونصف اليوم، ثم يطرز طوق التركيب أو الداير ويعرف بالمكسر الفوقي والتحتي، ويتطلب إنتاجه يوماً وربع اليوم، لننتقل إلى مرحلة البروج ثم يعمل الإطار أو المكسر وتوصيله إلى المتون، وفي المرحلة النهائية يتم طرق البشت بمطرقة حديدية على قاعدة خشبية بهدف مساواة عمليات التطريز بمستوى واحد، وإكسابها الشكل الجمالي وتسمى"برداخ"، وعادة يتكون من قطعتين فجة فوقية وفجة تحتية، وذلك بهدف تحديد الطول المطلوب، وبعد ذلك يتم تركيب إطار داخلي يسمى "قيطان".
وأوضح الحواج أن جودة البشت وسعره يعتمدان على عدة عناصر منها نوع القماش ونوع الزري وجودة العمل، مؤكداً أنه في السابق كان كل صانع بشوت يعتز بعمله لدرجة أن من تقع عيناه على البشت يعرف صانعه من الهيلة أو البروج.
(معتصم الناصر)
ويروي الحواج علاقته مع البشت بقوله، نشأت في المحل الذي أسسه جدي في سوق واقف سنة 1950، وبدأ فيه بصناعة البشوت، وبعده استلم والدي المركز لغاية 2010، وقد ابتعدت عن المهنة قليلاً بسبب الدراسة وإصرار الوالد على إكمال التعليم، وأنجزت دراستي في مجال الهندسة وإدارة الأعمال، لكن حبي للمهنة والوفاء لها وحفاظاً على الإرث العائلي، دفعتني لاستأنف العمل في المركز، وقد لاقيت الدعم اللازم من الدولة التي وفرت المناخ الملائم والمكان المناسب للاستمرار في هذه المهنة، التي تواجه تحديات كبيرة في ظل التطور والحداثة التي امتدت إلى مختلف جوانب الحياة، وبفضل دعم الدولة ورغبة الشعب القطري في الاحتفاظ بهويته الوطنية نواصل مسيرتنا في الانتشار.