تحولت الرحلة السياحية التي قامت بها "الشيف" الفلسطينية، سماح حبوب (35 عاماً)، من مدينة غزة برفقة زوجها إلى كوريا الجنوبية قبل ثلاث سنوات، إلى مغامرة لاستكشاف أسرار الأكل الكوري، تعلمت خلالها التفاصيل الغريبة والمثيرة لهذا المطبخ، الذي تغلب عليه المأكولات البحرية.
زيارة الشيف حبوب لكوريا الجنوبية انتهت بعد ستة أشهر، جمعت خلالها حصيلة ثرية من المعلومات والتفاصيل حول الأكلات الكورية بمختلف أصنافها، سواء البحرية، أو أكلات اللحوم والخضار، ترجمتها بعد عودتها إلى مدينة غزة لمشروع تجاري لبيع تلك المأكولات عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
الفضول وعشق المطبخ والطبخ والأكلات الغريبة، كانت من أبرز الأسباب التي دفعت حبوب لتعلم وإتقان ذلك الأكل، إذ تهوى تعلم أطباق وأصناف الطعام الخاص بكل بلد تقوم بزيارته، وتقول إن طعام كل دولة يعبر عن ثقافتها وحضارتها التي تميزها عن غيرها من البلدان.
وتضيف الشيف سماح حبوب، الحاصلة على بكالوريوس محاسبة، ودبلوم لغة إنكليزية، في حديث مع "العربي الجديد" أن المشروع بدأ مصادفة، إذ ذهبت في رحلة سياحية مع زوجها إلى كوريا الجنوبية، ولفتها الأكل الكوري، ودفعها فضولها إلى سؤال شقيقة زوجها عن مكونات وتفاصيل تلك الأكلات.
وتوضح أنها تهوى معرفة الأكلات الغريبة، ولديها شغف التعرف على الأكل الغربي، الآسيوي، الهندي وغيره، وكانت تتعلمه عبر مواقع الطبخ واليوتيوب، مضيفة "المكونات الصحية للأكل الكوري، وسهولة تحضيره زادت عندي فضول معرفة تفاصيله، وساعدتني على ذلك (تشاي اينو) زوجة أخي وأم زوجها، إلى جانب بعض المطاعم التي كنت أزورها".
وتضيف الشيف حبوب: "كل شيء في كوريا مميز، حين تدخل أي مطعم، وتقوم بطلب الطعام الذي ترغب به، يصلك نيئاً وعليك أن تقوم بطهوه مع رفاقك على الطاولة الأرضية التي يتوسطها موقد مثبت، وعلى أطرافها مجموعة كبيرة من المقبلات، وهي عبارة عن أكلات بحرية (..)" البولقوقي" كانت أول أكلة أتذوقها بهذه الطريقة، كانت رائعة للغاية، وهي شرائح لحم، تؤكل في قطعة خس أخضر، ومعها رز كوري وقطع من معجون فول الصويا".
حين عادت إلى قطاع غزة أحضرت معها مجموعة من المكونات الأساسية للطعام الكوري، وأكل السوشي، وأوراق "كيمباب" وهي عبارة عن أعشاب بحرية يتم تجفيفها وطحنها وصناعتها على هيئة أوراق يتم حشوها بالأرز الكوري لتصبح شبه "ورق العنب"، كذلك مكونات أكله "كيم شي" التي لا تخلو أي سفرة كورية منها، وهي عبارة عن ملفوف كوري يتم هرسه، وخلطه مع معجون الفلفل الأحمر والصوص الحار، وتقدم إلى جانب الرز الكوري، الذي يتميز بالسمسم وزيت السمسم.
وتشير حبوب إلى أنها أصبحت تجيد عدداً من الأكلات الكورية، وقامت بصنع مجموعة منها لأقاربها وأصدقائها، لكن جودة الطعام دفعت عددا منهم إلى تشجيعها على الاستفادة من إتقانها لهذا الصنف من الطعام، إلى أن قامت بالخطوة الأولى، وهي تصميم صفحة خاصة لبيع منتجاتها عبر موقع فيسبوك بعنوان "الشيف سماح حبوب، عاشقة الطعام الكوري".
وتوضح أنها بدأت بنشر صور الأكلات التي تقوم بتجهيزها بأسعار مناسبة، ما زاد نسبة الرسائل التي تطلب وجبات، وأصبح لها زبائن دائمون، مضيفة: "فاجأني كم الطلبات، ومن عشق شريحة كبيرة من أهالي قطاع غزة لطعام السوشي والطعام الكوري، إذ كنت أعتقد غير ذلك".