أعلنت مؤسسة الفضاء الروسية "روس كوسموس"، اليوم الجمعة، عن السبب المباشر لحادثة العطل المفاجئ لمركبة "سويوز" التي كانت متجهة إلى محطة الفضاء الدولية أمس الخميس، حيث لم يتم التوصل إلى الرواية النهائية لملابسات الحادثة.
وقال المدير التنفيذي لـ"روس كوسموس" للبرامج المأهولة، سيرغي كريكاليوف، في تصريحات صحافية: "لا روايات نهائية، ولكن السبب المباشر واضح، وهو ناجم عن ارتطام أحد العناصر الجانبية للمرحلة الأولى (من الصاروخ). حدث التلامس عند انفصال المرحلتين الأولى والثانية، فالانحراف عن المسار الاعتيادي وتدمير الجزء السفلي من المرحلة الثانية".
وتوقع المسؤول الفضائي الروسي أن تكشف اللجنة الحكومية المعنية بالتحقيق في أسباب الحادثة عن نتائجه بحلول الثلث الأخير من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستئناف التحليقات الفضائية.
ووقعت حادثة "سويوز" بعد 119 ثانية على إطلاق المركبة من مطار "بايكونور" الفضائي الذي تستأجره روسيا من كازاخستان، إذ خرجت المركبة المأهولة عن السيطرة وسقطت إلى الأرض، بينما تمكن الطاقم المكون من رائدي الفضاء الروسي، أليكسي أوفتشينين، والأميركي، نيك هيغ، من الهبوط في كبسولة خاصة دون أن يصابا بأذى.
من جهتها، رأت صحيفة "فيدوموستي" الروسية أن هذه الحادثة تشطب على نجاحات روسيا الأخيرة في الحد من حوادث المركبات الفضائية، كونها أول عملية إطلاق فاشلة هذا العام.
وفي مقال بعنوان "حادثة صاروخ المركبة المأهولة "سويوز إم-10" حساسة للغاية"، ذكّرت الصحيفة بأن هذه أول حادثة كبرى يتعرض لها صاروخ "سويوز" منذ عام 1983.
ورغم أن قطاع الفضاء الروسي شهد مجموعة من الحوادث في السنوات الماضية، إلا أنها كانت متعلقة بعمليات فاشلة لإطلاق أقمار صناعية وليس مركبات مأهولة.
وأوضح الخبير بمركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا، قسطنطين ماكيينكو، لـ"فيدوموستي" أن الحوادث المتعلقة بالملاحة الكونية المأهولة تشكل حساسية خاصة لدى الرأي العام، مما يفرض على "روس كوسموس" إجراء تحقيق مدقق في أسباب الحادثة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرارها.