يركب الشاب الفلسطيني إبراهيم الملالحي (23 عاماً)، من مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، ظهر ناقته متجهاً إلى شاطئ بحر "الشيخ عجلين"، غربي المدينة المحاصرة، أملاً منه بتوفير لقمة عيش أسرته، حيث العمل بين الاستراحات وازدحام المصطافين مع ارتفاع درجات الحرارة.
ويؤجر الملالحي ظهر الناقة للأطفال والمصطافين، مقابل مبلغ معين تفرضه المسافة التي يقطعها، إذ يمسك بحبل الناقة ويجوب رمال الشاطئ طولاً وعرضاً مشياً على الأقدام، وعينه ترنو نحو الراكب حفاظاً على سلامته، حيث إن علو سنام الجمل قد يصيب بعضهم بالدوار أو الغثيان.
ويمتهن الشاب "ركوب الجمال" منذ عدة سنوات، بعد أن قام بشراء جمله الصغير بمبلغ "ألف دينار أردني" (نحو 1400 دولار)، وقام بتدريبه والعناية به حتى كبر وأصبح يجيد العمل على شاطئ البحر، وقد اتجه لهذه المهنة نتيجة شح فرص العمل وزيادة تدهور أوضاع عائلته المادية.
ويقول إبراهيم الملالحي لـ"العربي الجديد"، إنه يقوم بحمل الأطفال بعناية على سنام الجمل، ويحاول السير ببطء حتى لا يفقدوا توازنهم، خاصة أن هذه التجربة تعد الأولى لعدد كبير من الأطفال والمصطافين، لافتاً إلى أنه "يرى السعادة في وجوههم وهم يجربون شيئاً غريباً وفريداً".
ويوضح أن "اللفة" على ظهر الناقة تكلف الزبون نحو 5 شيكلات (الدولار 3.5 شيكلات)، وقد يزيد المبلغ أو ينقص قليلاً، حسب المسافة المطلوبة، مبيناً أن الإقبال بات ضعيفاً، في الوقت الحالي، نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة وتفضيل الناس شراء الطعام والحاجات الأساسية على ركوب الجمال.
ويضيف: "كان العائد في السابق مجدياً، لكنه الآن بالكاد يكفي لإطعام الجمل الشعير، وشراء المضادات الحيوية الواقية من الأمراض، وشراء الحاجيات الأساسية للأسرة"، موضحاً أن ضغط العمل يزيد في أيام الإجازات، وتحديداً يومي الجمعة والسبت، وزيادة أعداد المصطافين على البحر الذي يعتبر ملاذ أهالي قطاع غزة الوحيد.
ويشاركه في الرأي زميله أبو محمد صبح، من حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، والذي يعيل أربعة أبناء، منهم ثلاثة في المدرسة، ويقول: "لا شك أنها مهنة متعبة، خاصة أننا نسير تحت أشعة الشمس الحارقة، ونجوب الشاطئ وقد غرست أقدامنا في الرمل، إلا أننا لا نملك البدائل في قطاعنا المحاصر".
ويقول لـ"العربي الجديد"، إن مهنته الأساسية عامل بناء، لكنه توقف نتيجة إغلاق المعابر وشح العمل، مضيفاً: "تنقلت بين مجموعة مهن صغيرة، إلى أن تمكنت من شراء الناقة للعمل عليها وتوفير مستلزماتنا الضرورية (..) السيئ في هذه المهنة أنها غير دائمة وتتوقف مع نهاية فصل الصيف".
ويوضح صبح أن أسعار الإبل ارتفعت في السنوات الأخيرة نظراً لقلة استيرادها على حساب استيراد الأبقار والخراف والأغنام والمواشي، علاوة على انعدام وجود المراعي الخاصة لها في قطاع غزة، وذلك نتيجة المنطقة العازلة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، بعد تجريف المساحات الزراعية.
أما في ما يتعلق بأسماء الإبل، فيقول: "هناك الكثير من الأسماء للإبل الأصيلة، ومنها، الخطلة، أم طويلع، أم رموش، نورا، ضَبعان، غَزلان، عَرفان، شَعلان، وغيرها، مبيناً أن انعدام أماكن رعي الإبل في قطاع غزة، أدى إلى شح أعدادها وارتفاع أسعارها.
ويشير صبح إلى أنه يتناوب في العمل مع شقيقه سليم، بعد نفوق ناقة الأخير، ويقول: "تتطلب الإبل عناية خاصة، وتكلف يومياً نحو 10 شيكلات طعام، إلى جانب توفير لقاح (كورونا) الخاص بحمايتها من الفيروسات"، آملاً في تحسن الأوضاع الاقتصادية كي تصبح مهنته المرهقة أكثر جدوى.
وابتدع فلسطينيو قطاع غزة المحاصرين عشرات المهن من قلب الحصار المطبق عليهم، لإعالة أسرهم، ورغم صعوبة كثير منها، إلا أنهم متمسكون بها ويعطونها من أوقاتهم وأحلامهم لكي لا يذهبوا إلى مربع الحاجة والعوز.
اقــرأ أيضاً
ويمتهن الشاب "ركوب الجمال" منذ عدة سنوات، بعد أن قام بشراء جمله الصغير بمبلغ "ألف دينار أردني" (نحو 1400 دولار)، وقام بتدريبه والعناية به حتى كبر وأصبح يجيد العمل على شاطئ البحر، وقد اتجه لهذه المهنة نتيجة شح فرص العمل وزيادة تدهور أوضاع عائلته المادية.
ويقول إبراهيم الملالحي لـ"العربي الجديد"، إنه يقوم بحمل الأطفال بعناية على سنام الجمل، ويحاول السير ببطء حتى لا يفقدوا توازنهم، خاصة أن هذه التجربة تعد الأولى لعدد كبير من الأطفال والمصطافين، لافتاً إلى أنه "يرى السعادة في وجوههم وهم يجربون شيئاً غريباً وفريداً".
ويوضح أن "اللفة" على ظهر الناقة تكلف الزبون نحو 5 شيكلات (الدولار 3.5 شيكلات)، وقد يزيد المبلغ أو ينقص قليلاً، حسب المسافة المطلوبة، مبيناً أن الإقبال بات ضعيفاً، في الوقت الحالي، نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة وتفضيل الناس شراء الطعام والحاجات الأساسية على ركوب الجمال.
ويضيف: "كان العائد في السابق مجدياً، لكنه الآن بالكاد يكفي لإطعام الجمل الشعير، وشراء المضادات الحيوية الواقية من الأمراض، وشراء الحاجيات الأساسية للأسرة"، موضحاً أن ضغط العمل يزيد في أيام الإجازات، وتحديداً يومي الجمعة والسبت، وزيادة أعداد المصطافين على البحر الذي يعتبر ملاذ أهالي قطاع غزة الوحيد.
ويشاركه في الرأي زميله أبو محمد صبح، من حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، والذي يعيل أربعة أبناء، منهم ثلاثة في المدرسة، ويقول: "لا شك أنها مهنة متعبة، خاصة أننا نسير تحت أشعة الشمس الحارقة، ونجوب الشاطئ وقد غرست أقدامنا في الرمل، إلا أننا لا نملك البدائل في قطاعنا المحاصر".
ويقول لـ"العربي الجديد"، إن مهنته الأساسية عامل بناء، لكنه توقف نتيجة إغلاق المعابر وشح العمل، مضيفاً: "تنقلت بين مجموعة مهن صغيرة، إلى أن تمكنت من شراء الناقة للعمل عليها وتوفير مستلزماتنا الضرورية (..) السيئ في هذه المهنة أنها غير دائمة وتتوقف مع نهاية فصل الصيف".
ويوضح صبح أن أسعار الإبل ارتفعت في السنوات الأخيرة نظراً لقلة استيرادها على حساب استيراد الأبقار والخراف والأغنام والمواشي، علاوة على انعدام وجود المراعي الخاصة لها في قطاع غزة، وذلك نتيجة المنطقة العازلة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، بعد تجريف المساحات الزراعية.
أما في ما يتعلق بأسماء الإبل، فيقول: "هناك الكثير من الأسماء للإبل الأصيلة، ومنها، الخطلة، أم طويلع، أم رموش، نورا، ضَبعان، غَزلان، عَرفان، شَعلان، وغيرها، مبيناً أن انعدام أماكن رعي الإبل في قطاع غزة، أدى إلى شح أعدادها وارتفاع أسعارها.
ويشير صبح إلى أنه يتناوب في العمل مع شقيقه سليم، بعد نفوق ناقة الأخير، ويقول: "تتطلب الإبل عناية خاصة، وتكلف يومياً نحو 10 شيكلات طعام، إلى جانب توفير لقاح (كورونا) الخاص بحمايتها من الفيروسات"، آملاً في تحسن الأوضاع الاقتصادية كي تصبح مهنته المرهقة أكثر جدوى.
وابتدع فلسطينيو قطاع غزة المحاصرين عشرات المهن من قلب الحصار المطبق عليهم، لإعالة أسرهم، ورغم صعوبة كثير منها، إلا أنهم متمسكون بها ويعطونها من أوقاتهم وأحلامهم لكي لا يذهبوا إلى مربع الحاجة والعوز.