في عام 2011، قدمت المخرجة اللبنانية نادين لبكي صورة حول الصراع الطائفي اللبناني في فيلم "وهلأ لوين". استطاعت لبكي، عبر طرح كوميدي تراجيدي، أن تخبرنا بأن اللجوء إلى الحشيشة هو الحل الأنسب لمسألة النزاع أو الصراع بين الطوائف اللبنانية عموماً. لم تكن "الحشيشة" المغزى من الفيلم الذي حقق نجاحاً لافتاً حينها، بل رسالة إلى اللبنانيين لنبذ الحقد والكراهية من النفوس بآخر الأدوية التي قدمتها نادين لبكي نهاية الفيلم. ولعلّ هذه الرسالة، تذكرنا برسالة مشابهة مررها زياد الرحباني قبل 40 عاماً في مسرحية "فيلم أميركي طويل"، حين دار حديث حول قدرة الحشيش على نبذ الطائفية.
قبل سنتين، استضاف الإعلامي اللبناني تمام بليق واحداً من أكبر تُجار المخدرات في لبنان، نوح زعيتر، هو من المطلوبين إلى القضاء اللبناني، بتهم عديدة، منها بالطبع الاتجار بالمخدرات وترويجها، لكنه يحظى بغطاء سياسي وأمني في لبنان، كما يحظى بشهرة واسعة.
حكاية المُحرمات، تحرك شهية المنتج، لكنها في الفترة الأخيرة لا تخرج عن الإطار الاستهلاكي الذي يسعى إلى تحقيق نسب مشاهدة، ولو جاء ذلك على حساب النص، أو ابتعد عن الهدف من أجل طرح مسألة المخدرات في برنامج أو مسلسل وحتى فيلم، ويصبح مع الوقت "موضة"، كما درجت العادة في إنتاجات السبعينيات والثمانينيات للسينما المصرية؛ إذ تناولت عشرات الأفلام المصرية قضية المخدرات، وعززت من حضورها لفترة طويلة، ما زالت حاضرة أصداؤها حتى الآن.
بعد حلقة نوح زعيتر تحديداً، تحولت الأنظار من طرح أو تفاعل بين الناس، والسؤال عن كيفية ظهور تاجر مخدرات في الإعلام، والثقة التي حملها في إجاباته، إلى فكرة عند بعض المتابعين ومنهم كتّاب الدراما. الحكاية فتحت عيون المنتجين والكتّاب في لبنان، ليأتي مسلسل "الهيبة" ويجزم بذلك وبأن القصة هي قصة نوح زعيتر نفسه، لكن المسلسل لم يُركز على تجارة المخدرات أو "الحشيش" تحديداً، كل ما قاله الكاتب السوري هوزان عكو في الجزء الأول هو "تجارة الممنوعات" لكن المقاربة لبست المسلسل ولم يستطع المنتج أو المخرج تحييد المشاهد من فكرة إسقاط أحداث "الهيبة" على قصة نوح زعيتر، ومتابعة خيالية لحكاية تاجر مخدرات هارب من وجه العدالة.
اقــرأ أيضاً
المقاربة اتخذت في الجزء الثاني من "الهيبة" بُعداً لم يكن في حسابات شركة الإنتاج، ولا العاملين في المسلسل. في رمضان الماضي، تداعت مجموعة من المحامين اللبنانيين، ورفعوا دعوى قضائية ضد "الهيبة"، بتهمة الإساءة إلى مدينة بعلبك في لبنان، وبحسب فحوى الدعوى فإن المسلسل يروج لتجارة المخدرات والدعارة وهو يتنافى مع عادات وتقاليد البلدة اللبنانية، لكن القضية ذهبت أدراج الرياح، وتابع صناع العمل تصوير الجزء الثاني وحقق أعلى نسبة مشاهدة بين الإنتاجات العربية المشتركة، ما دفع شركة "الصبّاح" للإعلان عن تحضير لجزء ثالث يعرض الموسم المقبل (2019).
تجارة الممنوعات أو المخدرات، تعود من بوابة السينما اللبنانية هذه المرة. المخرجة اللبنانية رندلى قديح تعمل حاليًا على فيلم جديد بعنوان "شرعوا الحشيشة"، العنوان أطلقه وليد جنبلاط، نائب ووزير لبناني سابق، قبل سنوات، مطالباً الدولة بتشريع زهرة الحشيش واستغلالها من أجل الموارد المالية للدولة اللبنانية. العنوان تحول إلى نص تكتبه حاليًا داليا حداد، وستقوم بإخراجه رندلى قديح. يبدأ التصوير قريباً، والعمل من بطولة سامر الكحلاوي الذي عُرف بدور "الدبّ" في مسلسل الهيبة، واستطاع أن يُبين عن موهبة جيدة لدور المافيات والعصابات التي تسكن الجرود، لكن تؤكد المخرجة رندلى قديح في اتصال بـ "العربي الجديد"، أنها لن تدخل في تفاصيل مافيات المخدرات أو في مسألة الإدمان كمشكلة أو آفة اجتماعية، بل ستعتمد على بعض الأفكار التي تصفها بالخفيفة. فيلم اجتماعي لا يخلو من السخرية والضحك، في إطار ترفيهي، وتتولى إنتاجه شركة "وايز برودكشن" كتجربة أولى لها في عالم السينما.
قبل سنتين، استضاف الإعلامي اللبناني تمام بليق واحداً من أكبر تُجار المخدرات في لبنان، نوح زعيتر، هو من المطلوبين إلى القضاء اللبناني، بتهم عديدة، منها بالطبع الاتجار بالمخدرات وترويجها، لكنه يحظى بغطاء سياسي وأمني في لبنان، كما يحظى بشهرة واسعة.
حكاية المُحرمات، تحرك شهية المنتج، لكنها في الفترة الأخيرة لا تخرج عن الإطار الاستهلاكي الذي يسعى إلى تحقيق نسب مشاهدة، ولو جاء ذلك على حساب النص، أو ابتعد عن الهدف من أجل طرح مسألة المخدرات في برنامج أو مسلسل وحتى فيلم، ويصبح مع الوقت "موضة"، كما درجت العادة في إنتاجات السبعينيات والثمانينيات للسينما المصرية؛ إذ تناولت عشرات الأفلام المصرية قضية المخدرات، وعززت من حضورها لفترة طويلة، ما زالت حاضرة أصداؤها حتى الآن.
بعد حلقة نوح زعيتر تحديداً، تحولت الأنظار من طرح أو تفاعل بين الناس، والسؤال عن كيفية ظهور تاجر مخدرات في الإعلام، والثقة التي حملها في إجاباته، إلى فكرة عند بعض المتابعين ومنهم كتّاب الدراما. الحكاية فتحت عيون المنتجين والكتّاب في لبنان، ليأتي مسلسل "الهيبة" ويجزم بذلك وبأن القصة هي قصة نوح زعيتر نفسه، لكن المسلسل لم يُركز على تجارة المخدرات أو "الحشيش" تحديداً، كل ما قاله الكاتب السوري هوزان عكو في الجزء الأول هو "تجارة الممنوعات" لكن المقاربة لبست المسلسل ولم يستطع المنتج أو المخرج تحييد المشاهد من فكرة إسقاط أحداث "الهيبة" على قصة نوح زعيتر، ومتابعة خيالية لحكاية تاجر مخدرات هارب من وجه العدالة.
تجارة الممنوعات أو المخدرات، تعود من بوابة السينما اللبنانية هذه المرة. المخرجة اللبنانية رندلى قديح تعمل حاليًا على فيلم جديد بعنوان "شرعوا الحشيشة"، العنوان أطلقه وليد جنبلاط، نائب ووزير لبناني سابق، قبل سنوات، مطالباً الدولة بتشريع زهرة الحشيش واستغلالها من أجل الموارد المالية للدولة اللبنانية. العنوان تحول إلى نص تكتبه حاليًا داليا حداد، وستقوم بإخراجه رندلى قديح. يبدأ التصوير قريباً، والعمل من بطولة سامر الكحلاوي الذي عُرف بدور "الدبّ" في مسلسل الهيبة، واستطاع أن يُبين عن موهبة جيدة لدور المافيات والعصابات التي تسكن الجرود، لكن تؤكد المخرجة رندلى قديح في اتصال بـ "العربي الجديد"، أنها لن تدخل في تفاصيل مافيات المخدرات أو في مسألة الإدمان كمشكلة أو آفة اجتماعية، بل ستعتمد على بعض الأفكار التي تصفها بالخفيفة. فيلم اجتماعي لا يخلو من السخرية والضحك، في إطار ترفيهي، وتتولى إنتاجه شركة "وايز برودكشن" كتجربة أولى لها في عالم السينما.